صحيفة سليتيست الأمريكية: أوجه التشابه بين الأسد وميلوسيفيتش

صحيفة سليتيست الأمريكية عرضت تحليلا عسكريا لتجربة الناتو في صربيا ذات الاحتمال الأكبر في سوريا تحت عنوان"من المرجح أن يقوم الرئيس أوباما بقصف نظام بشار الأسد في سوريا، تحليل لمنطقية الهجوم وحدوده."

 روسيا حليف تاريخي لمجرمي الحرب

يبدو أنه من المرجح أن الرئيس أوباما سوف يقصف سوريا في وقت ما خلال الأسابيع القادمة. حيث اجتمع كبار مستشاريه المدنيين والعسكريين في البيت الأبيض يوم السبت الماضي لمناقشة الخيارات المتاحة. سفن حربية أمريكية تتجه نحو المنطقة. مشيراً إلى أن مساعدي أوباما للأمن القومي يدرسون الحرب الجوية عام 1999 في كوسوفو كمخطط ممكن للتنفيذ في سوريا.

في ذلك الصراع قبل 14 عاما، كان يجري ذبح ذوي الأصل الألباني في كوسوفو وهي مقاطعة ذاتية الحكم في صربيا، على يد الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش. وقرر الرئيس بيل كلينتون التدخل بعد الكثير من التردد، ولكن لم يستطع الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي، حيث كانت روسيا الحليف الرئيسي لصربيا تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار بشأن استخدام القوة. فتحول كلينتون إلى منظمة حلف شمال الأطلسي وهي الأداة المناسبة للتعامل مع الأزمة في وسط أوروبا.

 أوجه التشابه مع سوريا واضحة

في هذه الحالة أيضاً يبدو أن الرئيس الأميركي وبعد كثير من التردد يفكر في استخدام القوة التي لا يمكن الحصول على تفويض بها من الامم المتحدة بسبب اعتراض روسيا (والصين). وقد تضاعفت الضغوط من أجل التصرف في الأيام الأخيرة، مع ورود الأدلة المتزايدة من الثوار السوريين وأيضا من مجموعات أطباء مستقلين ومن الاستخبارات الأميركية أن قوات الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 مدني.

 تجربة كوسوفو

أصر كلينتون على عدم إرسال أي قوات برية أميركية لمساعدة الألبان وطلب من قادته محاولة عدم خسارة أمريكي واحد في المعركة إذا كان ذلك ممكنا. وهكذا، كانت حملة كوسوفو حرباً جوية. (قتل اثنان من جنود الولايات المتحدة فقط، وليس في معركة ولكن في طائرة هليكوبتر اباتشي تحطمت أثناء التدريبات.) استمرت الحرب الجوية في ذلك الوقت 78 يوماً. استخدمت 1000 من طائرات حلف شمال الأطلسي (بما في ذلك أول استخدام لطائرات بلا طيار) وما مجموعه 3،000 طلعة قتالية. ومعظم القنابل سقطت من علو 10000 قدم وأكثر، لتجنب بطاريات الدفاع الجوي ولم يكن هنالك أي تأثير على ممارسات ميلوسيفيتش حتى الأيام الأخيرة من الحملة حيث قام قادة الناتو بتعديل وتوسيع قائمة المواقع المستهدفة التي تراوحت بين القواعد العسكرية والمصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية إلى الدبابات الصربية في ساحة المعركة.

أدت المعلومات الاستخباراتية غير الدقيقة إلى بعض الأخطاء المروعة مثل قصف قافلة ألبانية على أنها قافلة صربية والسفارة الصينية في بلغراد التي على أنها محطة داعمة للجيش. كانت "الأضرار جانبية" خلال 78 يوم مقتل ما يقدر بنحو 1200 من المدنيين

وفي النهاية تم تحقيق جميع أهداف حملة الناتو في وقف القتال وإجبار قوة ميلوسيفيتش على الانسحاب بجيشه، استعادة كوسوفو الحكم الذاتي وتمركز 30 ألف جندي من قوات حفظ السلام في المنطقة.

 أهداف التدخل في سوريا

لنفترض أن أوباما وافق على الاعتماد على حلف الأطلسي كقوة رئيسية للحملة الجوية في سوريا، ماذا ستكون أهداف الحرب؟ هذا هو السؤال الحاسم في أي تدخل عسكري. وينبغي الإجابة قبل اتخاذ قرار التدخل بالإضافة إلى عملية حسابية للجهد المطلوب لتحقيق تلك الأهداف وما إذا كان الثمن يستحق فائدة.

ما نعرفه عن سجل أوباما كقائد أعلى للقوات المسلحة غير واضح تماماً فهو يميل إلى مقاومة استخدام القوة العسكرية وعندما يرى أنها لا مفر منها يميل إلى العمل مع الدول الحليفة جنباً إلى جنب وحتى اعطاءها زمام المبادرة، وخاصة إذا كانت مصالحهم في الصراع تفوق مصالح الولايات المتحدة.

من أجل أن يستخدم أوباما القوة في سوريا يجب توافر أدلة واضحة بأن نظام الأسد قتل كثيراً من المدنيين بالأسلحة الكيماوية. وهنا يكمن النظر إلى عاملين. فبعد ان رسم "خط أحمر" بشأن هذه المسألة علناً خمس مرات على الأقل في العام الماضي أصبح عليه أن يحافظ على جدية ومصداقية الولايات المتحدة والعامل الثاني هو عدم الاستجابة ترفع الغطاء وربما تمحو تحريم المجتمع الدولي للأسلحة الكيميائية (غاز الأعصاب خاصة) منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وهذا العامل قد يكون أكثر أهمية لأوباما الذي يأخذ مسألة المعايير الدولية على محمل الجد.