ومن أبرز وأسخن الفصول ما يتعلق بالوضع الكردي، اشتباكات بين الب ي ده وجبهة النصرة والقتل والتناحر.. السؤال الكردي الكبير دائما: (أين دور المثقف التوعوي التثقيفي في هذه المحنة المزدوجة – الكردية والسورية معا).؟!
المثقف الكردي لا يشكل كتلة صماء متراصة الصفوف والأنساق منسجمة الأهداف ومتفقة الرؤى والمواقف، المثقف الكردي قليل منه من يحاول مدفوعا بألم الحالة وكثافة الوعي إلى معالجة الوضع الكردي الذي جرته إليه الأحزاب الكردية التي لم تكن بمستوى الحدث السوري الكبير – الثورة السورية – وكانت إلى حد كبير ارتجالية وتواكلية ضعيفة لا بل مفتقدة التحليل الاستراتيجي العميق، فكانت تنسحب من مؤتمرات المعارضة السورية بعصبية ملفتة، وكانت تحاول خلق المبررات والأسباب فقط للتهرب من الاستحقاق السوري والكردي معا، وترك الأمر لتنظيم وحيد لمعالجة الحالة فكان المآل ما نراه الآن من قتل وتناحر وفعل ورد ة فعل واقتتال.
اذن المثقف الكردي في هذه الحالة الاستعصائية ماذا سيعمل، هنالك رغبة جامحة لديه للحديث بشفافية وبروح نقدية واعية لكشف الأخطاء وشرح الأسباب والعوامل التي تدفع إلى بقاء الحالة الكردية في قفص مسيج بأسلاك شائكة بفعل فاعل وقصد قاصد ، واستمرار الحالة وكأنها طبيعية يأتي من غياب دور المثقف الكردي في تشكيل رأي عام رافض لحالة القفص المسيج بأسلاك مانعة للتفاعل مع البعد الوطني السوري العام ، ويغيب مثل هذا الدور التاريخي في اللحظة التاريخية الفارقة بالخوف من العقوبة المفروض على حريته بالتعبير ، وكأنه بهذا يخرج من قمع إلى قمع آخر لا يتغير المضمون والمفعول القمعي ، الذي يتغير شكل القامع وصورته ولغته ، والحالة هي هي ، إنها الفوبيا ، فوبيا قمع حرية التعبير، وتهمة التشكيك بالوطنية والقومية، والخيانة هي بالغة الثقل والتأثير على نفسية المثقف وهو ضعيف الالتفاف الشعبي بسبب عوامل كثيرة متعددة ناتجة عن ثقافة الاستبداد والأدلجة والقمع وكم الأفواه، نعم إن المثقف الكردي الراغب في تصويب الأخطاء ونقد الممارسات السياسية الارتجالية للقوى الكردية يواجه بسيل من الشتائم والاتهامات الباطلة وقد يتعرض للاعتقال والقتل من أبناء بني جلدته، إن هذا الواقع المرير والأليم للمثقف الكردي– فوبيا التخوين- المناط به مهمة الوعي والتنوير والتحريك من المفترض أن يقدَر سوريا وعربيا وأن يكون العتب السياسي والثقافي العربي على المثقف الكردي مخففا ومدركا ومشفوعا بالصعوبات الكبرى التي يتعرض لها المثقف الكردي التي لولاها لكان قد استطاع تشكيل رأي عام كردي قوي قادر على تغيير موازين القوى لصالح الاستمرار في الانخراط مع الثورة السورية والمسار الوطني السوري العام.
التعليقات (1)