نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقابلة حصرية مع قدري جميل نائب رئيس وزراء حكومة الأسد تحت عنوان "الحكومة السورية تصرح أن الحرب وصلت إلى نهاية مسدودة" حيث قال قدري جميل أن أياً من الطرفين ليس قادراً على حسم الموقف والحكومة قد تدعو إلى وقف إطلاق النار خلال محادثات جنيف القادمة.
وأضاف أن كلا الجانبين لا يمتلك القوة الكافية لينهي الحرب التي استمرت عامين وتسبب في وفاة أكثر من مئة ألف شخص وقال جميل المسؤول عن الشؤون المالية للبلاد أن الاقتصاد السوري عانى من خسائر كارثية حيث فقد الاقتصاد السوري خلال الحرب حوالي مئة مليار دولار أي ما يعادل ناتج سوريا لعامين.
يقول جميل "وإن قبلت المعارضة المسلحة بهذا العرض فإن وقف إطلاق النار يجب أن يقام تحت المراقبة الدولية، التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة من مراقبين أو قوات حفظ السلام طالما أنها جاءت من البلدان المحايدة أو الصديقة". ورفض قادة المعارضة المسلحة في سوريا مراراً الذهاب إلى ما يسمى جنيف اثنين ما لم يقدم الأسد استقالته, حيث عقد مؤتمر جنيف واحد في حزيران/يونيو من العام الماضي واستمر ليوم واحد فقط ولم يحضره السوريون.
تعليقات قدري جميل هي أول إشارة للمقترحات التي سوف تقدمها سوريا على طاولة المفاوضات في المؤتمر الذي تحاول روسيا والولايات المتحدة عقده منذ شهور. وردا على ماهية المقترحات التي ستقدمها حكومته في جنيف قال: "وضع حد للتدخل الخارجي، ووقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية سلمية تمكن الشعب السوري من تقرير مصيره دون تدخل خارجي وبطريقة ديمقراطية ".
رغم أن موسكو وواشنطن تظهران التزاماً بعقد جنيف اثنين، برز انقسام كبير بين روسيا والولايات المتحدة حول من يجب أن يشارك كما حثت الولايات المتحدة الائتلاف الوطني السوري إلى التخلي عن مقاطعته على أن يكون الممثل الوحيد للمعارضة السورية. وأضاف جميل: "المفارقة الآن هي أن الولايات المتحدة تحاول إعطاء الائتلاف الوطني السوري الدور القيادي, ولقد سئمنا من هذه الطريقة في فرض الأراء".
جميل هو واحد من اثنين من وزراء الحكومة من الأحزاب العلمانية الصغيرة الذين تم تعيينهم العام الماضي لانهاء سيطرة حزب البعث من خلال الانضمام إلى الحكومة، وقال: "أردنا أن نعطي درسا للطرفين في الإعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية وكسر تفرد النظام و حاجز الخوف في أوساط المعارضة من الجلوس أمام النظام".
وأكد جميل أن تصريحاته في أسباب انضمامه للحكومة تمثل حزبه أما بقية تعليقاته فتمثل موقف النظام. وشدد على أن سوريا في طور التغيير لكنها بحاجة لتأييد ودعم بدلاً من ممارسة الضغوط : " لن يبقى النظام على حاله بل سيتغير ومن أجل تحقيق إصلاحات تقدمية على الغرب وجميع المتورطين في سوريا أن يتركوا سوريا وشأنها".
وقال جميل أن تقرير الأمم المتحدة في عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 آب/أغسطس والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص "غير موضوعي تماما". وأضاف أن روسيا قدمت ما يثبت أن الصواريخ التي تم تحديدها من قبل مفتشي الامم المتحدة والتي تحمل السارين في المواقع كانت سوفيتية الصنع, لكنه قال أن الاتحاد السوفييتي صدر هذه الصواريخ إلى ليبيا في عام 1970, "حيث تم تحميلها بالمواد الكيميائية من قبل القذافي وتصديرها إلى الأصوليين في سوريا بعد سقوطه" حسب جميل!!.
وبرزموقف روسيا بشأن ممثلي المعارضة في جنيف اثنين من خلال اجتماع أعضاء الهيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي في سوريا، وهي جماعة تشكل مظلة لعدة أطراف داخلية مع سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في دمشق مساء يوم الخميس الماضي.
وكشف صفوان عكاش عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لصحيفة الغارديان أن ريابكوف أخبرهم بالاقتراح الروسي أن لطلب تمثيل المعارضة بثلاثة فرق في جنيف وهي هيئة التنسيق والائتلاف الوطني السوري ووفد من الأكراد.
التعليقات (7)