شهادات مثقفين من باريس: اعتقال يوسف عبدلكي معركة خاسرة!

شهادات مثقفين من باريس: اعتقال يوسف عبدلكي معركة خاسرة!
اعتقال الفنان التشكيلي السوري, يوسف عبدلكي- صاحب الشهرة العالمية- على إحدى حواجز أجهزة مخابرات النظام في مدينة طرطوس. في تموز (يوليو) المنصرم... حدث من المؤكد أنه لا يضاهي ما تشهده سوريا من ثورة, قدمت فيها حتى الآن ما يزيد عن مئة ألف شهيد, بالإضافة لتضحيات أخرى لا تحتاج المخيلة السورية بالأخص, والعالمية بالأعم الأشمل من استفزاز سردي لها... ولكن هذا لا يحول دون أن تأخذ هذه الحادثة مداها, سواء في متابعات وكالات الأنباء أو وسائل الميديا أو على صعيد مواقف النخب الثقافية. في السطور التالية, شهادات لعدد من الشخصيات الثقافية السورية والعربية, المقيمة في العاصمة الفرنسية باريس. تحدثوا فيها لصحيفة "أورينت نت" عن علاقتهم الوجدانية مع الفنان عبدلكي, وموقفهم حيال اعتقاله.

 فارس حلو: لوحة الثورة!

"أختار الفنان يوسف عبدلكي لوحة حبه ورسمها.. وكانت لوحته إحدى تجسيدات ثورتنا فناً", يقول النجم السوري, فارس الحلو, مفتتحاً حديثه حول علاقته الوجدانية مع الرسام عبدلكي, يعود الحلو بذاكرته إلى سنة2008, وتحديداً تظاهرة "دمشق عاصمة للثقافة العربية", حينها وبجهد ذاتي صرف, يقول الحلو: "عزمت القرار صوب تنفيذ مشروع فني يعتمد على اختيار كل رسام قصيدة حب, وإنشاء نتاج بصري مقابل لها, ويكون خلق هذا النتاج أمام الجمهور في المتحف الوطني".

هذا المشروع راود الحلو في زمن رديء, نتيجةً لعوامل الإفساد السياسية. كانت البنية الثقافة تعاني من ذات الإفساد.الكثير من الفنانين الذين تواصل معهم رفضوا المشروع,ودائماً كان العائق المادي,هو الجوهري في القضية, تيقن الحلو حينها, أن ضالته لا بد وجداها لدى الفنانين الكبار.عبدلكي لم يخب ظن الحلو, لاقى المشروع بكل حماس وتصميم وعقلية فذة وذائقة فنية صاحبة هوية ومشروع ثقافي.هذه الحماسة من قامة مثلما قامة عبدلكي شجعت قامات أخرى في عالم الفن التشكيلي, للالتحاق بركب المشروع ومنهم:جبران علوان, بهرام حاجو, ماهر البارودي, كين جونسون,أ وميرو غالياني, فؤاد أبو سعدة... وآخرين يكثر سرد أسماءهم.

 زياد ماجد: فنه واستقامته النضالية قيمتان متلازمتان!

الأكاديمي والكاتب اللبناني, زياد ماجد, أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في باريس. يرى أن مأساة المعتقل في سوريا هي أزمة وطنية: "هناكَ أكثر من مئتي ألف معتقل رأي في سوريا, بعضهم لم يرَ أهله منذ أشهر, البعض الآخر أهله لا يعرفون شيئاً عنه أو عن مكان اعتقاله, كل سالفي الذكر يستحون منا التضامن كل التضامن من أجل إطلاق سراح حرياتهم, الحرية قابلية تساوي جمعية لا تقبل التراتبية".

ولكن في الوقت نفسه, يرى ماجد أنه من الطبيعي أن يثير اعتقال مثقف سواء أكان, كاتباً أو شاعراً أو رساماً أو صحافياً, ضجة متعددة المستويات هي أكبر من ضجة اعتقال الشخوص العادية. "عبدلكي هو فنان ومناضل, وليس فناناً مناضلاً. فنه بديعٌ في ذاته, واستقامته وثباته في نضاله السياسي, قيمتان في حد ذاتهما. ولم يعدل في الأمر التزامه السياسي الذي عبر عنه فنه "اختار ماجد الكلمات سالفة السرد, ليقارب نتاج عبدلكي البصري والإنساني, ويضيف: "مستوى إبداعه لم يتأثر برسالة فنه السياسية, كما أن الفن لم يحل دون استمراره في كفاحه السياسي",ويحدد ماجد جوهرية الأذى الذي ألحقه نتاج عبدلكي البصري بالاستبداد," أن يرى فناناً بهذا المستوى الإبداعي يقارعه بالسياسة,ويطالب بالحرية لشعبه الذي هو تمسك بها في فنه".

 عمار عبد ربه: صراحة أنيقة!

"كل المعرض لم يعجبني, ولكن يعطيك العافية, أنا مسرور لأنك عملتو" بالصراحة الأنيقة وبلكنة محبة, وجه عبدلكي العبارة سالفة الذكر,للمصور الصحافي السوري,عمار عبد ربه, خلال زيارة معرض ضوئي له سنة2011, ويصف عبد ربه سعادته آنذاك بزيارة عبدلكي للمعرض: "كان لدينا أصدقاء كثر مشتركين في دمشق وباريس, ولكني لم أعرفه شخصياً حتى تلك اللحظة".

"توقيف فنان بحجم عبدلكي يأتي ضمن سياق الإفلاس السياسي للنظام وخسارته المعركة في الثورة مع طالبي الحرية, النظام يخاف من صوت فني بحجم صوت عبدلكي" رؤية عبد ربه حيال اعتقال الفنان عبدلكي تضع الحدث في سياقه الدلالي أخيراً.. إنها بالفعل تعبير عن نهاية معركة خاسرة!

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات