تحدثت صحيفة الديلي بيست الدولية عن الحرب الباردة التي ستشتعل قريباً في القلمون تحت عنوان "حزب الله يستعد لمواجهة سوريا في منطقة القلمون".. الحركة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران تستعد لمواجهة ضد الثوار في سوريا، فكيف سيتعامل الغرب مع هذه المعركة؟
تستعد مجموعة حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من إيران لشن هجوم طال توقعه إلى الشمال من دمشق في حملة مكافحة الثورة التي من المرجح أن تفاقم الإحباط من واشنطن و التقاعس الغربي في سوريا .
المعركة من أجل القلمون الجبلية والمنطقة الوعرة بين العاصمة و مدينة حمص السورية ثالث أكبر مدينة في البلاد، ستكون بأهمية معركة القصير البلدة الاستراتيجية بنظر لبنان، والتي استعادها الجيش السوري بفضل حزب الله، الذي كان في طليعة المقاتلين.
حفزت معركة القصير الرئيس أوباما في يونيو/ حزيران إلى التعهد بتسليح الثوار وهو الوعد الذي لم يتحقق بسبب مخاوف الإدارة من النفوذ المتنامي لمنتسبي القاعدة في الثورة ضد بشار الأسد.
* حرب باردة
تقول التقارير أن جبهة النصرة التابعة للقاعدة والميليشيات الإسلامية أحرار الشام ولواء الإسلام تعزز وجودها في البلدات والقرى في المنطقة للتحضير لهجوم حزب الله المتوقع. وتدعي بعض التقارير أن ما يصل إلى عشرين ألف مقاتل يتواجد في المنطقة.
المواجهة الصعبة في منطقة القلمون تمتد على جبهة بطول 50 ميلاً و 25 عرضاُ وتنطلق من الضواحي الريفية من العاصمة السورية إلى الحدود اللبنانية.
القلمون تعتبر منطقة حيوية على حد سواء من قبل قوات النظام والثوار.. ومن شأن السيطرة على القلمون أن تسمح لنظام الأسد بتأمين الصلات بين الأراضي الواقعة بين دمشق وحمص ووقف إمدادات الأسلحة من أنصار السنة اللبنانيين القادمة عبر الحدود حول بلدة عرسال.
بالنسبة للنظام فإن توطيد قبضته على حمص هو من الأولويات، كما أنه يمثل حلقة وصل مركزية بين المدن الداخلية السورية و ساحل البحر الأبيض المتوسط شمال اللاذقية، معقل أقلية الأسد العلوية.
* تنامي معارضة شيعية
وكان المسؤولون من حزب الله يصرحون لوسائل الإعلام اللبنانية أن هجوم القلمون القادم هو جزء من محاولة لإدارة وتحضير أتباعهم، وقد بدأ العديد منهم في جنوب لبنان التعبير عن الشكوك حول الحكمة من التورط في مزيد من الحرب الأهلية المستعرة.
في المناطق الشيعية في وادي البقاع لا يزال دعم مشاركة حزب الله في سوريا مرتفعاً، وذلك بسبب العلاقات العائلية بين الشيعة في كلا الجانبين من الحدود.
ولكن في الجنوب ومن وراء الكواليس يتنامى حس النقد ضد قيادة حزب الله حيث يقول هشام جابر وهو شيعي و جنرال متقاعد في الجيش اللبناني أن العوائل الشيعية الجنوبية يشككون في حكمة حزب الله في قتاله ضد إخوانه المسلمين حتى لو كانوا هم من السنة.
مسؤولون لبنانيون ودبلوماسيون غربيون يشعرون بالقلق أن لبنان لن يظل سالماً أثناء معركة القلمون الطويلة.. " لن تكون معركة لمدة أسبوعين مثل القصير"، كما يقول أحد مستشاري الجيش البريطاني للجيش اللبناني.. "إن المنطقة جبلية وسوف تمتد المعركة إلى الربيع و سوف تكون هناك فرصة أكبر لانتشار العنف في لبنان".
* الكيماوي أجّل الحرب
واعترف مقاتل من حزب الله في مقابلة مع تلفزيون "ناو"، وعلى موقع لبناني للإنترنت، أن المعركة من أجل القلمون ستكون مختلفة عن الحرب في القصير، وسوف تستغرق وقتاً أطول بكثير " بسبب طبيعة التضاريس، والتي تتكون من الجبال العالية والوديان العميقة".
وكان من المتوقع الهجوم على المنطقة منذ عدة أسابيع، بعد وقت قصير من استعادة السيطرة على القصير من قبل القوات الموالية للأسد حيث اختبأ العديد من مقاتلين الثوار إلى القرى في منطقة القلمون.. وقال قائد القوات الخاصة في حزب الله أنه سيتم شن هجوماً سريعاً ولكن تأخر بسبب تداعيات الدبلوماسية بعد هجمات الأسلحة الكيميائية في أغسطس/ آب.
* صحيفة الديلي بست الدولية
التعليقات (7)