السياسي المستقل غسان عبود:الثورة انتصرت وبقي ترتيب الأوراق

السياسي المستقل غسان عبود:الثورة انتصرت وبقي ترتيب الأوراق
في لقاء خاص عرضه أمس تلفزيون أورينت نيوز، استعرض السياسي السوري المستقل غسان عبود آفاق الثورة السورية ومآلاتها في عامها الثالث، وسط تطور الصراع على الأرض، والمعطيات الإقليمية والدولية المرتبطة بالشأن السوري بشكل مباشر..

عبود استعرض حالة الاستقطاب الطائفي التي عمل ما يسمى "النظام السوري" على خلقها منذ الأيام الأولى لانطلاق الثورة السورية، عبر التنكيل واضطهاد المكون السوري "السنّي" تحديداً، رغم مشاركة بعض الطوائف الأخرى في الحراك الثوري، خصوصاً الطائفة الإسماعلية التي انخرطت كلها في العمل الثوري منذ البداية.

عبود هاجم في مقابلته بعض القوى والميليشيات التي تتخذ من الدين ستاراً لها خصوصاً في المناطق الشمالية المحررة، واصفاً إياها بالبديل الذي أوجدته وسوقت له المخابرات الإيرانية في المناطق التي يفر منها جيش الأسد وميليشياته.. "هناك كتائب موجودة وخصوصاً في المناطق الشمالية آخر همها أن تحارب النظام، وإنما تتدخل في حياة الناس وفي طريقة دينهم، الآن وبعد 1400 سنة، هل نحتاج لشذاذ الآفاق هؤلاء حتى يعلموننا ديننا؟!".. وطالب عبود الشعب السوري بأن ينتبه وينظر بوعي إلى هؤلاء، ويحكم عليهم من خلال سلوكياتهم وليس أشكالهم.. "فمن يريد محاربة ميليشيات النظام الطائفية يعرف جيداً أين يجدهم".

واعتبر عبود أن التدخل الإيراني في سوريا كان واضحاً منذ بداية الثورة، لكن المجتمع الدولي ودول الجوار لم تره إلى أن أصبح تدخلاً صارخاً اليوم، خصوصاً بعد دخول ميليشيات شيعية طائفية تأتمر من النظام السياسي الإيراني، كعصائب الحق العراقية وحزب الله اللبناني.. وأضاف عبود: "خامنئي حاول دائماً أن يحكم سوريا، وأن يتكلم مع المجتمع الدولي من خلال مجموعة من الأزلام والصبيان الذين يزجهم داخل الصراع في سوريا... يحاول التكلم مع المجتمع الدولي ويفاوضه على نفوذ في هذه المنطقة وعلى برنامجه النووي.. أطالب خامنئي بأن يسحب هؤلاء الصبيان، وأن يكف عن هدر الدماء سواء كانت شيعية أو علوية أو سنية في سبيل خلق مكاسب سياسية له".

وتحت هذا الضغط والتدخل الإيراني الشيعي، رأى عبود أن "السنّة" في سوريا بدؤوا يحسون بأن هناك من يستهدفهم لذاتهم وليس لتدينهم، خصوصاً مع استهداف النظام للحواضر والمدن والبلدات والقرى ذات الطابع السنّي، وارتكاب المجازر بحقهم دون سواهم ممن شارك بالثورة من بقية الطوائف.. "أصبح الخطاب السُنّي موحداً من رجال الدين كالشيخ عدنان العرعور والشيوخ الآخرين كالشيخ سارية الرفاعي والشيخ كريم راجح، ثم نأتي إلى الليبراليين.. خطابي أنا وخطاب الآخرين، وصولا إلى خطاب أقصى اليسار كالدكتور صادق جلال العظم الذي قال إننا نستهدف لأننا سُنّة، وليس لأننا سُنّة متدينون.. هذا الشيء يخلق شكلاً من أشكال الهوية لدى السُنّة، هوية سُنّية وطنية، هذه الهوية ستخلق لشدة الاضطهاد الممارس بحقها، شكلاً من أشكال العلاقات الجديدة في سوريا مع الطوائف الأخرى والأديان الأخرى، وربما مع الجوار.. وواضح أن هذه الهوية بدأت تتشكل، وقريباً ستظهر".

وعن مؤتمر جنيف المزمع عقده في أجل غير مسمى، قال عبود إن هناك من يرى المعارضة ضعيفة ومشتتة وغير متفقة، وإن كانت على هذا الحال من سيذهب منها للمؤتمر؟ كما أن نظام الأسد ضعيف ومشتت، ولم يعد هناك نظام بالمعنى السياسي للكلمة خصوصاً مع التدخلات الإيرانية في إدارة الصراع عبر أزلامها في الميليشيات الشيعية الطائفية.. وأضاف أنه لا يمكن إنكار أن الصراع على الأرض السورية بات شيعياً علوياً من جهة، وسنياً من جهة أخرى، لذلك اقترح على القوى السياسية المعارضة إرسال ثلاثة من العلويين المنخرطين بالثورة ردا على اختيار النظام لثلاثة أشخاص سُنّة هم وليد المعلم ووائل الحلقي وفيصل المقداد كمفاوضين باسمه في جنيف، لتكتمل بذلك "الحفلة التنكرية"!.

