تلفزيون الأورينت يزف شهيداً جديداً ينضم لقافلة شهداء الحقيقة

تلفزيون الأورينت يزف شهيداً جديداً ينضم لقافلة شهداء الحقيقة
لم يتوقف تلفزيون الأورينت عن تقديم الشهداء الإعلاميين في سبيل إيصال الكلمة إلى المشاهدين ليعلموا ما يحصل في سوريا من إجرام نظام أوغل في دماء شعبه. محمد معاذ (فداء البعلي) مراسل تلفزيون الأورينت في دمشق وريفها استشهد قبل أمس متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل شهر من الآن تقريباً, حيث كان في غيبوبة من ذلك اليوم حتى استشهاده, ليستمر تلفزيون الأورينت في تقديم الشهيد تلو الشهيد منذ بدء الثورة السورية وحتى الآن, وسيستمر حتى تحقيق الشعب السوري للانتصار.

 من هو؟

فداء البعلي إبن حي القابون الدمشقي من مواليد عام 1992, تنقل خلال عمله الإعلامي في الكثير من أحياء دمشق وريفها, لم يكن مناطقياً بشهادة جميع من عرفه, ذهب إلى داريا أثناء الغارات والقصف عليها ليغطي ما يحصل فيها, كذلك إلى جوبر وبرزة, تعرض للعديد من الإصابات ونجا من الموت أربع مرات إلى أن وافته المنية في الحي الذي ولد وتربى فيه في القابون نتيجة إصابة بشظية قذيفة دبابة أصابته في منطقة حساسة من جسمه وأغمي عليه على إثرها لمدة شهر إلى أن وافته المنية وزف إلى بارئه شهيداً, ولينضم إلى قافلة طويلة من الشهداء الإعلاميين في سوريا, وإلى شهداء تلفزيون الأورينت.

محمد الذي كان يغطي ما يحصل من قصف عشوائي على حي القابون أثناء إصابته, كان قد نجا قبلها من الموت عدة مرات, منها عندما سقطت ثلاث قذائف هاون لم تنفجر إلا عند اقترابه منها هو ومن معه بعد سقوط قذيفة رابعة. وفي مرة ثانية نجا أثناء تعرضه لكمين من قبل قوات الأسد عند تنقله في حي جوبر وتعرض هو ومن معه إلى إطلاق رصاص كثيف سقط على إثره عدة شهداء ونجا محمد.

ظهر في عدة تقارير وهو مصاب مرة في يده وهي مضمدة بالشاش, ومرة أخرى وإصبعه متعرض لإصابة برصاص قناص, لم يتوان عن أداء مهامه بل زاد إصراراً بعد استشهاد أخيه الذي كان يقاتل في صفوف الجيش الحر, واستشهاد خطيبته جراء قصف بقذائف الهاون على ساحة الأمويين دون أن يتمكن من وداعها, لربما يكون قد ضرب موعداً معها في الجنة!

 رثاء الشهيد

بث ناشطون على شبكة الانترنت فيديو مؤثراً لوداع الشهيد "محمد" ترثي فيه أم الشهيد ابنها وتقول بأنها راضية عنه, وتعبر عن فرحتها وهي تسأله "هل أنت ذاهب إلى الجنة؟" وتذكره بأخيه الشهيد وبأنه سار على طريقه.. وتنهي وداعه بالتكبير والتهليل للحرية القادمة.

كلمات وداع أصدقائه لم تكن أقل تأثيراً في قلوب من تابع صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي, تبين كم كان "محمد" محبوباً لدى أصدقائه وممن عرفه أثناء عمله في التغطية الإعلامية للثورة.. رثوا الشهيد في كلمات تختزل الكثير مما يجول في نفس القارئ:

رغد مطر: وستبقى ذكراك منقوشةٌ على جدران قلوبنا .. فنحن لا نستطيع نسيان من ضحّى بروحه وحياته لنبقى أحياء.

غيث القابوني: فـداء البعلي .. دفتر ذكرياتي لم يكتب مرة تاريخي دون اسمك في المقدمة..

محمد معاذ أن ترفع الأقلام وتجف الصحف عن ذكـر تضحيته.. "فداء" كنت اسماً على مسمى..

خالد عبد الواحد: صديق الثورة وزميل العمل ودّعَ الحياة اليوم.. فارق أحبته تاركاً خلفه شريطٌ يعجّ بأجمل الذكريات معه.. ذهب ليرقُد بجانب شقيقه.. الشهيد فراس البعلي..

مالك تلفزيون أورينت رجل الأعمال "غسان عبود" كتب في صفحته معزياً العاملين في تلفزيون أورينت وكذلك أهل الشهيد وأصدقاءه: "أُعزِّي بكل خشوع زملائي بتلفزيون أورينت باستشهاد زميلهم الصحفي محمد معاذ، قبل قليل على أطراف دمشق أثناء تأدية رسالته بالكشف عن الحقيقة، وضحى لأجلها بحياته. كما أعزي أهله وأصدقاءه وأنحني بكل خشوع وفخر أمام روحه الطاهرة وأرواح العشرات من زملائنا الصحفين في تلفزيون الأورينت الذين استشهدوا بقنص مستهدف مركز من أسد وأتباعه. سنبقى صامدين وتبقى الحقيقة غايتنا".

سيبقى تلفزيون الأورينت صادحاً بالحق ناقلاً صوت الشعب الثوري الثائر إلى كل بقعة من بقاع الأرض.. عبر جهود جنوده المراسلين على الأرض السورية, بانتظار فجر جديد ملؤه الحرية.

التعليقات (2)

    سعيد

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    رحمه الله ، الجنه في انتظاره ، الحريه والثوره ثمنهما غالي ووقودهما الشهداء ....ليس الاول ولن يكون الاخير .

    لادئانية حرة

    ·منذ 10 سنوات 9 أشهر
    رحمة الله عليهم جميعا،زينة الشباب ودعت سورية وروت بدمائها الطاهرة تراب وطنها، شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار،والنصر لنا بإذن الله
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات