صحيفة لوس أنجلوس: استراتيجية رابحة للخروج من المأزق السوري!

صحيفة لوس أنجلوس: استراتيجية رابحة للخروج من المأزق السوري!
صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية نشرت مقالاً للبروفسور "كي سي كول" مدرس الصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا وكاتب مقالات علمية سابق في مجلة التايمز, طرح فيها حلاً رياضياً للمعضلة السورية.

 حل رياضي الوضع في سوريا

الحل الرياضي في سوريا!! ليس جنوناً كما يبدو وفي الواقع فإن عملية التسوية هي تطبيق تقليدي لنظرية اللعبة، وهي الفرع من علم الرياضيات الذي يحلل أفضل فعل ممكن في النزاعات التي لا يعرف طرفاها ما الذي سيقدم كل منهما على فعله. وهي لا تقدم طريقة للنصر بقدر ما تعرض على الأقل الخيار الأسوأ، وهو بالضبط ما يفعله الرئيس أوباما و فلاديمير بوتين و بشار الأسد وحلفاؤه "لا أحد يحصل بالضبط على ما يريد ولكن لا أحد يفقد كل شيء."

المواجهة السورية وفي أبسط أشكالها هي لعبة "عض الأصابع" التقليدية التي مارسها جيمس دين في فيلم "ثائر بلا قضية" عندما دعاه صديقه إلى سباق سيارات مسروقة على حافة الهاوية ,ومن ينسحب أولاً سيكون الخاسر الجبان, يقفز جيمس في اللحظة الأخيرة، ولكن صديقه يلقى حتفه بعد أن يعلق معطفه في باب السيارة وتنتهي اللعبة.

الحل الأقل سوءاً كان يمكن أن يكون لكلا اللاعبين بابتلاع كبريائهما والقفز في وقت مبكر، الفائز يستطيع الشماتة ولكن حتى الخاسر يحصل على يوم إضافي للعب.

على المدى الطويل يعتبر الاستعداد لعدم الحصول على كل شيء هو استراتيجية رابحة، لأن محاولة الحصول على كل شيء تشكل خطراً حتى على الفائز. الجانب الخاسر ليس لديه سبب وجيه للتعاون بل على العكس يمتلك كل أسباب الرد على الهجوم بمثله أو بما هو أسوأ. (في فيلم "ثائر بلا قضية" يعتبر أصدقاء الضحية أن جيمس هو المسؤول عما حدث ويقومون بملاحقته حتى تقع النهاية المأساوية).

الحلول الدائمة تتطلب تقريب جميع اللاعبين من حل متوازن يشعر من خلاله الجميع أنهم حصلوا على مايريدونه بالنظر إلى الظروف الراهنة اعتماداً على نظرية اللعبة التي تقدم فن إيجاد التوازنات.

تطبيق مثل هذه الحسابات لا تقتصر على سوريا, فجميعنا يستخدم هذا النوع من الرياضيات العقلية عندما نتوقف عند إشارة المرور الحمراء بدلا من الاستمرار في المشي (العمل البدائي الدماغ). إذا كنا ندفع الضرائب أو البقشيش للنوادل ونحن غالبا ما تفعل الأشياء التي لا-من وجهة نظر أنانية نظر- تعبر عن رغباتنا ولكنها ضرورية للحفاظ على سيرورة المجتمع, وبعبارة أخرى هي الخيار الأقل سوءاً.

فعندما نصرّ على أن الفائز يحصل على كل شيء لا أحد يفوز في النهاية وإذا كانت الأسماك الكبيرة تلتهم كل الأسماك الصغيرة، فحتى اللاعبين الكبار سيجوعون, وهي حجة غالباً ما نسمعها في مجتمع الأعمال للسياسات الاقتصادية التي تشجع على التوزيع العادل للثروة, لأنها لا تجري الكثير من الحسابات لترى أنه عندما يفقد معظم الناس القدرة لشراء المنتجات ستتوقف الأرباح في نهاية المطاف.

لا يتطلب الاستقرار وضع مقياس للعدالة فحسب بل أيضاً إدراكها حتى القرد سوف يعترض إن رأى جاره يحصل على شيء أكثر جاذبية, فعندما يشعر الناس أن مجتمعهم لا يقدم لهم العدالة سيؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار الذي يهدد الجميع, فالتوصل إلى حل أقل سوءاً يتطلب استعداد كلا الجانبين للعيش مع أقل من الحل المثالي الذي يطمحان إليه.

الوضع في سوريا وبطبيعة الحال معقد بشكل مرعب مع وجود عدة لاعبين وأهداف وقدرات غير معروفة، وخيارات متعددة ونتائج محتملة.

إن الفترة التي تتطلبها مسألة الأسلحة الكيماوية وتدخل الأمم المتحدة تشكل وقفة تعطي الجميع وقتاً للتفكير في المأزق السوري الذي يستحق بعض التنازلات من جميع الأطراف كي يستطيعون العودة للعب في يوم آخر - ربما في لعبة تكسبه نقاط قوة أكثر.

التعليقات (5)

    الــعــنــبــري؛ صورة الخبر معبرة جداً !

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    الصورة المصاحبة للخبر معبرة جداً وتصف الحال الذي هم عليه هؤلاء السفلة من فرح وسرور وإن لم يبدوه فقتل العرب والمسلمين وتدمير بلد كسوريا هو غاية مرادهم وأملهم خاصة وأنها على حدود مباشرة مع إسرائيل لإن إفراغ سوريا من كل مكامن قوتها العسكرية بشرية كانت أو آلية هي غاية مرادهم حتى وإن كانت أسرة الأسد مهادنة لهم منذ عقود ولكنهم اليوم لا يضمنون بقاء عملائهم لذلك يسعون لإتلاف سوريا أرضا وشعباً ومقدرات بموافقة رئيسها العميل حتى تصبح عاجزة ولتكون مسرحاً لعربدة الإسرائيليين ويستطيعون إحتلالها بالهراوات !

    ناهل

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    من ايمتا والشمس ترقعنا

    مغوار العلي

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    لنشوف الحساب شو رح ينفعكن

    د.علي المقداد....ألمانيا

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    إن كل ما يكتب من تحاليل بعيد كل البعد عما يجري في وطننا,ما يجري في سوريا من قتل واجرام توقعته قبل عقود,ولكن ما يرعب الغرب والشرق هذه الثورة وتصميم الشعب السوري على التخلص من العبودية,ونيل استقلال حقيقي ,عمليا سوريا لم تكن مستقلة وكل من حكمها كان مندوبا ساميا ,ومن يرغب بمعرفة المزيد ليعد لكتاب باتريك سيل الذي كتبه في خمسينات القرن الماضي (اسم الكتاب :الصراع على سوريا).

    أحمد الشامي

    ·منذ 10 سنوات 7 أشهر
    هذه المقالة تظهر بوضوح كيف يفكر الغرب تجاهنا فهي بالنسبة لهم لعبة وتجارب قد تنجح وقد لاتنجح بالإضافة إلى عنصر المصالح وفي النهاية يدفع السوريون الثمن الأكبر من دمائهم والتدمير لبلدهم لذلك لاشرق ولاغرب ومالنا غيرك ياالله
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات