سيجدك التاريخ
ديلي نيوز الأمريكية تنتقد موقف الولايات المتحدة تحت عنوان "أوباما يتعلم من تقاعسه في سوريا" وتقول: بدأت الحرب بين السوريين وأصبحت الآن صراعاً إقليمياً على الأرض السورية بين كتلة الشيعة المتطرفين بقيادة إيران التي تخترق العراق لمساندة بشار الأسد وترسل حزب الله للقتال من أجله وتربض روسيا خلفهم, تحوم بسفنها وتزود الاسد بأطنان من الأسلحة وتدعي أن سوريا محمية روسية, وفي الطرف الآخر من الصراع تظهر دول الخليج السنية التي تخشى الهيمنة الإيرانية الإقليمية والنووية قريباً, وتركيا غير العربية بالإضافة إلى الأردن بسبب محاذاتها لسوريا, ولا أحد خلفهم حتى أمريكا حليفة الحراك العفوي العلماني التحرري الذي بدأ في سوريا لم تفعل شيئاً. حيث تبنى أوباما الخطوط الحمر لاستخدام الكيماوي في صراع يتطلب تدخلاً دولياً وفضل أن يمارس الطب الشرعي بدلاً من تحمل المسؤولية وانتظر إثباتات وتحقيقات مسلسل "سي إس آي ميامي".
تحدث أوباما عن "سلسلة من الحصانة" بينما لم تصدق إيران وروسيا حظهما في الوصول إلى هذا القدر من الهيمنة الإقليمية حيث ينفذ أئمة إيران هلالهم الشيعي ويطرد بوتين الولايات المتحدة من المنطقة بعد عدة عقود من النفوذ صنعها هنري كسينجر.. وأخيراً بعد أن أقر أوباما بتجاوز الخط الأحمر ماذا فعل: أعطى الثوار ذخيرة وأسلحة صغيرة وما فائدتها إذ أن دول الخليج كانت تزودهم بهذا النوع من الأسلحة. تعلم أوباما الدرس متأخراً أن عدم التصرف هو فعل بحد ذاته بالنسبة لقوة عظمى, يمكنك التقاعس ولكن لن تستطيع الاختباء فالتاريخ سيجدك, ولآن وجد أوباما.
حس أوباما
هيرالد الأمريكية قدمت رأياً مختلفاً تحت عنوان "خيارات سوريا المستحيلة": لست خبيراً في السياسة ولكني أستطيع القراءة فأنا لم أنس ماحدث في العراق وأفغانستان ومصر وليبيا أو فييتنام ورأيي ليس هاماً كرأي سارا بالين أو بيل كلينتون ولكني سأقدم رأيي بخصوص المسألة في سوريا, لا أحبها وأعتقد أننا سنندم ولكني أتمنى أن أكون مخطئاً في رأيي.
أشير هنا إلى قرار أوباما بإرسال أسلحة إلى الثوار بشكل علني وما الجديد في ذلك فنحن نقوم بمساعدتهم للوصول إلى السلاح قبل إعلان القرار, هل يستخدم بشار الأسد الغاز السام ضد شعبه, وحتى لو كان صحيحاً أن 200 شخص قتلهم الكيماوي وبمقارنة العدد بالمئة ألف الذين قتلوا باستخدام أسلحة تقليدية, أيهما يعتبر سلاح دمار شامل وأيهما فعالتيه أكثر فتكاً.
إن بشار الأسد هو رجل سيء وأنا لا أدّعي أننا نفهم التوترات الخطيرة في سوريا ولا مخاطر تدخل الجيران والحلفاء في الصراع, وأنا متأكد أن التعقيدات كثيرة ولكني أرى أن نحترم قرار الرئيس أوباما, كما أفهم أن جون ماكين الذي أيد جورج بوش وديك تشني في حربهم على العراق اعتمدوا على أنباء ومعلومات ثبت أنها خاطئة جميعاً بما فيها مؤسسة فوكس نيوز (قارعي الطبول).
أنا أكره تصاعد الوفيات في سوريا وفي كل مكان في العالم ولكني أثق بحس أوباما الذي أدرك عواقب التدخل العسكري من تجارب سابقة وقرر عدم التورط في الحرب في سوريا وهو ماسيثبت صحته التاريخ.
وعود أوغلو
وورلد بوليتن توضح أبعاد الصراع في سوريا بعنوان "اكتسبت الحرب في سوريا طابعاً دولياً: "وتنقل حديث داوود أوغلو"إن الصراع لمدة سنتين خلق رقعة توتر دولية فالتطورات الأخيرة التي نقلت الأزمة إلى الدول المجاورة وخاصة لبنان واستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً والذي يعتبر جريمة بحق الإنسانية تجبرنا على اتخاذ نهج أكثر حسماً, إننا ندعم المعارضة السورية وسوف نزيد هذا الدعم ونسرع الجهود الدبلوماسية من أجل سوريا وسنستمر في مناقشة التدابير الأمنية اللازمة في مواجهة التطورات المستقبلية.
سوريا ليست العراق
أمريكان ثينكر قدمت مقارنة بين العراق وسوريا فقالت إن أوباما وبوش متناقضان إيدولوجياً إلا أن سياستهما تجاه الصراعات في الشرق الأوسط أفضت إلى النتائج ذاتها فالحرب المضللة التي شنها جورج بوش على العراق ولامبالاة أوباما تجاه المذابح في سوريا أدت إلى نقمة عربية عليهما وأثارت موجة من الانتقادات والاستياء تجاه الولايات المتحدة.
هذا ليس اقتراحاً بتدخل الولايات المتحدة في بداية الأزمة ولكن من غير المعقول الوقوف متفرجاً أمام مأساة تتوضح وذبح أكثر من 100 ألف من الرجال والنساء والأطفال وتهجير خمسة ملايين سوري.
وهو ما يضع أخلاقيات أوباما ومبادئه السياسية على المحك ويفقد الولايات المتحدة مصداقيتها بشكل خطير في أعين أصدقائها وأعدائها على حد سواء. ما يدفع أوباما للتردد في التورط بشكل أكبر في الحرب السورية هو تجربة العراق الفاشلة ولكن عليه أن يميز بين بين حرب مضللة شنها جورج بوش على العراق والعدد المتصاعد من القتلى في سوريا على يد ديكتاتور لا رحمة لديه وعصاباته المجرمة, لذا يجب أن يكون العراق درس لعدم المغامرة بشكل مشابه في المستقبل ولكن لا ينبغي أن تتخلى الولايات المتحدة عن مسؤوليتها أمام الجرائم الجسيمة ضد الإنسانية في سوريا أو أن تصاب بالشلل أمام مايحدث خوفاً من تكرار تجربة العراق.
التعليقات (3)