التايمز: دعم الأسد وميليشيا حزب الله تمتص احتياطيات إيران

مصادر مقربة من حزب الله تنفي الانسحاب بسبب الضغوط السياسية، وتدعي أن السبب "اعتبارات تكتيكية على أرض الواقع". وأفاد تقرير التايمز اللندنية أن الميليشيا اللبنانية الشيعية حزب الله بدأت في إزالة بعض من قواتها المحاصرة في سوريا التي كانت تقدم الدعم لبشار الأسد. واستمد التقريرمعلوماته من مصادر دبلوماسية واستخباراتية في بيروت قالت أنه هناك تخفيض في عدد القوات الجماعة في سوريا.

مصادر مقربة من حزب الله نفت أنه هذه الإجراءات هي نتيجة للضغوط السياسية في لبنان أو في أي مكان آخر مدعية أن الانسحاب جاء بسبب "اعتبارات تكتيكية على أرض الواقع." ونفى الحزب أيضا وفقا لتقرير الصحيفة أنه سحب "أعدادا كبيرة" من المقاتلين من سوريا.

في الوقت نفسه، قال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للصحيفة أنه "كان هناك ما يقارب 10 آلاف مقاتل في سوريا لكن العدد الآن لا يتجاوز بضعة آلاف".. فمنذ الصيف الماضي سحب حزب الله القوات من درعا ليركز على الجبهة الرئيسية في شرق الغوطة على حافة دمشق، حيث تقاتل قوات الأسد لكسر سيطرة الثوار. وقالت الصحيفة أن كلا الثوار ومقاتلي حزب الله يقولون أن هنالك معركة جديدة قد تبدأ في الجبال الواقعة بين دمشق وحمص .

في شهر حزيران/يونيو، استولت قوات الأسد التي يدعمها مقاتلون من ميليشيا حزب الله على قرية البويضة الغربية في إضعاف لسيطرة الثوار النهائية على بلدة القصير مما شكل نجاحاً كبيراً للأسد. وقد ثبت دور حزب الله الحاسم في الحرب السورية، لكنه قام أيضاً بتغذية التوترات الطائفية التي أشعلت المنطقة.

حزب الله وداعميه الإيرانيين على حد سواء يتبعون المذهب الشيعي من الإسلام، في حين أن معظم الثوار هم من المسلمين السنة.. الأسد نفسه هو من الأقلية العلوية، وهي فرع من الشيعة، ويقوم أغلب دعاة السنة في جميع أنحاء الشرق الأوسط يإدانة إيران وحلفاءها الشيعة.

في ما يعتقد من قبل البعض أنه امتداداً للتوترات الطائفية من سوريا إلى لبنان المجاورة، انفجرت سيارة مفخخة في تموز بمعقل ميليشيا حزب الله ببيروت وجرح 53 شخصاً, وقتلت سيارة ملغومة أخرى 20 شخصاً في حي تابع للميليشيا في جنوب بيروت في أغسطس/ آب.

وقال الشيخ صبحي الطفيلي، الذي قاد ميليشيا حزب الله 1989-1991، أن قرار التدخل كان كلياً صادراً عن جمهورية إيران الإسلامية.. وأضاف "كنت الأمين العام للحزب، وأنا أعرف أن القرار إيراني، وسيكون البديل المواجهة مع الإيرانيين"، الطفيلي الذي اختلف مع ايران ومجموعته السابقة، قال لرويترز من منزله في شرق سهل البقاع قرب الحدود السورية: "أنا أعرف أن اللبنانيين في حزب الله، والسيد حسن نصر الله أكثر من أي شخص ليسوا مقتنعون بهذه الحرب".

وقالت مصادر شيعية أخرى وبصرف النظر عن مشاركتها في سوريا فإن حزب الله يدفع الرواتب إلى حوالي 80 ألف شخص يعملون لصالح الجمعيات الخيرية والمدارس والعيادات والمؤسسات الأخرى بالإضافة إلى قواتها العسكرية والأجهزة الأمنية.

وقالت مصادر أمنية أخرى أن حزب الله يتلقى الآن أموال إضافية مخصصة للحرب السورية حيث تمتص سوريا احتياطيات إيران، التي تدفع بين 600 و 700 مليون دولار في الشهر (فقط لتغطية تكاليف القتال في سوريا).

لا يقتصر الثمن الذي يدفقه الحزب على المال بل إن تورط حزب الله في سوريا قد زعزع دعمه في الداخل اللبناني فليس هناك قرية واحدة في الجنوب لم تخسر أحد أبنائها في سوريا.. كثير من اللبنانيين الشيعة رغم ذلك لا يزالون يدعمون حزب الله لأنهم يعتبرون علاقاتهم به وجودية ويقولون نحن معه لو يذهب إلى الجحيم أو الجنة".