سوريا في صحافة العالم: ثورة أم أزمة أم حرب أهلية؟!

سوريا في صحافة العالم: ثورة أم أزمة أم حرب أهلية؟!
تتقاذف الصحف العالمية ثورة الشعب السوري بتسميات ومفردات متعددة مختلفة وأحياناً متناقضة تدل على سوء فهمٍ أو بعدٍ عن الحقيقة وربما تحاشياً لها , وفي نظرة سريعة إلى العناوين يبدو ذلك جلياً ..

 حرب أهلية

إيكونوميست البريطانية وتحت عنوان رئيسي " الحرب الأهلية في سوريا" تتحدث عن حصول بشار الأسد وقواته على فرصة جديدة للاستمرار في الحياة.

فقبل عام واحد كان عرش الأسد يتهاوى إثر خسائره العسكرية الكبيرة وردود فعله السياسية العجائبية إلا أن دعم إيران وربيبها ميليشيا حزب الله انتشلته من القاع حيث قامت إيران بتعليم النظام التفكير الاستراتيجي وقدم حزب الله التدريب لعناصر الأسد على حرب المدن وهو ما عوض عن ضعف الجيش النظامي بعد الانشقاقات الهائلة التي طالت جميع أركانه وتأسيس ما يسمى قوات الدفاع الوطني العلوية بتعداد 60 ألف عنصر(المتوقع أن يصل إلى 100 ألف) ما قدم أكثر العناصر أهمية في القوات المقاتلة وهو الولاء للقائد.

ومن جهة أخرى يفقد الثوار بعض الدعم بسبب نجاح النظام في إثارة المخاوف الطائفية وبعض من الحوادث القليلة ولكن المدوية الأثر كإعدام "الجهاديين" لطفل في الرابعة عشر من عمره في حلب , وتسوق الصحيفة كلمات امرأة من دمشق " أنا ضد النظام ولكني أختار الحياة في ظل النظام لا تحت سيطرة الجهاديين فأنا متعبة من العنف".

 انتفاضة

تيليغراف البريطانية تنقل اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان " بوتين يعترف بمسؤولية الأسد عن الانتفاضة السورية" ففي لقاء للرئيس الروسي بثته محطة روسيا اليوم كذّب بوتين توصيف النظام السوري "للانتفاضة" على أنها أعمال إرهابية مدعومة من الخارج حيث قال "إن سوريا وصلت إلى حتمية التغيير وكان على الحكومة السورية استشعار ذلك والقيام ببعض الإصلاحات ولو أنها فعلت ذلك لما وصل الحال إلى ماهو عليه الآن."

 اضطرابات

واشنطن بوست الأمريكية وفي استعراضها للأحداث في سوريا اختارت مفردة "اضطرابات" في توصيفها قائلةً "بعد عامين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة يستعر الصراع وتتوالى الأحداث في اضطرابات كبرى."

 مقامرة

التايم وبعد قرار التسليح الشهير الذي يورط الولايات المتحدة أكثر في سوريا تقدم أربع سيناريوهات متوقعة لنهاية مقامرة أوباما السورية:

- مهمة تسير باتجاه سيء, أرسل جورج بوش الأب قواته إلى الصومال لأسباب إنسانية تشابه الأسباب التي يتحدث عنها أوباما الآن فوجد نفسه في حالة حرب غير متوقعة وتحولت المهمة الإنسانية إلى مطاردة للمقاتلين على الأرض.

- مهمة تسير باتجاه مقبول كتدخل الولايات المتحدة في دول البلقان رغم المعارضة الروسية لها على اعتبارها مناطق نفوذ روسي إلا أن دفع القوات الأممية بقيادة أمريكية أدى مهمة مقبولة في نهاية المطاف بعد 100 ألف قتيل.

- دعم أمريكي بسيط يؤدي إلى ترجيح الكفة لصالح الثوار ولكن يعطي حلفاء القاعدة قوة أكبر, وهي معضلة أوباما فمشاركته في الحرب في سوريا ستدعم جماعات مرتبطة بالقاعدة لذلك حتى لو أسقط الدعم الأمريكي نظام الأسد إلا أن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية منها ازدياد قوة الجهاديين في المنطقة وهو ما حدث في أفغانستان عندما دعمت الولايات المتحدة مقاتلي طالبان ضد الاتحاد السوفييتي.

- دعم أمريكي محدود يساعد على ترجيح الكفة لصالح الثوار ولكن يقدم الدعم لغير المرتبطين بالقاعدة, لا يوجد مثال مشابه لهذا السيناريو في التاريخ الأمريكي ولكن أقرب نموذج له هو الحالة الليبية مع عدة فوارق منها اختلاف حالة القوات المعارضة فهي في ليبيا أكثر تنظيماً وتماسكاً من نظيرتها السورية ورغم ذلك ظهر الجهاديون في شرق ليبيا وقتلوا السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين في بنغازي.

التعليقات (2)

    مسرح العبث

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    يتدخلون في شئوننا ثم يتفرجون علينا.. لولا دعم الغرب للحمارين لما وصلنا الى ماوصلنا اليه.. بالدارج (طلعوا الحمار على المادنة) وباتوا يتفرجون على حماقاته ولايريدون انزاله لفضحنا باشخاص اغبياء مثلهم لأن قمة الغباء انهم دعموا شخصا غير مسئول على اقل توصيف ووفروا له كل وسائل التمكين والوصول الى علاقات مع الدول الكبرى ثم لاموه وفضحوا افعاله ظانين ان السوريين لايدرون ما يفعلون ومن يكتشف فعلتهم ويتحدث عنها يصفونه بالارهابي، فما الفرق بينهم وبين النظام اذا؟ الا يدري الغرب انهم يفتحون الباب لحروب كبرى؟

    رد مسرح العبث

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    صديقي مسرح العبث قبل أن نلوم الغرب على أفعاله علينا أن نبني وطنا قوياً مسؤولا يقطع ايدي التدخل
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات