رددت بنبرة استغراب: أنا رانيا من الأورينت نيوز.. حابين تكون معنا في حلقة الليله من برنامج (تفاصيل).. وقبل أن أكمل الحديث.. قاطعني: (الأورينت ؟؟؟ أنا بحياتي مابقا أطلع بقناتكم.. أنتو عم تحرضو الناس عليي وعم تطلبوني ضيف كمان)؟؟
- عفوا كيف بتقول هيك أستاذ؟!
- بصوت عالٍ ولهجة حادة تابع يقول: نعم أنتم حرضتم الناس عليي.. ومذيعتكم مدري من وين جايبينها .. وما بتعرف تشتغل.. وتكتب عني .. وتنتقدني في لقائي على شاشتكم.. (1) هذا الحكي مابيصير؟!
- نحن عرضنا لقاءك أستاذ ميشيل كما هو .. والتعليق كان على ماقلته في اللقاء .. يحق لك تحكي إذا كان هناك شخص باللقاء غيرك أو غير ماحكيتو ...
- - نعم أنتم عرضمتوه لماذا ؟ وبدأ القول: (هذا عيب... أنتم طائفيين .. أنتم قناة تحرض الناس...) وزاد في حدة لهجته .. وكان يتكلم بطريقة لايريد منها سماع الرأ ي الآخر..
فوجئت بطريقته الهجومية وأنا أتذكر أنه هو من كان يدعو لسماع الدفاع وطرح الرأ ي الآخر..... فاستطردت قائلة:
- أستاذ ميشيل يبدو أنك منزعج من رأي وانتقاد الأشخاص بأنك ترحمت على حافظ الأسد في لقاءك مع الأورينت... ولكن هذا كلامك.. ونحن لم ننسب لك شيئاً أكثر مما قلته.. فقاطعني لأنه منذ البداية لم يسمح لي بالحديث, لكن بدأ الصراخ عنده: (أنتم قناة تدعوون للطائفية.. وتحرضون الناس.. أنتم لا تعملون بشكل جيد أنا بحياتي مابقا أطلع على هالقناة)..... الخ
وعندما وجدت أن هذا الكلام يمس صميم عمل الأورينت وقيَمها، شعرت أن قدراً كبيراً من التجني يمارس علينا.. فقلت له:
- أستاذ نحن قناة تعمل بمهنية ونحن نبث كل اللقاءات كما هي.. وأنت أول شاهد على هذا الكلام .. من خلال تكرار استضافتك معنا دائما.
ولم ينتظر استكمال حديثي ليغلق الخط في وجهي.. وينهي الحديث!
في الحقيقه لم يسبق لأي ضيف من ضيوف قناة الأورينت الرد بهذه الطريقة على طلب استضافة... وربما من المناسب ونحن نأسف لما بدر من الأستاذ ميشيل أن نهمس في أذنه بكل أمانة:
إن الإساءة لهؤلاء الشباب – زملاؤنا في الأورينت- وشتمهم وتسفيه عملهم وهم من تركوا كل شيء خلفهم وتحملوا ضغوطات النظام من سجن وقتل واستشهد لهم زملاء كثر، وهُجرّ أهاليهم وأحرقت منازلهم حتى قبل الثورة بسنتين، وهم شباب يافع لا ينتمي لأجندات وأحزاب سياسية توجهه، ويدفع ثمن مواقفه لأجل انتمائه، وصمدوا كل هذا الصمود ولم يخضغوا أيضا لعشرات الإغراءات والتجاذبات.. مثل هؤلاء لا يقال لهم ما قلته. على كل يبدو أنه حان دورنا عندك بالإساءة.. لكن نعرف أن تجربة الأورينت يقيمها الناس الذين كانت أول من نقلت صوت ثورتهم حين صمت عنها الجميع.
هامش:
(1) المقال الذي نشرته صحيفة (أورينت نت) للزميلة رولا حيدر... يحمل في طياته دفاعاً مبطناً عن السيد كيلو، بعد استهجان شرائح كبيرة من أنصار الثورة لترحمه على حافظ الأسد في لقاء سابق له مع الأورينت.
(2) المقطع الذي أثار غضب الشارع على ميشيل كيلو... والذي تداولته وسائل الإعلام والتنسيقيات بعد أن اقتطعته من سياق مقابلته مع الأورينت
التعليقات (35)