"دمشق مع حبي".. بعيداً عن السياسة قريباً من المكان

"دمشق مع حبي".. بعيداً عن السياسة قريباً من المكان

يصور الفيلم الروائي "دمشق مع حبي" لمخرجه محمد عبدالعزيز إنسانية العلاقة بين الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، وتعايش الطوائف الدينية داخل أسوار مدينة دمشق، والفيلم من إنتاج عام 2010، أي قبل إندلاع شرارة الثورة السورية بأشهر، وهو فيلم عن الحب والآخر والمكان، ويمكن أن يعتبر إطاراً للذاكرة المشحونة بالكثير من العواطف، فدمشق على حسب تعبير المخرج لم توصد يوماً أبوابها في وجه أي ثقافة أو مكون من مكونات الشرق..

الفيلم عرض في عرضه العالمي الأول في مهرجان دبي السينمائي في دورته السابعة، واليوم يعود ليعرض في دبي مرة أخرى الخميس المقبل 23 مايو الجاري، على مسرح دبي الإجتماعي ومركز الفنون في "مول الإمارات"، ضمن نشاطات الجالية السورية عبر صفحة النادي السوري الاجتماعي على موقع "الفيسبوك"، وهو التجربة الروائية الثانية للمخرج بعد أن كتب وأخرج فيلم "نصف ميلغرام نيكوتين" 2007، وحصد به جوائز عالمية عدة، ليعود بالفيلم مع قصة غاص فيها في قاع المجتمع السوري ليظهر التعايش بين الأديان بعيداً عن أي حساسية طائفية، من خلال قصة حب بين يهودية ومسيحي تتجدد بعد أن بقيت طي الكتمان أكثر من عشرين عاماً، واستعمل المخرج تقنية "الفلاش باك" أو أسلوب العودة إلى الماضي من خلال ما تتذكره البطلة من لحظات رومانسية حدثت منذ زمن ولكنها بقيت محفورة في الذاكرة.

ويروي الفيلم رحلة هالة "الفتاة اليهودية" وهي تبحث عن هذا الحبيب الذي اختفى وعاد ليطفو على السطح قبل أن تركب طائرة رحيلها عن بلدٍ ارتبطت بذاكرته بكل تفاصيله الجزئية، عندما يخبرها والدها "خالد تاجا" وهما في قاعة انتظار المسافرين أن حبيبها "بيير داغر" مازال على قيد الحياة، وأنه طوال عشرين عاماً كان يخفي رسائل الشاب عنها، وجاء مشهد موت الأب "خالد تاجا" لدى وصوله إلى المدينة الإيطالية، بعد أن تنشق تراب دمشق الذي حمله معه في زجاجة، ليؤكد المخرج من خلال هذا المشهد مدى ارتباط ذلك الشخص بالمكان وأن خروجه من بلده كان سبباً في موته، وتعود الكاميرا إلى الشابة "مرح جبر" التي تبدأ رحلة بحث مضنية وشاقة عن هذا الحبيب، من خلال خيوط بسيطة تبدأ بالجري خلفها، وتتفرع الحبكة إلى عناصر جانبية ولكنها تلتقي جميعها عند مفترق الطرق الذي أراده المخرج للفيلم.

وسعى المخرج من خلال فيلمه الذي يتبنى تيمة "الحب" بين شخصين من دينين مختلفين، أن يعيد اكتشاف المدينة عندما تبدأ الشابة في عملية بحثها، وعندما تفقد الأمل خلال عملية بحثها وراء ذلك الحبيب الذي يتنقل بين الأديرة تقرر الهجرة إلى إيطاليا ولكن تأتي رسالة يحملها صاحب الدكان الفلسطيني "بسام لطفي" ليحدد لها مكان وزمان اللقاء في "باب شرقي" وهو المكان الذي شهد لقاءات كثيرة بينهما. وحاول المخرج أن يزخم شريطه الروائي بالكثير من الدفقات الإنسانية الرومانسية من خلال بعض المشاهد التي تؤكد هذا الرابط من خلال الحذاء الأحمر الذي احتفظ به حنا بشارة طوال فترة غيابه عن هالة، في إشارة إلى أن حنا لم يكن يريد لهالة أن تبتعد عنه، إضافة إلى أن صورة الأب وهو يحمل بيده زجاجة تحوي تراب دمشق أكد من خلالها حنكته في تقليب المشاهد وإضافة بعد رومانسي حيث يصور ذلك المشهد مدى ارتباط الأشخاص بالمكان وأن خروجهم كان سبباً في موتهم.

ويشارك في بطولة الفيلم الذي أنتجه نبيل طعمة، كل من خالد تاجا، فارس الحلو، جهاد سعد، إنطوانيت نجيب، ياسين بقوش، ليلى جبر، بسام لطفي، وغيرهم. وهو التعاون الثاني مع شركة نيبل طعمة بعد فيلم المخرج الأول "نصف ميلغرام نيكوتين".

التعليقات (3)

    نزار اليوسفي

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    الصورة أشد تعبيراً من الكلام.. بانتظار عرض الفيلم..

    Free Syrian

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    هكذا كانت دمشق وستبقى جامعة لكل الطوائف والأديان خسئت ياأسد أن تفرقنا

    سامح

    ·منذ 10 سنوات 11 شهر
    الفيلم موجود ع اليوتيوب.. جيبولنا فيلم ما نقدر نشوفوه ع النت
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات