مجزرة الساعة في ذكراها الثانية:حمص ما قبلها وما بعدها

مجزرة الساعة في ذكراها الثانية:حمص ما قبلها وما بعدها
حمص ما قبل 18 أبريل 2011 وما بعده .. أصبح هذا تاريخاً فاصلاً عند الحماصنة تُؤرخ به الآلام والآمال .. فهم أول من استطاع اختراق المحظور الأكبر بسيطرتهم على ساحة الساعة الجديدة في حمص والاعتصام فيها ، قبل أن ينجح جيرانهم الحمويون بعد وقت قصير بالسيطرة على ساحة العاصي والاعتصام فيها لما يربو عن شهر.. وفي الحالتين كانت النهايات دموية أكثر مما يمكن لعقل بشري أن يتصور، فإجرام الأسد وآلته الدموية تجاوز المعقول خاصة وأنه يكسر "مؤامرة كونية سلفية إرهابية .." .

 شاهد على المجزرة: داسوا الشهداء وهم يهتفون "لقائدهم البطل"

لعل أكثر ما يؤرق الذاكرة الحمصية أنها وحدها من تحتفظ بملامح شهداء ذلك اليوم المشهود .. ولكن ليس بأعدادهم .. البعض تحدث عن مئات ، إلا أن خيبة الدم الزكي كانت كبيرة عندما خرج الإعلام بعد المجزرة بيوم واحد ليعلن أن ثلاثة قُتلوا في فض اعتصام الساعة!! .. يتنهد عبد الكريم بدرخان ابن حمص والشاهد الحي على المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد فجر الثامن عشر من نيسان /أبريل 2011 .. " استيقظت المدينةُ في اليوم التالي على كابوسٍ مرعب بعد أن عاشتْ حلماً جميلاً، فقد سيطر الحزنُ والرعبُ والألم على القلوب، وأقفرتِ الشوارعُ من أي صوتٍ أو حركة، أصيبتْ الوجوهُ بالوجوم والألسنةُ بالخَرَس، ولحدّ الآن .. لا أحدٌ يعرف عدد ضحايا هذه المجزرة، وتضاربت الأرقام إلى حدّ التناقض والمبالغة، فمنهم من قال خمسمئة، ومنهم من قال ألفاً، وقد صرّح أحدُ عناصر الأمن العسكري ممن شاركوا بارتكاب المجزرة، صرّح بعد انشقاقه إن عدد الشهداء بلغ الثلاثمئة، وأن الساحة كانت مفروشة بالجثث، الجثث التي قاموا بالدوس عليها وهم يهتفون لقائدهم البطل". يضيف بدرخان بألمٍ يقتلع دموعه من جذورها ..

 ماهر الأسد آمر المجزرة

تروي شاهدة عيان وثورة :"لم يبدأ اليوم عادياً وطبيعياً كما كانت أيام السوريين قبل عدة أشهر. جنازات كانت يمكن أن تكون كثيرة اجتمعت في جنازة واحدة لتشييع شهداء اليوم السابق بسبب الخوف من الرصاص والاعتقالات. صلي على الشهداء في أحد الجوامع في حمص القديمة, ثم توجه المشيعون بعد دفنهم إلى ساحة الساعة, أو ساحة الحرية كما أصبح يطلق عليها بعد ذلك. اجتمعت المشيعون وسط الساحة وما لبث أن لحق بهم كثيرون رجالاً ونساء وأطفالاً أتوا من أحياء حمص وطوائفها ودياناتها المختلفة ليعتصموا كشكل من أشكال الرفض للموت والقمع. صلى المسلمون صلاة العصر جماعة في الساحة محاطين بالمسيحيين الذين حموا ظهورهم. مشهد لا يمكن أن يتكرر بهذه الروعة إلا في أفلام السينما, أو ربما تكرر كثيراً في أحلام السوريين الذين كانوا قادرين على الحلم ومؤمنين بجدواه. افترش الأطفال والنساء الأرصفة والطرقات, ولم يثن الخوف أو التردد أصحاب المحال المتلاصقة على جانبي شارع شكري القوتلي والذي ينتهي بساعة حمص الجديدة من تقديم الطعام والشراب للمعتصمين".

كان الشبيحة وعناصر الأمن يحيطون بالمعتصمين من كل جانب متأهبين للهجوم. ثم تحولت طلبات النظام بفض الاعتصام إلى تهديدات مباشرة بفضه بما لا تحمد عقباه. قام الشيوخ الذين كانوا يتلقون الاتصالات من القصر الجمهوري "ماهر الأسد "شخصياً، بنقل الرسائل للمعتصمين عبر مكبرات الصوت، وكانت تقابل بقوة بالتكبير وهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، حينها قرر الشيخ محمود دالاتي البقاء مع الشباب المعتصمين فقد أتوا معاً وسيرحلون معاً، إلا أنهم طلبوا من النساء مغادرة الاعتصام. وبعد أن وصلت التطمينات من القصر الجمهوري إلى المعتصمين بعدم استخدام العنف وتلبية مطالبهم إن هم تعهدوا بفض الاعتصام بدأ إطلاق النار في تمام الساعة الثانية إلا عشرة دقائق فجراً ودون سابق إنذار.

سقط الصف الأول وتبعه الثاني.. يقول عبد الكريم.. بدأت حركة هروب المتظاهرين العزل من أدوات الموت الأسدية.. الكاميرات لم تسعف أصحابها ولو بلقطات تؤرخ واحدة من أبشع المجازر في تاريخ البشرية.. أحد الجنود المنشقين قال في شهادته لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن عناصر الأمن وضعوا الشهداء والجرحى في شاحنة كبيرة باستخدام جرافة قد تم جلبها مسبقًا، وتم نقلهم إلى المستشفى العسكري بحمص.

اليوم نقف على أطلال ساعة حمص وساحة حريتها.. سنتان مرتا والصور ماثلة في القلوب والأذهان، لا الشهداء انقضى ذكرهم ولا المعتصمون تابوا عن ارتكاب فعل الحرية.. وبدل أن كانت حبيسة حمص، صارت الساعة تلك أيقونة فداء ورمز تحرر، يتبرك بها طلاب الحرية في شتى الأصقاع الطامحة للانعتاق.

التعليقات (1)

    سوري اصيل

    ·منذ 11 سنة شهر
    والله العظيم شيء يبكي القلوب ويدميها ان الشعب السوري العظيم الذي اعطى الانسانية كلها ولم يبخل عليها لابدماء، ولا بمال، ولا بعلم، يقتل بهذه الطريقة من فبل أوباش سفلة يلعقون الاحذية بتملقهم وذلهم وفجعنتهم نهبوا البلد ودمروها لمدةاربعين عاما انسانيا واخلاقيا وحضاريا واقتصاديا وثقافيا وعلميا وادبيا وصناعيا وتجاريا وزراعيا وفنيا ومهنيا واعلاميا وطبيا وهندسيا وقضائيا وكهربائيا ومائيا وجويا وارضيا وووووو والآن يقتلون الشعب بابشع الجرائم ذبحا وحرقا وسحلا ومعسا وهرسا ورميا وتعذيباوووووو فاين العرب والمسلمين ومدعي الحضارة والديمقراطية ،فيا الله ارنا بهم عجائب قدرتك وبطشك انظروا عاليوتيوب (فتاة علوية شريفة)
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات