غير أن السوريين مازالوا يتذكرون ما حصل في آذار 2006 من اتفاق بين عبد الحليم خدام الذي كان الرجل الثاني في نظام امتد 40 عام من الفساد و هو يعتبر رأس الفساد باعتراف رجال النظام في كوميديا محاكمة خدام في مجلس الشعب من جهة و بين علي صدر الدين البيانوني الذي كان آنذاك مراقب عام الاخوان في سورية؛ و هذا الاتفاق الذي أطلق عليه / جبهة الخلاص / للخلاص من نظام الاسد الابن.
أما الأخوان المسلمون في مصر فعلى الرغم من كونهم جماعة محظورة إلا أنها كانت تمارس عملها السياسي تحت مظلة أعضاء مستقلين في مجلس الشعب المصري.. اليوم الأخوان المسلمين في مصر متواجدون في سدة الرئاسة التي بيدها كل زمام السلطة التنفيذية، و على الرغم من أن الأخوان في مصر يعتبرون الجماعة الأم و الأخوان في سورية يشكّلون الابن الشرعي لها إلا أن الخلاف التاريخي ظل محتدماً إلى درجة كبيرة و خصوصا ًإبان ما حصل قبيل تسلم عدنان سعد الدين مراقباً عاماً للاخوان في سورية.
المفاجأة التي تعتبر من العيار الثقيل هي هذا التقارب الإيراني – المصري بعد تسلم الأخوان في مصر السلطة و تعتبر كذلك ان منذ عام 1979 أي بعد قيام الجمهورية الاسلامية حصلت القطيعة المصرية – الإيرانية على كافة المستويات من الدبلوماسية إلى التجارة حتى أن السفن الإيرانية لم يعد يسمح لها بالمرور في قناة السويس الاستراتيجية و قد عزا كل المراقبين آنذاك هذه القطيعة إلى أوامر أمريكية بسبب انهيار نظام الشاه في إيران الذي يعتبر الشرطي الأميركي في الشرق الأوسط و حيث وصل التنسيق الاستراتيجي بين اميركا وإيران إلى حد الاتفاق على بناء مفاعل نووي أميركي في إيران جاءت الثورة لتهدم كل شيء. السفن الحربية تعبر قناة السويس و التقارب الإيراني الأخواني - المصري في اوجه و هو ايضا بمباركة اميركية بامتياز و ذلك ما جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند / طلبنا من الجانب المصري التقارب مع الايران لتوصيل وجهة نظرنا و رفضا للبرنامج النووي الايراني / اذا هو طلب اميركي من جماعة ادعت في غير مرة انها غير معنية بالسلطة و لا تريدها و اصدرت مواثيق بذلك.
اما الاخوان المسلمون في سورية فقد كانوا موافقين على الاصلاحات في سورية بعد قيام الثورة السورية اصلاحات قد توصلهم الى السلطة على اعتبار انهم الحزب الوحيد الذي يحظى بالتنظيم المطلوب بعد 50 عام من حظر الاحزاب الا تلك التي تُشكل في مقرات المخابرات السورية ، كان ذلك في لقاء ايراني - اخواني سري نفاه أنذاك البيانوني الذي كان مراقباً عاماً ،و لم يحظ هذا الطلب بموافقة النظام على اعتبار انهم من الجماعات المحظورة و الاجرامية و التي يطبق على المنتسبين اليها القانون 49 الذي يطالب باعدامهم على اعتبار انهم عصابة اجرامية.
اعتقد ان عدم التنسيق الاخواني السوري - المصري بالنسبة للثورة في سورية هو لعب من تحت الطاولة و له اتجاهين اساسيين اولهما ان العداء الاخواني السوري لايران و اعتبارها العدو الاول في قتل السوريين و المشارك في هذا الدمار السوري بسبب الاسلحة الايرانية و مستشاريها العسكريين و انهم في المجلس الوطني و الائتلاف لهم موقف موحد مع الشعب السوري في ردع الايراني من التوسع في القوس الشيعي في المنطقة خصوصا ان الاخوان هم الفصيل السني المعتدل و هم ابعد ما يكون عن جبهة النصرة و السلفيين. و ثاني الاتجاهيين هو الاتفاق الاخواني المصري – الايراني على ان يلعب الاخوان في سورية الضامن الاساسي للتيار الاسلامي المعتدل الذي يضمن مصالح ايران في سورية خصوصا ان انهيار النظام السوري سيؤثر على الفصيل الاهم لايران و هو حزب الله .. و وجود نظام اسلامي معتدل في سورية يبعد شبح السلفيين و جبهة النصرة و يؤكد على اسلامية الدولة التي يتغنى بها معظم السوريين منذ بداية الثورة.
اذن هي ازدواجية الفكرة في الوصول الى مجتمع اخواني إذ بدأت بالمجلس الوطني الذي يسيطرون عليه حتى باشخاص من خارج التنظيم ، و لا تنتهي بحكومة مؤقتة لرئيس مدعوم من الاخوان لضمان صندوق الاقتراع في المستقبل .
التعليقات (17)