في ريف حلب الشمالي .. إسعاف الجرحى في العراء!

في ريف حلب الشمالي .. إسعاف الجرحى في العراء!
تتسع رقعة المعارك ويزداد عدد الجبهات القتالية في ريف حلب الشمالي, وذلك في محاولات يائسة لعصابات الأسد للسيطرة على الريف الثائر أملاً في فك الحصار عن مطار منغ, جبهتان جديدتان هما جبهة جبل شويحنة وجبهة نبل والزهراء, حيث كانت المعارك على أشدها في الأيام الأخيرة الماضية مما تسبب بارتقاء عدد كبير من الشهداء, وإصابة المئات بين مقاتلين في الجيش الحر ومواطنين تعرضوا للقصف الانتقامي بكل أنواعه.

غصت المشافي الميدانية بالجرحى, مع نقص كبير في الكادر الطبي ونقص حاد في الإمكانات والمعدات والأدوية, عدد الجرحى لا يتناسب إطلاقاً حتى مع القدرة الاستيعابية لهذه المشافي, حتى إن بعض المصابين ذوي الإصابات غير الخطيرة قد تم إسعافهم في الهواء الطلق لعدم توفر أماكن داخل المشافي الميدانية.

أوضاع صعبة يعاني منها كل من الجرحى والأطباء والممرضين, ويقفون عاجزين أمامها فلم يتوقع أحد وصول أعداد الجرحى إلى المئات كما حدث أول أمس بعد معارك طاحنة وقصف هو الأعنف من نوعه لعدة بلدات في الريف المحرر.

الدكتور محمد عجاج حدثنا حول الأوضاع بشكل عام في المشافي الميدانية فقال لــ أورينت نت : "لقد وصلنا في الأيام الثلاثة الماضية مئات الجرحى والمصابين إلى المشافي الميدانية المنتشرة في الريف, معظم الجرحى في حالات حرجة جراء ما تعرضوا له من قصف همجي من قبل عصابات الأسد, البارحة فقط سقطت مئة قذيفة على كفرحمرة ومعارة الأرتيق بالإضافة إلى صاروخي سكود واحد منهما فوق الأبنية السكنية ولكم أن تتخيلوا عدد الجرحى الذي ينتج عن قصف كهذا, نعاني من ضغط رهيب هذه الأيام فكوادرنا التي تتألف من أطباء وممرضين متطوعين لا تستطيع معالجة هذا الكم الكبير من الإصابات, نحن نحاول الاستعانة بالكثير من غير المختصين لأجل مساعدتنا في بعض الأعمال الإسعافية التي لا تلزمها الخبرة الكبيرة, والمشكلة الأهم التي نعاني منها هي نقص المعدات والأدوية, تصلنا بعض المساعدات الطبية التقليدية وهي متوفرة لدينا كالمعقم والشاش والضمادات إلا أننا نحتاج لمساعدات طبية نوعية, ونحتاج الكثير من الأجهزة التي تيسر عملنا, فليست كل الحالات تعالج بخياط الجرح وتضميده, هنا نضطر أحياناً لإجراء عمليات جراحية معقدة, تحتاج منا الكثير من الوقت والجهد والأدوات والأدوية, وهنالك مواد هامة نحتاجها في عملنا وهي غالية الثمن, كما نحتاج إلى أجهزة التصوير الدقيقة كالطبقي المحوري والرنين المغناطيسي لأجل التشخيص الدقيق لبعض الحالات, نقوم بإرسال بعض الجرحى إلى تركية عندما نكون أمام حالة يصعب علينا علاجها لكن الأهم أننا في معظم الأحيان نمتلك القدرة على إسعاف المصاب لكننا لا نمتلك المعدات والمواد اللازمة وقد فقدنا العديد من الجرحى نتيجة لذلك حيث استشهدوا قبل أن يصلوا إلى المشافي التركية" .

يضيف الدكتور محمد: "لأول مرة اضطررنا البارحة لأن نقوم بإسعاف بعض المصابين في الهواء الطلق أمام المشفى الميداني فلا مكان بالداخل يتسع لهم, ولو استمرت الأمور على هذا النحو فنحن بحاجة إلى مستشفيات جديدة وكوادر أخرى وتجهيزات إضافية, نحن نناشد أولاً الأطباء الذين تركوا أهلهم يعانون هنا وذهبوا إلى دول الجوار أن يعودوا ويقفوا إلى جانب الشعب الجريح الذي يحتاجهم ويحتاج ضمائرهم وخبراتهم, ومن ثم نناشد الداعمين جزاهم الله كل خير, أن يسألونا عن المواد التي نحتاجها قبل أن يرسلوا أي شيء, ففي كثير من الاحيان تصلنا مواد طبية لسنا بحاجة إليها, هذا المال الذي سينفق ليتم إنفاقه على ما هو ضروري ونحن الذين نستطيع تحديد هذه الأولويات".