وتحدث عبود عن مخطط ميليشيا حزب الله القائم على احتلال شريط حدودي بين سوريا ولبنان الذي يسيطر على اقتصاده بنسبة 75 بالمائة، ويسعى للسيطرة عليه بشكل تام عبر هذا الشريط الذي يرسمه من حمص إلى منطقة عسال الورد فـ يعفور، وصولاً إلى جنوب سوريا، ويطبق بذلك السيطرة على الساحل السوري واللبناني.

وحول دور الائتلاف السوري لقوى المعارضة، رأى غسان عبود أن النظام تمكن عبر حشده وإعلامه منذ انطلاق الثورة وتبني نظرية المؤامرة ضد حكمه، فرض على الشعب السوري "معلمين" هما الجانبان القطري والسعودي، والانتخابات الأخيرة التي شهدها الائتلاف وظهور الصراع للسيطرة على هذا الكيان السياسي بين قطر ممثلةً بمصطفى الصباغ، والسعودية ممثلةً بأحمد الجربا ومن خلفه طبعاً ميشيل كيلو وآخرون، أكد على ما كان يدعيه ويطرحه النظام السوري دائماً!!.

واستبشر عبود بالقوى المحلية التي تعمل على الأرض بصمت ودون اللهاث للانخراط في أجسام وتشكيلات المعارضة الخارجية المنشغلة أساساً عنهم.. هؤلاء الذين يديرون المناطق المحررة ويؤمنون خبز الناس ومتطلبات حياتهم، ويحلون النزاعات بين الأهالي وبين الإثنيات العرقية والطائفية، هؤلاء الذين يشكلون قوة اجتماعية بدأت تفرض نفسها على مدى سنتين ونصف.. "أقول لهؤلاء لا تشعروا بالغبن، أنتم عليكم الاعتماد وأنتم سوريا الجديدة... لا تلتفتوا إن كنتم مستبعدين من التشكيلات السياسية التي تحصل في الخارج، دوركم على الأرض تراه الناس وأنتم من سيدير الأقاليم أو الشكل السياسي لسوريا القادمة".

وعن زيارته إلى واشنطن مؤخراً، قال عبود إنه حاول خلالها تهدئة مخاوف السياسيين هناك حول واقع المشهد السوري بأبعاده المختلفة، وأضاف أنه لم يلمس لديهم مخاوف حول مصير الأقليات، لكنه ربما لم يحن الظرف بالنسبة لديهم حتى يتدخلوا، ثم أن شكل القرار الذي سيتخذونه لن يقولوه لأحد..

وأضاف عبود أنه تم تكريمه في أمريكا من جهات مجتمع مدني على الأعمال الإنسانية التي يقدمها في خدمة الشعب السوري، عبر مؤسسات أورينت للأعمال الإنسانية، وأنه كرم أيضاً لأجل تلفزيون أورينت الذي وعلى مدى أكثر من خمس سنوات، لم يتمكن أحد من جره إلى معسكر سياسي، وبقي ناطقاً باسم الشعب السوري.. هذه التكريمات كانت عبارة عن شهادات، يعتز بها كثيراً لأنها أول مرة تأتيه باسم شعبه.

وحول المطالب التي طلبها عبود في زيارته لأمريكا، قال إنه أخبرهم أن هناك أكثر من سبعة ملايين طفل سوري مهددين بالإصابة بأمراض انقرضت، كالكوليرا والملاريا.. "قلت لهم أنا مستعد لأن أكون شريكاً في ذلك عبر مؤسسات أورينت للأعمال الإنسانية، بالمشافي، بالمراكز.. عليكم أن تساعدونا وأن تتحدثوا مع الجهات الدولية لتأمين لقاحات لأطفالنا، أن تساعدونا في تأمين الدواء للناس". ورأى عبود أن هناك كفاءات سورية مذهلة سواء في أمريكا أو في أوروبا أو بلدان الخليج، كلها قادرة على إدارة دول وليس دولة، لكن المشهد غير واضح بالنسبة لهم بسبب احتكاره من مجموعة خطابهم سيء، وكذلك الميليشيات الطائفية تخيف هؤلاء وتجعلهم يبتعدون عن المشاركة في أي شكل سياسي حضاري لإدارة البلاد.

