قامت كتائب الفاروق في الرقة بالسيطرة على المعبر وتحريره من قوات النظام في أواخر الشهر التاسع من العام الماضي, وعملت هذه الكتائب على تسيير شؤون المعبر بالشكل الأمثل ومراقبة حركة العبور وتقديم التسهيلات للمتنقلين عبره سواء كانوا من المواطنين, أم من المنظمات الإغاثية والإنسانية التي تدخل المعونات والمساعدات إلى مدينة الرقة التي تحتوي أعداداً كبيرة من النازحين, بل وإلى مناطق شمال سورية معظمها.
في لقاء خاص أجرته أورينت نت مع " أبو عزام" قائد كتائب فاروق الرقة حدثنا الرجل عن كيفية استيلاء الدولة الإسلامية على المعبر حسب قوله بشكل غير شرعي بل وغير أخلاقي أو إسلامي , يقول أبو عزام: "عندما بدأ اعتداء قوات حزب الله على بلدة القصير في ريف حمص, وجه المقاتلون هناك نداءات لكتائب الجيش الحر لتقديم المساعدة ومد يد العون لهم في مواجهة شرسة مع جنود الحزب, فسارعت كتائب فاروق الرقة بتلبية النداء, وقمنا بإرسال عدد كبير من مقاتلينا إلى حمص, بمن فيهم جزء كبير من المقاتلين الذين يقومون على تسيير أوضاع معبر تل أبيض, ولم يخطر على بالنا إطلاقاً أن نتعرض لاعتداء إلا من قوات النظام الإجرامي, ذهب معظم المقاتلون وبقي قلة منهم لأجل تنظيم حركة العبور هنا, وأثناء وجودنا في القصير, قامت مجموعة كبيرة من مسلحي ما يسمون أنفسهم الدولة الإسلامية في العراق والشام بمهاجمة مقاتلي فاروق الرقة في المعبر وطلبوا منهم إخلاء المعبر وتسليمه إلى الدولة المزعومة, وبالطبع أبطال الفاروق رفضوا هذا الأسلوب الذي لا يشبه سوى أسلوب جنود بشار الأسد التشبيحي".
يضبف أبو عزام: "رفض مقاتلونا الانسحاب من المعبر الذين كلفوا بحمايته وتسيير أموره, لاسيما أنهم المقاتلون الذين قاموا بتحرير هذا المعبر منذ أكثر من ثمانية شهور, إلا أن جماعة الدولة الإسلامية يرون حقيقة أنهم هم من يمثلون الدولة السورية وأن كل ما يتبع لهذه الدولة هم الذين يقررون كيف سيكون ومن سيقوم عليه, فهاجموا إخوتنا في المعبر ونشبت بين الطرفين معركة غير متكافئة أبداً حرص فيها جنود الفاروق على أن يقوموا بدور الدفاع لا الهجوم ونتج عن المعركة استشهاد مقاتلين من فاروق الرقة بالإضافة إلى عشرات الجرحى, وللأسف تم طرد مقاتلينا من المعبر واحتلاله بالقوة من قبل الدولة الإسلامية, التي ترى فيه مصدر اقتصاد لها, فالهدف من ذلك كله هو الحصول على الواردات التي يحصل عليها المعبر لقاء بعض الرسوم, وفرض سيطرة بهدف معنوي لإثبات وجودهم وتأكيد أنهم هم قادة الدولة السورية بشكل فعلي".
ويمضي بالقول: "بعد ذلك قام عناصر الدولة الإسلامية بتسليم المعبر إلى مقاتلي حركة أحرار الشام بشكل جزئي ليصبح الطرفان مسؤولين عن المعبر بعد أن قامت الدولة الإسلامية للشام والعراق بطرد مقاتلينا منه بالقوة والعنف بل والقتل". وعن الأنباء التي ترددت حول محاولة اغتياله، يقول: "لقد حاولوا اغتيالي مرتين, إحداها عندما زرعوا عبوة ناسفة في سيارتي والحمد لله أن أحد الجيران انتبه لذلك ففشلت المحاولة، والمرة الأخرى عندما قام أحد عناصرهم برمي قنبلة دفاعية باتجاهي وقد تعرضت لأكثر من خمسة إصابات في مختلف أنحاء جسدي".
أبو عزام يرى أن محاولة استعادة المعبر لكتائب الفاروق أمر هام قد يحتاج إلى معركة يحاول مقاتلو الفاروق تجنبها, ليس لأنهم غير قادرين على ذلك فقواتهم عادت من القصير وقادرة على استرجاع المعبر, بل لأنهم يرون أن قيام معارك بين فصائل تعمل ضد النظام أمر سيقوي النظام ولن يكونوا هم مصدر قوة له, لكنه يؤكد أنه مستمر بالسعي لإعادة كتائب فاروق الرقة إلى المعبر فهم الأحق به بل والأقدر على تنظيمه كونهم امتلكوا خبرة تقارب العام في ذلك, وكون المواطنين يرتاحون لوجودهم على المعبر.
يقول أبو عزام : "الأهم من موضوع المعبر ومن يقوم عليه, أننا يجب أن ننتبه لنقطة حساسة جداً, فمن يقاتل عناصر الجيش السوري الحر ويقتل العديد منهم ويقوم بجرح العشرات لا بد أنه يدرك أن ذلك العمل ليس إلا تقديم دعم للنظام بشكل أو بآخر, وإضرار كبير بالثورة والشعب السوري العظيم".
التعليقات (20)