"حسن" طالب في كلية الصيدلة ترك الجامعة وتفرغ للعمل في أحد المشافي الميدانية بريف حلب الشمالي قال لــ أورينت نت : "نصل النهار بالليل ونشعر دائماً بالتقصير فكل جريح يستشهد نشعر بالتقصير تجاهه علماً أننا لا ندخر أي جهد في علاج المصابين لكننا كثيراً ما نقف عاجزين أمام حالات خطيرة تسبب بها سلاح الممانعة ولا نملك إلا أن ننتظر المريض حتى يفارق الحياة , شعور لا يعرفه إلا من عاشه, يجعل المرء غاضباً وحزيناً وحاقداً في وقت واحد, كثيراً ما يحتاج المصاب إلى بعض الإسعافات فور سقوطه في أرض المعركة, وعندما لا يتم ذلك يفارق الحياة قبل الوصول حتى إلى المشفى الميداني, فلو كانت هنالك سيارات إسعاف مجهزة بما يلزم لتوضع في الأحياء مع طواقم جاهزة للعمل أو في الجبهات القتالية لاختلف الأمر كثيراً ولما فقدنا هذا العدد الكبير من الشهداء, صحيح أن الأعمار بيد الله لكن الله خلق الأسباب أيضاً, لدينا سيارة إسعاف واحدة, ترى أين علينا أن نوجهها ولدينا ثلاث أو أربع جبهات ساخنة لا تتوقف فيها المعارك إلا نادراً, بينما نتعرض للقصف المستمر في كل المدن والبلدات المجاورة, ختاماً أود أن أشكر كل مواطن حر شريف يقوم بمساعدتنا سواء بتقديم العون التقني أو بالعمل كمسعف أو ممرض رغم عدم اختصاصه وقلة خبرته , لقد تحول الكثير من الشبان إلى ممرضين رغم أنهم لا صلة لهم بهذا العمل".

حسين عبد الله أحد سكان بلدة كفرحمرة المنكوبة قال لــ أورينت نت : "يقوم العاملون في هذه المشافي الميدانية بعمل بطولي مستمر, ينقذون حياة العشرات كل يوم, الليلة الماضية لم ينم أي منهم ولم يتوقف أي منهم عن العمل, أود أن أتحدث هنا عن نقطة هامة, لدينا في سواء في هذه البلدة أو غيرها من البلدات المجاورة الكثير من المرضى المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري وتحلل الدم أو المرضى الذين يحتاجون غسيلاً للكلى, ويحتاجون الرعاية الطبية الدائمة, هؤلاء منسيون في ظل الظروف الراهنة, ونفقدهم مريضاً تلو الآخر, لعدم توفر العلاج لهم وعدم توفر المستشفيات والكوادر المختصة لعلاجهم, أما عن نقلهم إلى تركية فإن المشافي التركية لا تستقبل إلا حالات الإصابات الناتجة عن القصف أو التي تحدث في المعارك ولو استقبلتهم سيكون ذلك مأجوراً, نتمنى أن يتم إيجاد طريقة ما لعلاج هؤلاء كما نتمنى من الحكومة التركية التي رأينا منها موقفاً مشرفاً على مر عامين من الثورة أن تستقبل هؤلاء وتعالجهم فهم أيضاً ضحايا النظام الأسدي المجرم".

التعليقات (1)

    محمد الحاج

    ·منذ 10 سنوات 10 أشهر
    لأحرار سوريا كل تحية و العتب الكبير على شعوينا و حكوماتنا العربية و خاصة في دول الخليج و اخص قطر و الأمارات و السعودية و ليبيا يكرهون ايران ويتركونها تعيث فسادا هي و عصابات المجرمين في سوريا ولا يتخذوا مواقف من مشرفة من انصار الشيطان من روس عدماء الضمير وصفويون حاقدون فياله من عار ما بعده عاراين انتم يا حماة الدين عليكم بنصرة الشعب السوري و إلا فان العار والخزي سيلحق بكم والحياة قصيرة و لا مجد إلا لمن اراد المجد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات