لماذا تصمت روسيا عندما تضرب إسرائيل ؟

الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع عسكرية وإستراتيجية سورية قبل الثورة (موقع الكبر بدير الزور) وبعد الثورة في مواقع عدة، وتصريح النظام السوري عبر إعلامه ومسؤوليه بأنه سيرد في الوقت والمكان المناسبين والذي صار يتندر به الناس، هذه الضربات تجددت مؤخراً بضرب مواقع سورية بدمشق واللاذقية، لكن هذه المرة بدون تصاريح بالرد، لأن هذه الضربات المتتالية فضحت الردود الفراغية وأخرجتها من حدود الصراخ إلى حدود الصمت، أقول هذه الضربات التي تتكرر ويتم بها ضرب أسلحة روسية مرسلة إلى سورية -في الضربات الأخيرة تم الكشف عن استهداف صواريخ - إس 125- هذه الصواريخ وغيرها من الأسلحة التي تتهم إسرائيل النظام السوري بإرسالها إلى حزب الله- تقف روسيا الدولة المصدرة لهذه الأسلحة صامتة تجاه هذه الضربات الأمر الذي يكشف تواطئاً إسرائيلياً روسياً على ضرب السلاح السوري والذي يخشى من وقوعه بيد المعارضة السورية أو حتى بقائها بيد النظام، وهذا التواطؤ يفسر تناغماً روسياً أمريكياً واضحاً خاصة بعد الاتفاق الروسي-الأمريكي لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، ومما يؤسف له أن يبرر النظام السوري قبوله فوراً تدمير السلاح الكيماوي بأن هذا المقترح هو روسي، علماً أن الاتحاد السوفياتي هو أول من اعترف بالدولة الإسرائيلية، وللأسف لا نجد كتابات تتناول هذه القضية وبخاصة كتابات الخبراء السياسيين والاستراتيجيين، لأن الصمت واضح ومكشوف عن هذه الضربات لحليف روسيا (النظام السوري) في حين روسيا مستعدة لإدانة أي حادثة صغيرة في سوريا أو غيرها من الدول بحجة أنها إرهابية (رغم أن الإرهاب مدان أينما كان) لكن هنالك ازدواجية معايير روسية واضحة المعالم والتجليات، وكأن العنف الداخلي السوري إرهاب بينما التدخل الإسرائيلي الخارجي سلام وأمن وحضارة؟، من المفترض من الكتاب والمتابعين والصحفيين وبالتالي من الإعلام العربي تناول هذا الموضوع المرتبط بالوضع السوري الأزموي خصوصاً أن روسيا قد استخدمت الفيتو 3 مرات بمجلس الأمن ضد إرادة الشعب السوري بالحرية والكرامة والعيش الكريم وهي تتحمل مسؤولية إزهاق أرواح أكثر من 100 ألف قتيل سوري وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين وملايين المهجرين والمشردين وبالتالي هي تتحمل تعطيل عمل مجلس الأمن وإصابته بالشلل الكامل وعرقلة قيامه بواجباته الإنسانية المناطة به لتحقيق السلم والأمن الدوليين.

صمت روسيا عن ضربات إسرائيل صمت مشكوك فيه ومريب وفيه "إنَ" وستكتشف مستقبلاً حقائق كثيرة في ملف الأزمة السورية التي بدأت ثورة شعبية عارمة وحولتها روسيا بمواقفها الدولية المشينة إلى أزمة وعنف وصراعات داخلية وخارجية لن تخرج منها روسيا دون فواتير خسارة مكلفة وباهظة في آن.