فرقة باريسية تجمع سوريين وفرنسي ومصري وريعها لإغاثة السوريين

فرقة باريسية تجمع سوريين وفرنسي ومصري وريعها لإغاثة السوريين
إياد أبو نعيم وكنعان قضيمات وأنطوان أخرس وماريان وفيليب, شباب جمعهم حب الموسيقى ومناصرة الثورة السورية,وكان ثمرة هذا التزاوج بين الإيمان بالحرية وحب الموسيقى, ولادة فرقة "سطور" الموسيقية في العاصمة الفرنسية, باريس.

"تعود فكرة تأسيس فرقة سطور,إلى إعجاب أحد المشتغلين في حقل الموسيقى ويدعى آرنو, بقرعي على الدف, وبصوت كنعان قضيمات,خلال التظاهرات والاعتصامات الدورية ضد حكم نظام بشار الأسد في باريس" هكذا يعرف الموسيقي السوري,إباد أبو نعيم, بتاريخ نشأة الفرقة. أعقب ذلك مثلما حدثنا,أبو نعيم, تأليف آرنو أغنية جاءت تحت عنوان"إكرامي" ألفها خصيصاً للثورة السورية, ولاقت رواجاً لابأس به.

هذا الرواج عرّف بالفرقة وقدمها للجمهور. والفرقة كما أسلفنا تتآلف من خمسة أشخاص ينتمون للجنسيات السورية والفرنسية والمصرية,وإن كان طابعها سوري, نظراً للتفوق العددي, حيث أنهم: ثلاثة سوريون وفرنسيان ومصري واحد, والتفوق العددي لم يتنازل عن التفوق الكيفي حيث يعتبر, كنعان قضيمات, المايسترو للفرقة. والفرقة لا تضم بين صفوفها محترفين للموسيقى, فغالبية أعضاؤها يتوزعون بين مقاعد الدراسة, والاشتغال في مجالات أخرى, بعيدة عن حقل الموسيقى.

"نشاطات الفرقة موسيقياً, يعود ريعها لصالح الأعمال الإغاثية والإنسانية في سوريا, حيث تشتغل الفرقة مع عديد الجمعيات السورية والفرنسية التي تعنى بهذه الشؤون الإنسانية", ويضيف,أبو نعيم متحدثاً عن تاريخ أول حفلة في مقهى صغير في حل بلفيل بباريس,تبعها عديد الحفلات,منها في معهد العالم العربي بمناسبة "يوم التضامن مع الشعب السوري", وأخرى في معهد العالم الإسلامي.

أبو نعيم,يعتبر حفلة معهد العالم الإسلامي,نقطة تحول في تاريخ الفرقة,حيث شهدت إقبالا لافتا,وغص المعهد آنذاك بالحضور بين جالس وواقف ومفترش للأرض ومتلصص على الحفل من الشرفات... ولفتت نظر المختصين والمشتغلين في حقل الإعلام إلى الحضور الخاص لهذه الفرقة التي اجتمعت على الفن والحرية.

الفرقة تشتغل على الموروث المحلي الغنائي, وتشتغل على إعادة توزيع الموروث النغمي, ليتناسب مع أكبر شريحة من المتلقين, وتستطيع أن تكتشف سماعياً الحضور المحلي, مترافقاً مع حضور ذاكرة الثورة السورية, ليكون نتاج الفرقة موسيقياً مخلصاً لروح المكان وخصائصه متعددة الأشكال,الاجتماعية منها والروحية وحتى الجغرافية. "الموروث المحلي وذاكرة الثورة السورية",يعتبرهما,أبو نعيم,أشياء تضفي سمة واقعية وتقربكَ من شعب يريد أن تكون شريك له في أحقية مطالبه,لا عازفا على شرفات الأوبرا,لا تمس واقعه المعاش من عليائكِ.

النقد الموضوعي الذي يتوخى دقة الاصطلاح والابتعاد عن الأحكام الفضفاضة,كان حاضرا حينما تناول أبو نعيم, حال الموسيقى السورية المحترفة,حيث رأى أنها بتعبيراتها لم ترتقي لمستوى مغني المظاهرات والناشطين الموسيقيين, ويمكن أن يعزى ذلك,كما يرى, لغياب الظرف النموذجي وعدم وجود دعم وتراكمية خبرات.

فرقة سطور والتي سيصدر ألبومها الأول,بداية العام,لا تعتبر نفسها خرجت عن مألوف وروتينية النتاج الموسيقي المحترف, الذي لم يستطيع مواكبة حيوية وحماس وروعة الشاعر الثائر, وتأمل أن تكون الاشتغالات في الأمس القريب, تلفت نظر المعارضة الرسمية, وتعي أن الثقافة عموماً والموسيقي على وجه التحديد, تعتبر أداة مناسبة لتسويق القضايا وجني مكاسب مشروعة ومتعددة الأشكال,مادية ومعنوية في ذات السياق.

إياد وقضيمات وأنطوان وأخرس وماريان, يحلمون أن تشرق شمس الحرية قريباً على سوريا, وأن يعزفون في كل مدينة وشارع وحي انتفض ضد الظلم والبؤس والاستبداد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات