وبما أن انخفاض سعر صرف الدولار جاء إثر ضعف احتمالات الضربة العسكرية الأمريكية، فإن النظام يستغل الفرصة بتجميع موجودات شركات الصرافة التي تم إغلاقها والبالغ عددها 11 شركة صرافة، ومن ثم إحكام السيطرة على سعر الدولار من خلال تثبيت السعر عند حدود 150 ليرة للدولار، والعمل على تخفيضه فيما بعد.
توقيت خاطئ
ويعتبر انخفاض الدولار الأخير أمام الليرة السورية هو تخفيض (قسري) للدولار، وهو لن ينجح لأسباب عدة أهمها التوقيت الخاطئ الذي لايمكن فيه تثبيت سعر الصرف بسبب الحرب، أما السبب الآخر هو فقدان النظام السيطرة على 60 % من البلاد، ويقول أحد المتابعين لا توجد عملة جيدة ترتفع وتنخفض بغضون أيام بنسب تصل الى 30 أو 40 % ، هذا التذبذب العالي يؤكد ضعف العملة نفسها وهشاشتها بشكل كبير.
ولم يكن رفع سعر البنزين الى 100 ليرة من قبل حكومة النظام إلا إجراءً آخر لتخفيف الضغوط المالية الكبيرة عى النظام نفسه، حيث تشير أسعار البنزين إلى الانخفاض بنسبة كبيرة في أسعار البنزين العالمية تصل إلى حدود 14 %.
سر ارتفاع البنزين
وكان رفع سعر ليتر البنزين قد شكّل صفعة للنظام والموالين له قبل المعارضين، لأن أسعار البنزين تطالهم أكثر، وهو آخر إجراء من إجراءات الاستيلاء على أموال السوريين المتواجدين في دمشق ويستخدمون السيارات، وهو بحسب ما يصفه أحد سكان دمشق: "عملية تشليح أموال الناس"، وأثار هذا الموضوع استياء الموالين للنظام لأنه يزيد من تكاليف الحياة، فللمرة الثالثة يقوم النظام برفع سعر ليتر البنزين، وهو ما يشير إلى عجز كبير في موضوع الإنفاق الجاري لدى حكومة النظام جراء اللجوء إلى التعويض من أسعار المحروقات على حساب أصحاب السيارات.
كل هذه الإجراءات يعتبرها محللون اقتصاديون أنها مسألة مرحلية مرتبطة بالمرحلة المؤقتة لكل من إيران وبشار الأسد، وهناك دعم خفي للعملتين للتأكيد على أن اﻻنتصار ومؤشراته للاقتصادين هو وضع العملة لن يطول كثيراً، ﻷن سرعان ماسيقوم الغرب بإعادتهم إلى الوضع القلق، أما بوتين ومافياته فسيرجعون إلى ابتزاز بشار وإيران أيضاً، وسيرجع الدوﻻر إلى اﻻرتفاع مرة أخرى. ومن الملاحظ بالفعل أن الدولار بدأ يتحرك صعوداً أمام الليرة نهاية الأسبوع الماضي ووصل إلى حاجز 200 ليرة.
التعليقات (1)