وختم عبود كلامه مخاطباً الشعب السوري: "ثورتنا عظيمة فيها صعوبات كثيرة، لم يكن أحد يتوقع حجم وسطوة وكره هذا النظام للشعب السوري، وللتاريخ السوري، وللحاضر السوري، وللمستقبل السوري.. لم نكن نتوقع أن نترك وحيدين في مواجهة غطرسة كبيرة من روسيا وإيران والقوى التابعة لهم.. والآن تصريحات المالكي في العراق، أصبح رجلاً ويعتمد عليه، هذا الصبي أصبح رجلاً ويهدد الشعب السوري؟! تركنا وحيدين لكن لن نخاف ولن نهزم، هذا النظام بكل أشكاله انهار، والله حتى الإيرانيون يحاولون أن يجدوا من يتحدث معهم ويعطيهم امتيازات في سوريا ولن يجدوا، أطالب مرة أخرى المجتمع الدولي بأن يقف أمام مسؤولياته من الشعب السوري، لكن أولاً أطالب الشعب السوري بأن لا يخاف.. والله انتصرنا، والله انتصرنا، والله انتصرنا.. ما تبقى من وقت هو لترتيب الأوراق، وبإذن الله لنا الغلبة، وكل عام وأنتم بخير".

اللقاء الكامل مع السياسي السوري المستقل الأستاذ غسان عبود

التعليقات (18)

    ابن البلد

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    (لذلك اقترح على القوى السياسية المعارضة إرسال ثلاثة من العلويين المنخرطين بالثورة ردا على اختيار النظام لثلاثة أشخاص سُنّة هم وليد المعلم ووائل الحلقي وفيصل المقداد كمفاوضين باسمه في جنيف، لتكتمل بذلك (الحفلة التنكرية) يعني العلويين المعارضين متل السنة الموالين؟؟؟!!! يا سلام عليك يا أستاذ غسان عبود... مدري كم عصفور ضربت بحجر واحد!!!

    سوري مخضرم

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    أستاذ غسان.. هذا الكلام خطير وغير مقبول... نفهم أن السنة الباقين مع النظام إمعات لأن وائل الحلقي مثلا لم يستطع أن يحمي حتى بلدته جاسم من القصف والدمار على أيدي النظام... لكن حين تعتبر أن العلويين أو المسيحيين المنضوين في الثورة هم أيضاً إمعات وليسوا ممثلين حقيقيين لها.. فكأنك تقول أن الثورة سنية فقط... لا الثورة لكل السوريين، كل السوريين ضحوا من أجلها!

    عبد الله السوري

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    فعلاً وصفت الحالة يا سيد غسان بمنتهى الدقة وأثلجت صدورنا بجرعة تفاؤل كبيرة وشكرا لك ولكل سوري غيور على وطنه وأهله ودينه

    سوري أصيل

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    الثورة بالأصل سنية وفيها شرفاء من كل الطوائف ،ولايستطيع احد انكار ذلك وهذا لايعني ان باقي الطوائف ليسوا شركاء بسوريا المستقبل ،ولكن الشرفاء فقط ويلي في شوكة يعترض

    متابعة

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    الثورة سنية بالأصل والكلام الذي صرح به السيد عبود بات لا يخفى على أحد ولكن هذا لا يعني بأنه لا يوجد شرفاء من طوائف وديانات أخرى منخرطة في الثورة ... والشمس ما بتتغطى بغربال

    متابعة

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    وينك يا شبل الأسد ؟؟ هادا غسان عبود الضيف اليوم ....

    سوري حر

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    هلأا حرام نحنا منشان ما نظلم حدا ونقول الثورة سنية لاء في كمان شي خمسطعشر واحد علوي وسبعطشر واحد مسيحي وأدهم دروز يعني هيك ....الخ

    سعيد

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    الله يوفقك ويديم عليك الصحه والعافيه يا خادم الثوره السوريه .

    منذر برجس

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    شبعنا كلام نريد أن نتخلص من هذا االواقع المؤسف

    مهيار عيسوي

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    كيف يعني سنية ووطنية في آن معاً؟؟؟

    طوطوسية أسدية

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    وأخيرا بحت بما تخفيه من طائفية شكراً للأسد الذي عراكم جميعا ونحن أرواحنا فداء قدائدنا ووطنا XXXXXX XXXXXX

    طرطوسية أسدية

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    التعليق خالف قواعد النشر

    بلسم عباري

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    هههههههههههه حفلة تنكرية قلتلي والله صحيح الكلام مئة بالمية

    haseeb

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    أكثر الأوصاف دقة في حديث غسان عبود كان وصف المالكي بـ (الصبي) .. لأنه صبي فعلاً ..فهو غلام إيران وسمسار مبتدئ لأمريكا وعميل منتهي الصلاحية لروسيا ..

    مازن جوربار

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    أوافق على كل ما طرح السيد غسان أنه نقل أمين وصريح للواقع على الأرض

    بسيم السوري

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    لم أقتنع بالكلام وأعتقد أن النظام والمعارضة مارسو التحشيد الطائفي على حد سواء

    إلى بسيم السوري وطرطوسية ومهيار

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    يا شبيحة حلو عن سمانا والله لنخليكم تندمو والله

    طالب اورغلي

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    صدقت سيد غسان فهناك مجموعات سلوكها تشبيحي رغم أنها في ظاهرها كتائب اسلامية وبالفعل هؤلاء صنيعة ايرانية وبمباركة روسية ورعاية أسدية لذلك علينا التنبه فليس كل ما يلمع ذهب
18

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات