جثامين شهداء المعضمية: مئات مجهولو الهوية والقتل مستمر

جثامين شهداء المعضمية: مئات مجهولو الهوية والقتل مستمر
من قلب الحصار، يطلق ناشطو مدينة معضمية الشام منذ فترة حملة "صرخة بلد " لفك الحصار القاتل عن المدينة التي حملت طيلة فترة الثورة شرور العصابة الأسدية وأشد ماحملته هو حقد الفرقة الرابعة المتاخمة على حدودها من فوق الجبال وحقد "شبيحة" الحي الشرقي المدعومين بشبيحة مساكن السومرية ومطار المزة العسكري، وفي ظل حصار وجوع وقتل بطيء مستمر بحق أكثر من 6000 مدني منذ 253يوماً، وانقطاع للكهرباء والماء والطعام والخبز والمواد الغذائية وتحت قصف وتهديم المنازل.

هذا الواقع يفرز يومياً عدد من الضحايا المدنيين نتيجة تعدد جهات الحصار ونتيجة الحقد الكبير على المدينة التي كانت من أولى النقاط الثائرة في سورية، وإلى اليوم مازال القتل مستمراً، وتتكرر فيها قصص رعب وترهيب لا تنتهي، فيكفي أن تسمع بوجود عشرات الجثث من المدنيين على أطراف المدينة، تم إعدامهم أو حرقهم أو شنقم حتى في سلسلة دموية تضاف إلى أيام السوريين السوداء.

 مئات الجثث

يومياً، يستقيظ أهالي معضمية الشام على خبر وجود أكثر من جثة مجهولة الهوية، أو لأحد أبناء المدينة مرميةً، إمّا على حواف الطريق العام أو في مناطق مهجورة وبعيدة عن بيوت المدنيين في الأراضي الزراعية، وحدث أن اكتشفت جثث لمواطنين نهشت منها الكلاب الشاردة في عتمة الليل، حيث لا يمكن لأحد أن يصل إلى هذه الأمكنة.

حتى اليوم وبحسب الناشطين، فقد تراوح عدد الجثث مجهولة الهوية منذ اندلاع الثورة والتي وجدها أهالي المدينة على أطرافها داخل المدينة بين 250 إلى 300 جثة مجهولة الهوية، ولم يتم التعرف إلى شخصياتها، وقد دفنوا في المدينة، وهناك الكثير من الحالات التي تبقى لعدة أيام لا نستطيع سحبها نظراً لتواجد الجثة في مكان مكشوف على قناصة ميليشيات النظام، وقد جرى قنص الكثير من سكان المدينة على الطريق العام وشارع الأربعين أو أو ما يسمى "شارع الموت ".

 ماذا يفعل الشبيحة؟

"أبو النور"، ناشط ميداني، وهو أحد القاطنين في معضمية الشام، كان من الناس الذين شهدوا حوادث كثيرة، وقد نقل جثث عديدة مجهولة الهوية قتلهم عناصر الشبيحة من سكان السومرية أو الحي الشرقي وقام برمي جثثهم على أطراف المدينة، وكل صباح يجد الأهالي أكثر من جثة مرمية، منها من كان يعدم بالرصاص ومنها من كان يعدم شنقاً أومن مات تحت التعذيب في سجون الأسد القريبة من المدينة في معقل المخابرات الجوية وداخل مطار المزة العسكري.

يقول "أبو النور": كانت ترمى جثث المواطنين في أماكن بعيده عن البشر، وتبقى هناك مدة يومين أوأكثر، حتى أن بعض الجثث أكلت الكلاب قسماً منها، وكنا في لجنة إغاثية نقوم بسحب الجثث، حيث من الصعب التعرف على أصحابها جراء تشوهها، وبعض الجثث بقيت أكثر من أسبوع.

ويضيف "أبو النور": "أن تعيش في مدينة معضميه الشام يعني أنك لاتدري بأي طريقة قد تموت، فإما من القذائف أو قتل على طريقة ما يسمى "اللجان الشعبية" بطلق ناري في الرأس، حتى يأتي أحد من فاعلي الخير ويقوم بدفن الجثث، ويكون من أصحاب الحظ السعيد إذا كانت جثته بعيدة عن مرمى القناص وقريبة من المناطق السكنية، أو كانت قريبه من الشارع العام.

مؤخراً، أصبحت جثث الضحايا تبقى على الطريق العام لأيام عدة، ولا يجرؤ أحد على القدوم لسحبها نظراً لانتشار القناصة، على الشارع العام بشكل كبير، حيث اقدم النظام على قطع طريق دمشق الواصل إلى القنيطرة ،وعند معضمية الشام وترك مساراً واحداً لمرور السيارات، أما المسار الثاني فانتشرت المدفعية وقوات النظام وانتشرت القناصة على أسطح البنايات على الشارع العام بشكل دائم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات