الأسد يحول العاصمة إلى ثكنة عسكرية و(الميدان) يرفض الاستسلام

الأسد يحول العاصمة إلى ثكنة عسكرية و(الميدان) يرفض الاستسلام
حول نظام الأسد مدينة دمشق إلى ثكنة عسكرية، حيث فرض قيوداً صارمة عليها، وتعاملت قواته وشبيحته مع أهالي المدينة بطريقة تشبه إلى حد كبير تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين في المستعمرات التي أقامها على أرض فلسطين، فقد عمد النظام إلى تقطيع أوصال المدينة عن طريق نصب الحواجز لفصل الأحياء عن بعضها، وأغلق عدداً كبيراً من الشوارع بحجة حماية مراكزه الأمنية، كما حارب الأهالي في لقمة عيشهم، وتفنن في إذلالهم، وداهم منازلهم، ما جعلهم يضيقون ذرعاً بهذه التصرفات وينتفضون للخلاص من هذا الطاغية.

وقد أكد الناشطون من داخل مدينة دمشق أن النظام نصب مايزيد عن 250 حاجزاً، كما قام بإغلاق أكثر من 40 طريقاً، ما أدى إلى ازدحام كبير في الشوارع، كما فرضت قواته حظر تجول على بعض المناطق.

 أحرار العاصمة

إن الممارسات التي تبعها نظام الأسد في العاصمة كان هدفها تحييد أبناء دمشق عن الحراك الثوري لذلك قام منذ اليوم الأول للثورة السورية بضرب طوق أمني على أحيائها، وانتشرت قواته وشبيحته في الشوارع لإرهاب الأهالي، ولكن ذلك لم يمنع أحرار العاصمة في العديد من المناطق كالميدان والمزة وركن الدين والمخيم والحجر الأسود وبرزة والقابون وجوبر وغيرها من الأحياء الدمشقية من الخروج بمظاهرات عارمة لمساندة أخوتهم في بقية المحافظات، إلا أن رد النظام على المتظاهرين كان هسترياً حيث لجأ إلى اطلاق النار فقتل العديد منهم كما قام باعتقال آلاف، وحاصر الأحياء الثائرة من أجل إخماد روح الثورة في نفوس أبنائها.

 حي الميدان الثائر

ويبدو أن سياسة القتل والاعتقالات العشوائية وإحراق المنازل التي اتبعاها النظام للحد من الحراك الثوري نجحت ولو مؤقتاً في بعض الأحياء الدمشقية ولاسيما حي الميدان الثائر الذي كان من أوائل الأحياء التي انضمت لصفوف الثورة.

ويعتبر حي الميدان من أكبر الأحياء الدمشقية فهو يمتد على مساحة /2.5/ كلم ويعرف عن أبنائه استبسالهم في المعارك التي خاضوها ضد الاحتلال الفرنسي الذي احتل مدينتهم، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه فها هو الحي يتعرض للاحتلال مرة أخرى ولكن هذه المرة على يد عصابات الأسد التي فاق إجرامها في الكثير من الأحيان المستعمر الفرنسي.

وذكر الناشطون على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن أهالي الميدان خرجوا في 22/04/2011 بمظاهرة كبيرة انطلقت من جامع الحسن الذي يعتبر مهد الثورة الدمشقية، وهتفوا بشعارات تؤكد وقوفهم إلى جانب مدينة درعا التي حاصرتها قوات النظام، كما شهد الحي في نفس العام خروج مظاهرة شارك فيها العديد من المثقفين المعارضين والصحفيين والفنانين كخالد تاجا ومي سكاف وفارس الحلو ونبيل المالح وفايز سارة ورياض سيف.

 هواية القتل

ورغم المحاولات المتكررة من قبل النظام لإخماد الثورة في الحي الثائر إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل فقرر اللجوء إلى ممارسة هوايته المفضلة وهي القتل فقامت قواته بتفجير العديد من السيارات المفخخة، كما أخذوا يطلقون الرصاص على المتظاهرين فقُتل الكثير منهم، وكان الطفل إبراهيم شيبان ابن العشرة أعوام من أوائل من استشهدوا.

ويروي "أبو سعيد" من أهالي الميدان وقد شارك في معظم المظاهرات" أن المتظاهرين أظهروا شجاعة كبيرة في تصديهم لقوات النظام فكانوا يردون على الرصاص بالحجارة وسد الطرقات، مضيفاً أنه عندما كان يستشهد بعض المتظاهرين يوم الجمعة يقوم الأهالي في اليوم التالي بتشيعهم فيقوم النظام أيضاً بقتل عدد من المشيعين يفوق عدد الشهداء".

 تدمير البلد فدا الأسد!

إن التجمع الكبير لقوات النظام وشبيحته في الميدان جعل أنظار قيادات الجيش الحر تتجه إليه وقرروا في شهر تموز من عام 2012، دخول الحي وتحريره من قبضة النظام وليكون مدخلاً لتحرير بقية أحياء العاصمة من الاحتلال الأسدي.

وفي تصريح لـ "أورينت نت"، قال "أبو حمزة" أحد مقاتلي كتائب شهداء دوما والذي شارك في معركة الميدان" لقد استطعنا السيطرة على معظم أجزاء الحي بفترة قصيرة بفضل مساعدة الأهلي ومقاتلي الجيش الحر من أبناء الحي، ولكن النظام عمد إلى قصف الحي بكافة الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية وقذائف هاون فوجدنا أن استمرارنا في القتال سيؤدي إلى تدمير منازل المدنيين وقتل العديد منهم لذلك قررنا الانسحاب، مضيفاً لم نتوقع أن يقصف النظام البيوت بهذه الوحشية ولكن يبدو أن النظام مستعد لتدمير الحي وقتل جميع سكانه لمنع تقدم الجيش الحر نحو العاصمة معقل الأسد".

 ضريبة الحرية

ومنذ المحاولة الأخيرة للجيش الحر لتحرير الميدان وإلى الآن يعاني أهالي الحي من حصار خانق عقاباً لهم على احتضانهم للثوار ورفضهم التخلي عن فكرة إسقاط النظام.

ويقول الناشط الميداني"محمد البراء" إن حي الميدان أصبح محاصراً من كافة مداخله حيث ضاعف النظام عدد الحواجز، وتم إخضاع كل من يدخل الحي إلى تفتيش دقيق، كما تقوم قوات الأسد بين الحين والآخر بمداهمة المنازل واعتقال الشباب، وأصبح ينظر إلى من يحمل هوية شخصية مكتوب عليها الميدان على أنه إرهابي".

إن حي الميدان ضحى بالعديد من أبنائه فداءً للحرية والكرامة، ومن يدخله اليوم يعلم من خلال العبارات المكتوبة على جدرانه وأعلام الثورة والمناشير التي يتم توزيعها من قبل الناشطين أن الحي سيبقى ثائراَ ولن يهدأ حتى يتم التخلص من حكم الأسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات