هل تستمر تغطية الانتفاضة السورية إعلامياً في الغرب؟

هل تستمر تغطية الانتفاضة السورية إعلامياً في الغرب؟
الانتفاضة السورية ستترك على الساحة الصحافية,المحلية منها والعربية والدولية على حد سواء, أسئلة شتى عن موضوعية النقل الإعلامي الذي يعتبر أحد الأسباب الجوهرية في عجز أهداف الناس عن التحقق في مآلاتها ومبتغاها في الحرية والكرامة والعدالة, حيث أن الإعلام المتلفز والمقروء والمسموع,تعامل مع الأحداث من خلال انتقائية, تمثل أجندة مختلفة ومتضاربة على التراب السوري, كلاً منهم كان يبحث عما ينقصه.

الإعداد والتحرير والنقل لم يشمل كل الحقيقة, شمل جزئية من الحقيقة التي سبق للقيادة السياسية للنظام في سوريا, ومن خلفه إعلامه السلطوي, رسم خارطة الطريق لدعايتها وإستراتيجيتها, حيث دأبت من اليوم الأول على نفي وجود أي انتفاضة شعبية ضدها, وأرجعت ما يجري لكونه أعمال إرهابية ومؤامرة تناسلت عنها قوى إسلامية متطرفة.

الصورة والخبر نحَّ جانباً كل الأعمال العسكرية التي قام بها النظام ضد شعبه المنتفض, والتي نتج عنها أضرار كارثية على الصعيد الإنساني والاقتصادي والمجتمعي وحتى البيئي منه, وراحت وسائل الإعلام تنقله وكأنه حدث جانبي وهامشي, بينما الصورة والخبر والتعليق والتأويل ينتقي أصحاب الذقون الطويلة والثياب السوداء, لتنتج هذه الحالة الإعلامية إعلام تجاري قابل للترويج في عالم متقدم, تستهويه هكذا مشاهدات وتعود بالربح الكثير مادياً.

في ظل تناحر وتعارض كل وسائل الإعلام وسياساتها ومشارب وأهواء وجنسيات مراسليها, نجد الإعلام الثوري "في الجزء الميداني منه", إعلام بديل يفتقد للخبرة والتجربة والأدوات, ويحارب بأدواته من أجل الحقيقة "كل الحقيقة", وتمكن من إيصال جزء من الصورة رغم أنف إمبراطوريات الإعلام, ودفع أثمان بشرية باهظة في سبيل هذه الجزئية من الحقيقة, بينما الإعلام المحلي النموذجي المناصر للثورة, نجده يكتفي بما يحصل عليه من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام, وغالباً ما أنتهج مبدأ "الدكاكين"حيث تعتريه الكثير من العيوب, ويفتقد لأصحاب الخبرة والمتمرسين وأصحاب الإرث المهني, -وبالأغلب الأعم- يخدم أجندة وسياسيات جهات التمويل التي يتبع لها, منحنياً الهم الوطني جانباً وجاعلاً منه شعار للتداول اللفظي والإعلامي.

الصورة والخبر أثبتت خلال الآونة الأخيرة أنها إحدى أهم أوجه العلائقية مع النخبة السياسية, حيث أن الرأي العام جزء هام له ثقله الأدبي والأخلاقي, ويزعم عدد لا بئس به من أصحاب الإرث في الإعلام العالمي, ومن اشتغلوا في تغطية المناطق الساخنة, أن المعارضة السورية الرسمية -وتحديداً في أوروبا- لم تفلح في إدارة إعلام انتقائي ولا حتى في مجال مجابهة الدعاية متعددة المصادر, على الرغم من الأموال الكثيرة التي صرفت هنا وهناك, ورغم تواجد مكتب إعلامي لقوى الثورة والمعارضة السورية, تجده مثل القطط المنزلية النؤوم يتواثب خلف الشاشات, ويلوك ببلاهة شذرات من موزاييك القاموس البعثي.

السؤال عن إعلام الثورة السورية يأتي ضمن سياق السؤال الإعلامي في الغرب عن الجدوى في متابعة تغطية الحدث السوري, نتيجة الإشباع وتكريس شكل الثورة بكونها ذات مفاعيل جهادية سلفية وكتل متطرفة وآكلة لقلوب البشر من جانب ومسايرة النظام في سياساته الإعلامية من جانب آخر.

*مراسل صحيفة"أورينت نت"في باريس

التعليقات (1)

    عاصم

    ·منذ 10 سنوات 6 أشهر
    كتير عليك دب روسي ههههههه روح تغطّى اكتر منشان البرد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات