الشعوذة الصحافية: مراسل صحيفة "السفير" في باريس نموذجاً!

الشعوذة الصحافية: مراسل صحيفة "السفير" في باريس نموذجاً!
يستيقظ صباحاً مراسل صحيفة "السفير" اللبنانية في العاصمة الفرنسية- باريس- محمد بلوط, وبعد أن يحلق ذقنه ويشرب قهوة الصباح, لابدَّ أن يتصل بهيثم مناع أو بشخوص مقربة من مناع أحياناً,أيضاً خيار مناسب لبلوط, تلك الدائرة في العاصمة الفرنسية, تشكل مصادر معلوماته الصحافية التي يبتدع في ابتكار عناوين لها, تصلح للصحافة الصفراء أكثر ما تصلح لكونها مواد صحافية يمكن أن تكون ذات مصداقية ونزاهة!

بلوط صاحب أكبر عدد من المصطلحات المبهمة التي تذكرك بقاموس صحف البعث والأنظمة الاستخباراتية, من قبيل صرح مصدر مقرب من المعارضة السورية, وفي مكان آخر مصدر إعلامي في المعارضة السورية, وفي مكان ثالث مصدر مقرب من الإئتلاف السوري, وفي رابع: عضو في إحدى التجمعات المعارضة السورية الرسمية أو غير الرسمية الذي رفض الكشف عن هويته!

إذاً تلك "اليوتوبيا" المبهمة والدوغمائية والفضفاضة, التي لا تتماشى مع مهنية الإعلام, وميثاق الشرف الصحافي, الذي يتطلب نشر وتداول المعلومة عبر أدوات وأساليب تراعي وتحترم قيمة وعقل المتلقي؛ ا تتوافر على الحد الأدنى من الشكلانية التي تقتضي توضيح مصدر المعلومات,وإن كانت صالحة للإتكاء عليها في إيراد المعلومات. لوط,ليس مراسلاً حربياً,هو يكتب من معقله بباريس, مناع شريكه بالمعقل الباريسي, و الآخر شخصية تخدم أجندة للمخابرات الإيرانية, لا تعتبره المعارضة السورية بشقيها الرسمي والمدني وكذا الأهلي,ناهيك عن قوى الثورة السورية,شريكاً لها في الثورة,هذا من منحى الشكل.

أما من منحى المضمون, فكيف لصحيفة تحترم التقاليد والأعرق الصحافية,أن تقبل أن يكون كاتب تقارير إعلامية لها, متواجد في مكان لا يمد للحدث بصلة؟! ومعلوماته تستقى من شخص لا يملك أكثر من حاسوب شخصي، وقوائم الاتصال لديه لا تحوي قوائم اتصال لها وزن بالميدان المدني والعسكري السوري, والسواد الأعظم من مناصري الثورة, يكيلون له ألواناً من الشتائم بسبب مواقفه المتخاذلة إزاء الثورة,ليكون مصدر معلومات يتكئ عليه؟!

بلوط صحافي ينتمي إلى إرث من صحافة أنظمة,أكسبت المهنة الكثير من قيود الحد من شفافية التعبير ومصداقية الرأي, ولكن الصحافة اليوم في ظل التطور التكنولوجي في وسائل الإعلام,النموذجية منها, وتلك الافتراضية من وسائل تواصل اجتماعي, تتطلب مزيداً من هوامش وجرعات الحرية, والتي لابدَّ أنْ تحدث قطيعة مع تلك الأساليب الأقرب منها, لعقلية وإرث الأنظمة التوليتارية المبنية على كبت هوامش وجرعات الحرية,وعدم احترام عقلية المتلقي في صياغة تفاصيل الخبر وشرح معطياته الضبابية، كونه رقماً ضمن أرقام طوعتها أدوات الاستبداد للتلقي من دون وعي ومحاكاة.

هذه النماذج الصحافية التي تزور الحقائق, وتستهدف تزيف الرأي العام, تلعب دورا في صياغة "إشكالية إعلامية" ذات بعد تاريخي, راغب بالحيلولة دون سقوط وتهاوي أنظمة مرتبطة بها عضوياً, إنه ارتباط يوفر العديد من المكاسب والامتيازات المادية منها والمعنوية.. لكنه يخسر كل الامتيازات المهنية!!

وهذه النماذج لا تحترم الالتزام بقواعد التأطير المهني, بل كونها ذات عقلية شمولية,تراها يلعب دور يضع نفسه في مكان الباحث والمستقصي والخبير,بكل ما هب ودب من علم كوني, لتكون"الشعوذة الصحافية", شكل تسعى الانقلابات الإعلامية واشتراطها النموذجية لتخلصيه بما يعلق به من شوائب. تحوي غالبية التقارير التي كتبها بلوط من باريس,الكثير من المغالطات والهفوات وحتى السقطات, التي تستبعد استعمال أدوات الإعلام النموذجية,وترتدي لبوس أيدلوجي متحيز وراغب في نصرة رأي نظام الأسد,بكل الأحوال حتى تلك التي يتمسك بها الأسد,متلبساً بجرائمه من قبل الدول الكبرى ودوائر معلوماتها.

أداء مراسل صحيفة"السفير"اللبنانية في باريس, يتسم في جوانب كثير منه بالإشكالية, وطرح كل القضايا من وجهة نظر مناصرة لنظام الأسد, ويكيل انتقادات للمعارضة السورية الرسمية والأهلية, محولاً السواد الأعظم منها لـ "كتل إسلامية جهادية"راغبة بالقضاء على نظام الأسد العلماني, وطائفته العلوية السلمية, المحاربة من قبل المحيط السني الإرهابي,وهو ما يجافي الحقيقة.

أداء أقل ما يقال أنه شرعنة لقتل أكثر من110ألف سوري بريء على يد آلة حرب نظام الأسد, وشرعنة لتهجير7 ملايين سوري في الداخل السوري ودول الجوار وما بعد الجوار, واعتقال ما يقارب الـ 250 ألف شخص, مصير غالبيتهم مازال مجهولا, وبث خطابي تجيشي طائفي ومقيت.

* مراسل صحيفة أورينت نت الإلكترونية في فرنسا | باريس

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات