مؤتمرالقطب الديمقراطي بالقاهرة ينفي السعي لمواجهة الإسلاميين

مؤتمرالقطب الديمقراطي بالقاهرة ينفي السعي لمواجهة الإسلاميين
في أحد فنادق الخمسة نجوم في شارع الهرم بالقاهرة (ميركور)، اختتم (اللقاء التشاوري لاتحاد الديمقراطيين السوريين) فعالياته يوم أمس... وسط حالة من التجاذبات التي سادت أجواء المؤتمر، الذي حضره أكثر من 200 شخصية معارضة، في معظمها من القوى اليسارية والعلمانية مع حضور خاص لأبناء الطائفة العلوية، إلى جانب تمثيل شكلي لشخصيات إسلامية غير منتمية للأخوان المسلمين أو التيارات الأخرى.

المؤتمر الذي افتتح أعماله صباح الحادي عشر من أيار الجاري بالنشيد العربي السوري، والوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، اقتصرت كلماته الافتتاحية على كلمتين، الأولى للأستاذ ميشيل كيلو الشخصية الأساسية المنظمة للمؤتمر، والثانية كلمة هيئة أركان الجيش الحر التي ألقاها د. عبد الحميد زكريا.

تقول توصيات اللجنة التنظيمية إن غاية اللقاء تتمثل في النقاط التالية:

1- لقاء تشاوري تحضيري لإنشاء تنظيم سياسي ديمقراطي، ليس حزباً إيديولوجياً، بل قطب ديمقراطي عريض يضم مختلف القوى الديمقراطية في الساحة السورية بكافة أطيافها وتلاوينها الديمقراطية .

2- يمثل أهداف الثورة السورية في الحرية والديمقراطية والكرامة ويعمل لإسقاط النظام بكافة شخوصه ورموزه ومؤسساته وإقامة الدولة الديمقراطية التعددية وحقوق الإنسان ودولة المواطنة والمساواة.

3- يلعب دوراً أساسياً في القضية السورية ويعزز الدور الوطني السوري في الصراع الدائر في سورية.

4- يساعد بعد إسقاط النظام في إعادة بناء سورية الجديدة دولة ديمقراطية مدنية تعددية تقوم على تداول السلطة. دولة المواطنة والمؤسسات وسيادة القانون.

وفي كلمة ميشيل كيلو بدا الحديث عن ضرورة إفساح المجال للأصوات الشابة ملحاً، كما جرى الحديث عن أن الفكرة السائدة في العمل السياسي السوري اليوم هي أن لكل طرف قناعاته التي على الآخرين أن يأتوا إليه كي يلتقوا معه بها، بينما من الضروري أن نبحث عن نقاط التقاء في منتصف الطريق، وألا نتردد في الذهاب إلى الآخرين لمحاورتهم وإقناعهم بوجهات نظرنا.

لكن كل هذه الإشارات الواضحة، بدت في نظر الكثير من المشاركين في المؤتمر أو الساعين لمعرفة أهداف التحالف الذي سينتجه نظرية... فالفارق بين الكلام النظري وبين الأهداف العملية دفع البعض للتساؤل: هل وظيفة هذا المؤتمر هو تقسيم المقسم وشرذمة المشرذم؟! هل يريد أن يكون بديلاً عن الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة؟ هل سيتوازى أو يتقاطع معه؟! هل يهدف إلى الحصول على حصة من عدد مقاعد الائتلاف لكسر سيطرة الإسلاميين عليه، وتشكيل ما أسماه أحد الحضور (ثلث معطل)؟!

الإجابات على كل هذه التساؤلات بدت ملتبسة ومتناقضة... فمرة يقال (والتسجيلات موجودة في رسائل تلفزيون الأورينت) لن نذهب إلى الائتلاف ولا علاقة لنا به، وأخرى يقال بأننا نريد الحصول على (25) مقعداً في الائتلاف لإحداث نوع من التوازن الوطني لأنه من غير المسموح لطرف لا يعبر عن كل الشعب السوري أن يسيطر على هذا القرار... وثالثه يقال: هذا الكلام غير صحيح ليس همنا الحصول على مقاعد من أين تأتون بهذه الأخبار؟!

ولعل هذا التخبط في التصريحات أحدث انطباعاً عاماً لدى بعض متابعي المؤتمر... بأن هناك أهدافاً معلنة ذات طابع نظري ومثالي لا يجيب على الأسئلة بوضوح، وأخرى غير ملعنة يتوافق عليها منظمو المؤتمر لأنهم يعرفون الهدف الحقيقي الذين يسعون من أجله من خلف تشكيل هذا التحالف أو القطب.

هذا الانطباع عززته إحدى استنتاجات الحاضرين حيث تساءل: هل نحن أمام هيئة تنسيق جديدة لمواجهة الإسلاميين بعد أن خسرت هيئة التنسيق كل رصيد شعبي من الثقة والاحترام؟!

في كل الأحوال لا يبدو أن التحالف أو الاتحاد أو القطب الذي يسعى العلمانيون واليساريون مع أبناء الأقليات لتشيكله، يرفض التعاون مع الإسلاميين أو ضمهم إليه... بل كان واضحاً أنه يبحث فعلياً عن ضم أي إسلامي يقبل أن يكون جزءاً من كل، لا (الكل بالكل) كما يرى منظمو المؤتمر حال المجلس الوطني والائتلاف، ويتوافق على ديمقراطية أغلب الأصوات فيها يسارية وعلمانية، تنادي بتجريم الطائفية، وتنكر تورط الطائفة العلوية بالدم والمجازر متسعيضة عنها بما يسمى (طائفة النظام) وأن النظام يريد استفزاز مكونات الشعب السوري لجرهم لاقتتال طائفي لم ينجح فيه مع أن 99% من الأطفال – على الأقل- الذين قتلوا وذبحوا بالسكاكين وحرقت جثثهم في مجازر كرم الزيتون والحولة والبيضا وبانياس كانوا من أبناء طائفة واحدة، قتلوا بيد عناصر من أبناء طائفة واحدة قد تسمى طائفة النظام أو سواه لا فرق!!!

لكن رغبة المؤتمر بجمع كل من هو ليس منضوياً تحت سيطرة أو خطاب الأخوان المسلمين والمتحالفين معهم، قد دفعته لدعوة زعيم حزب ((P.y.d الكردي صالح مسلم، الأمر الذي أحدث إشكالا حقيقياً فقد اتهمه بعض المشاركين في المؤتمر، بأن في رقبته دماء ومعتقلين، وذهب أحد الناشطين الأكراد في حديث لأورينت نت إلى القول إن (دم مشعل تمو في رقبة صالح مسلم... وأن هناك العديد من أقربائي الناشطين الأكراد من اعتقلوا على يده حين كلفه النظام بإدارة المناطق الكردية) وقد انبرى أسامة الملوحي مع بعض المشاركين إلى التصدي لوجود مسلم طارحاً على ميشيل كيلو سؤالا: (لو أتى علي مملوك فهل ستستقبله في المؤتمر مادمت تستقبل هذا الشبيح) شجار احتدم في أروقة المؤتمر، ودفع الدكتور كمال اللبواني إلى القول بأن الملوحي (مدفوع من المجلس الوطني كي يخرب) فيما سعى الأب باولو إلى التقليل من إشكالية وجود مسلم في المؤتمر داعياً لفتح صفحة جديدة تحت شعار: (كلنا كنا مؤيدين، وعندما كان ميشيل كيلو سجيناً كنتُ أنا أخطب مباركاً رئاسة بشار الأسد) لكن كل هذه التبريرات لم تخفف من حدة المشكلة في جوهرها المتعلق بموقف صالح مسلم أثناء الثورة لا قبلها، وبالأفعال والارتكابات التي قام بها ضد الثورة لا الآراء أو الأقوال فقط!

التعليقات (7)

    م.محمد سليمان الحموي

    ·منذ 11 سنة 5 أيام
    لماذا لاينضوي هذا القطب الديمقراطي تحت مظلة الائتلاف ..لماذا لايسعى الائتلاف الى توسيع مكوناته ... أيها المعارضون الهواة كفانا خلافات وتفككا ..من المبكر أن تتقاسموا الكعكة . البلادوالعباد قي حالة صعبة .كونوا على مستوى دماء الشهداء وصرخات الأمهات وأنين الجرحى . تبا لكم ولأحلامكم . تبا لكل انتهازي . والله لن نسامحكم .والله سنحاسبكم بعد سقوط الطاغية ...

    ما فهمت شي

    ·منذ 11 سنة 5 أيام
    غير عن الواقع و الحقائق التوثيقة الموجودة في المقال , ما فهمت شي. بس من الشي يللي فهمتو انو هدول الجماعة بدن يعملو ثقل سياسي يعبر عن العلمانيين و الطامحين لدولة مجتمع مدني, و هالشي منيح, يعني اللي كان ناقص انو يصير مستهجن تشكيل قطب علماني ديمقراطي من هالنوع, و يصير وجود تيارات سياسية دينية أمر طبيعي, لحد الآن ما شفنا شي من هالقطب, بس خلينا نعطي وقتو لانو غيرو صار آخد وقت كتير و ما عمل شي ,و بركي يكون تقسيم المقسم و جرذمة المشرذم بينفع بوضعنا الحالي لضرب كل هي التكتلات الغير فعالة.

    شامي حر

    ·منذ 11 سنة 5 أيام
    لقد كنت احترم ميشيل كيلو كثيرا لكنه الان يضع نفسه موضع الشبهات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    إلى ما فهمت شي: أنا فهمت شي

    ·منذ 11 سنة 4 أيام
    المقال لا يتسهجن محاولة تشكيل قطب علماني ديمقراطي من هذا النوع فهذا حقهم ..لكنه يستهجن هذه التصريحات المتناقضة التي تقول شيء ثم تنفيه ، وتحاول تجميع الأصوات على مبدأ العداء للإسلاميين أو الأخوان ، بدليل أنها قبلت بالشبيح صالح مسلم وبرقبته دماء عشرات الأكراد والسوريين أثناء قيام الثورة وليس قبلها

    سامر حنا

    ·منذ 11 سنة 4 أيام
    لم يقدم الإئتلاف أي شيء حتى الآن غير التجرزم والفشل لقد أضر الإئتلاف وطريقة عمله الديكتاتورية وخضوعه إلى سياسات دول أقليمية لا يهمها من الثورة السورية إلا مصالحها الخاصة وحتى على حساب الدم السوري إن الإئتلاف ومن وراءه من الدول الأقليمية لايريدون للشعب السوري الحرية والعدالة والديمقراطية بل يريدون نقله من استبداد وإرهاب الأسد إلى إستبدادهم وإرهابهم هم لا نريد دولة أسدية ...لانريد دولة إسلامية.....لانريد دولة علمانية نريد سوريا حرة مدنية ديمقراطية لجميع أبنائها

    adnan

    ·منذ 11 سنة 4 أيام
    الى سامر حنا! اشكرك على هذه الكلمات! اما نحن فنريد فوق ذلك دولة اتحادية غير عربية قومية! و يا اورينت بيكفي عنصرية!! ليش النشيد الوطني العربي البعثي العنصري ما دمتم ضد البعث! بعدين وينكم ليش مغيرين علم البعث و شعار البعث تركينو بمؤتمراتكم و افكاركم!

    hicham

    ·منذ 11 سنة يومين
    القول بأن المؤتمر ليس لمواجهة الإسلاميين هو ضحك على العقول ولكن أقول للديمقراطيين إذا أردتم مواجهة الإسلاميين فالخنادق أمامكم وليست الفنادق أنا أقل انه من سيحدد شكل الدولة ونظامها هم السوريون الموجودون على الأرض أو أولائك الناس الذين تسمونهم بالمتطرفين الذين يحاربون من أجل دينهم أولا الموجودون في ساحات القتال لا في شاشات التلفاز
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات