دفاعات الأسد في وضع مزرٍ
إذا كان البيت الأبيض يرغب حقاً في تغيير مسار الحرب السورية فإنه سيحتاج إلى فرض منطقة حظر طيران. والخبر الجيد أنه لن يكون من الصعب تنفيذ هذا الحظر نظراً للوضع المزري للدفاعات الجوية للأسد. والخبر السيئ هو أنه يمكن جر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع. سلاح جو بشار الأسد الذي قام بتنفيذ ما بين 115 و141 ضربة جوية شهرياً خلال الفترة من كانون الثاني وحتى شهر نيسان من هذا العام، واستخدم إلى حد كبير طائرات تدريبية قديمة من طراز L-39 دلفين التشيكوسلوفاكية الصنع طائرات ومروحيات سوفيتية من طراز Mi-8 و Mi-17و Mi-24.
قد تكون هذه الأسلحة قديمة ولكن العديد من المحللين يعتقدون أنها شكلت فارقاً هاماً وأعطت السيطرة لقوات للنظام في الحرب في سوريا. بعض المسؤولين في الحكومة الأميركية يضغطون من أجل فرض منطقة حظر جوي مماثلة لتلك التي فرضت على ليبيا في عام 2011 من أجل تحييد سلاح الجو.
حاملة طيران واحدة تفي بالمهمة
أنتوني كوردسمان من مركز للدراسات الاستراتيجية والدولية قال إن أي شيء أقل من فرض منطقة حظر طيران شاملة ستكون نصف حل على غرار "تقديم عدد قليل جداً من الأسلحة غير الفتاكة للثوار".
سينفذ عملية فرض منطقة حظر الطيران الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الأخرى وستشمل استخدام قاذفات الشبح B-2 والغواصات والبوارج الحربية المحملة بصواريخ كروز وتوماهوك الموجهة إلى تدمير رادارات الأسد، ومواقع الصواريخ وشبكات التحكم بالدفاع الجوي. وستكون العملية مشابهة لما تم القيام به في بداية عملية فجر الأوديسة، ولكنها ستكون أكبر لأن سورية لديها شبكة دفاع جوي أفضل من نظيرتها الليبية. وستشارك في العملية المقاتلات الأمريكية الموجود بعضها أساساً في الأردن مثل F-15و F-16 والبحرية الأمريكية وقوات مشاتها ثم تكون المقاتلات الأمريكية من نوع F/A-18E/F و F/A-18 حرة في مطاردة وتدمير طائرات الأسد على الأرض أو في الجو.
ويشير كوردسمان إلى أن جميع هذه الطائرات تتطلب على الأقل حاملة طيران واحدة ويمكن أن تنطلق الطائرات من قواعد في تركيا والأردن وكذلك من دول أخرى في الشرق الأوسط تستضيف الطائرات الحربية الأمريكية. وسيتم تزويد طائرات بالوقود بخزانات الوقود الجوية وستشارك طائرات رادار مثل الأواكس وربما JSTARS وطائرات الحرب الإلكترونية EA-18G وطائرات التشويش على الرادار EA-6B وطائرات استطلاع و أخرى لجمع المعلومات الاستخبارية. وهي عملية هائلة من شأنها أن تكلف الكثير وتستغرق وقتا طويلاً لتحقيق التأثير الكامل.
أنظمة جوية متهالكة
ويقول كريستوفر هارمر من معهد دراسة النقاط الحربية أن الدفاعات الجوية الرئيسية للأسد ثابتة مما يجعلها هدفاً سهلاً لهجمات الثوار على الأرض كما أن حالتها الفنية تدهورت بفعل أشهر من القتال. وقال إن “الدفاعات الجوية السورية غير المتنقلة مثل الرادارات الثقيلة وصواريخ أرض جو وغيرها شاركت وأنهكت كثيراً في القتال"، وأضاف هارمر "انهم لا يستطيعون الهروب من هجوم الثوار والإشكالية الأكبر أن هذه الدفاعات والنظم السوفياتية القديمة بحاجة إلى الصيانة والتدريب المكثف وبذلك يكون سلاح الجو السوري الثقيل خسر قدرة لحاجته إلى الصيانة والإصلاح والتدريب".
ويشير أيضا إلى أنه حتى أحدث أسلحة الدفاع الجوي السوري القابلة للتنقل روسية الصنع SA-17S وSA-22S ليس لديها إمكانية الوصول إلى الطائرات الامريكية التي تطلق صواريخ بعيدة المدى. ولا يمكن لهذه الدفاعات وقف السفن الأميركية التي تطلق صواريخ كروز وتوماهوك.
علاوة على ذلك فإن طائرات التشويش على الرادار "EA-18Gs وEA-6BS "يمكن أن تتغلب على رادارات الأسد ذات الطاقة المنخفضة من طراز SA-17 و SA-22.
هناك نظام واحد للدفاع الجوي يمكن أن يزيد من صعوبة المهمة بالنسبة لطياري الولايات المتحدة وهو صواريخ أرض جو S-300 روسية الصنع. ولكن S-300 لم تصل إلى سوريا رغم تبجح الأسد بها.
ملاحظة
(الخريطة المرافقة للخبر تبين مواقع القواعد الجوية الرئيسية للأسد التي ستدمرها أي حملة أمريكية جوية للحد من سلطة الأسد في السماء.)
التعليقات (7)