مع استمرار الأزمة السورية التي ساهمت بها تعقيدات وتوازنات اقليمية ودولية بدأت الأحزاب الكردية تتجه إلى الدور الهامشي الأكثر وضوحا من قبل في المشهد السوري، وبدأ تنظيم كردي كانت له مساهمة فعالة في انتفاضة 2004 وقدم ضحايا من الشهداء والمعتقلين السياسيين في السجون السورية ( p y d)، بدأ بتجميع قواه واعتمد في حراكه على التسلح وتبعه في ذلك الأحزاب الكردية الأخرى ولو بصورة أكثر محدودية، وحدثت خلافات مع التنسيقيات الشبابية الكردية وأحيانا مشاجرات واشتباكات محدودة هنا وهناك، ما أدى إلى تحول المشهد الكردي إلى حالة من الانقسام وعدم الانسجام والاتفاق على نقاط مشتركة، وتشوه الوعي الكردي عبر الايديولوجيا الحزبية التي لا تمثل المصالح الكردية العليا، وإنما التصرف السياسي المرتبك وغير الناضج واللحظي والمفتقر للبعد المعرفي الاستراتيجي.
والسؤال الكبير الذي يمكن طرحه هو إذا كان الكرد هم الأكثر تضررا من النظام فيما سبق الربيع العربي، وإذا كان الكرد هم الأكثر شكوى من الاستبداد والتمييز وهضم حقوق الشعب الكردي عبر أكثر من أربعين سنة مضت فما هي مصلحة الكرد في لعب الدور الهامشي الذي أثر على الحراك الشعبي الكردي وكيف ستكون العلاقة مستقبلا مع مكونات المجتمع السوري ومجتمع محافظة الحسكة وحلب التي يتواجد فيها الكرد مع العرب والمسيحيين بوئام وود منذ عشرات ومئات السنين.
إن المصلحة الكردية تتطلب أن يلعب الكرد دورا محوريا بالإشتراك مع المكونات الأخرى المتعايشة معهم، كما أن الكرد قد فشلوا في تشكيل لجان السلم الأهلي في مناطقهم مع المكونات الأخرى لحفظ السلم والأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
المثقف الكردي يبدي طرحا موضوعيا (إلا القليل الذي ارتبط بأحزاب وتنظيمات كردية وتجاوز دوره الثقافي في نقد السياسي ولجأ إلى التبرير والتسويغ) ويعتبر هامشية الكرد مشكلة كردية بامتياز لها مخاطرها المستقبلية الخطيرة تمس السلم الأهلي والتعايش المشترك مع باقي المكونات، وبالرغم من تذرع الأحزاب الكردية بحجج ومبررات تتعلق بارتفاع سقف المطالب الكردية وعدم تلبيتها من قبل المعارضة كالفيدرالية وحق تقرير المصير، إلا أن ذلك في تحليل الكثير من المثقفين الكرد عملية تهرب من العملية السلمية النضالية التغييرية الكبرى على صعيد سوريا عامة والمناطق الكردية خاصة.
التعليقات (5)