مجزرة البرج: سكاكين طائفة الأسد لشق أوصال تلكلخ

مجزرة البرج: سكاكين طائفة الأسد لشق أوصال تلكلخ
القتل ذبحاً بالسكاكين يعود من جديد إلى الواجهة الدموية في سوريا، حيث تواصل ميليشيات النظام سلسلة مجازرها الطائفية عبر مجموعات مسلحة مدعومة بالجيش تقتحم بيوت المدنيين وتذبح العائلات بالسكاكين، وكان حي البرج في تلكلخ بريف حمص هذه المرة ضحية جديدة ، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تم العثور على جثامين ‬11 مواطناً، بينهم ثماني سيدات وثلاثة رجال أعدموا ميدانياً خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ.

وجاء في تفاصيل المجزرة كما نشرها ناشطون من أهالي المنطقة: "قامت عصابات الأسد بقتل أهلنا في حي البرج والتنكيل بهم بعد أن فشلوا في اقتحام مدينة تلكلخ الأبية.. حيث اعتدوا على النساء وقتلوا الأطفال ونكّلوا بهم ومن ثم احتجزوا الجثث في مشفى تلكلخ الوطني وهو عبارة عن مفرزة للتشبيح وقتل المدنيين، واشترطوا على أهالي الشهداء بعدم تسليمهم الجثث حتى يعلنوا عبر القنوات الموالية للطاغية الأسد أن العصابات المسلحة هي التي ارتكبت المجزرة، فتم الأمر على هذا النحو".

وطالب السوريون وأهالي تلكلخ بالقصاص العادل من القتلة وإعدامهم، في حين وجه أحد الأهالي سؤالاً للطائفة العلوية: "لماذا قتل الأطفال؟..نحن لن نقتل أطفالكم"، وكتب أحد القاطنين في الحي: "لقد تنكّروا للعيش المشترك .. هذا وجههم الطائفي الحقيقي وانقيادهم الأعمى لبشار الأسد"، ونشرت تنسيقية تلكلخ بياناً طالبت فيه الأهالي بعدم الانجرار إلى الطائفية جاء فيه: "لا تكونوا طائفيين رغم طائفيتهم..لاتعاملوهم بأعمالهم رغم وحشيتها ..كونوا سلميين رغم عنجهيتهم الحاقدة".

 تلفيقات النظام

لم يتأخر إعلام الأسد عن تلفيقاته وخلط الأوراق التي اعتاد عليها السوريون بعد كل مجزرة، فقالت شبكة أخبار تلكلخ T N N الموالية: "الوضع الميداني في تلكلخ هادئ نسبياً بغض النظر عن عمليات القنص التي تتم بين الحين والآخر..استنكار شعبي وأمني واسع في المدينة للمجزرة بعد تسلل مجموعة إرهابية إلى الحي المذكور وتنفيذ المجزرة والسبب هو رفض هذه العوائل تواجد المسلحين في حي البرج الآمن والذي يوجد فيه عائلات كثيرة نازحة من المدينة"، بينما عزفت وكالة الأنباء الرسمية سانا على منوال الكذب ذاته وبشكل حرفي.

ويؤكد ناشطون أن مجموعات إيرانية شيعية هي من ارتكبت "مجزرة البرج" والدليل هو تمكن موقع قناة العالم من تصوير الشهداء بهدوء ولم يكن هناك وجود للجيش الحر كما يدعون، وتساءلوا عبر صفحات الفيسبوك: "ما الذي أوصل قناة العالم إلى مكان المجزرة بهذه السرعة إن لم تكن على علم بما سيحدث أساساً؟!"، وقد نشرموقع العالم خبراً عن هذه المجزرة المروعة وأرفقه بفيديو يظهر وجوه الشهداء المذبوحين بالسكاكين وسرد رواية النظام ذاتها زاعماً أن "الجيش السوري تدخل بناء على طلب الأهالي للتصدي للإرهابيين".

 نداءات من تلكلخ

وقبل أن تجف دماء شهداء المجزرة، وجهت تنسيقية تلكلخ نداءً حاد النبرة للائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة وقادة المجالس العسكرية جاء فيه: "سلامٌ يشوبه العتب والأسى، سلامٌ من قلب تلكلخ الصامدة .. أما زلتم تتذكرونا!.. لن نذكّركم بعظيم دورنا وفاعليته في ثورتنا المباركة فهذا واجبٌ علينا .. هل وردكم أنَّ الناس تصطفُّ منتظرةً دورها في الذبح بسكينٍ غادر!.. أحاطت بنا القرى العلوية كإحاطة السوار بالمعصم سوارٌ حاقدٌ منعَ عنا كل أساليب الحياة.. لن نبالغ بالقول بأنّه لو استطاع لمنعَ مرور الهواء إلينا"، وتساءلت التنسيقية: "ماذا فعلتم لنصرة تلكلخ منذ سنتين إلى الآن ؟ ..هل استطعتم إدخال قطعة سلاحٍ لأبطالنا الأشداء؟ أأنجدتم امرأة وهي تصرخُ لاستنهاض هممكم من ذبحها والتنكيل بها؟". دخلت مدينة تلكلخ (45 كم غربي مدينة حمص) الحراك السلمي في نيسان عام 2011 أي منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الثورة السورية المناهضة لبشار الأسد، وبلغ عدد سكان المدينة 62,069 نسمة حسب الإحصاء الرسمي عام 2004، وتقدر نسبة السكان العلويين بنحو 15% ويتركزون في ناحية الحديدة التي قام أبناؤها بمشاركة الجيش والأمن بالاعتداء على المظاهرات السلمية في المدينة.

 مخططات النظام

وقدمت تلكلخ أكثر من 180 شهيداً وشهيدة بينهم أطفال ونساء منذ اندلاع الثورة وفق موقع قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية، واستشهد ثلاثة بينهم سيدة في آذارعام 2012 ذبحاً بالسكاكين، وكذلك استشهدت سيدتان ذبحاً في نيسان من العام نفسه، وقضى 15 شهيداً تحت التعذيب.

ويؤكد ناشطون من أبناء المنطقة أن مدينة تلكلخ مهددة بالتهجير القسري وفق مخطط فعلي يقوم به النظام للسيطرة على الريف الغربي من نهر العاصي، لإيجاد تواصل فعلي مع مناطق الامتداد العلوي في لبنان وسوريا وعبر إقامة "ترانسفير" بعرض 20 كيلومتراً يهدف إلى وصل هذه المناطق بوادي خالد وقرى في جبل أكروم وغرب العاصي نزولاً باتجاه تلكلخ وريفها نحو العبودية والدبوسية، وتؤكد هذه التهديدات حركة الجرافات لشق طريق يشكل شريطاً محاذياً لكامل الحدود مع محاولة جذب سكان القرى الشيعية والعلوية في وادي خالد ومنها قرية قرحة وقسم من حنيدر المختلطة وفق القيود، ونشر مجموعات للشبيحة بالقرب من محطة العكاري القريبة من الحدود اللبنانية-السورية".

التعليقات (3)

    ADD

    ·منذ 11 سنة 3 أسابيع
    إلى متى نتمسك بمبدأ أثبتت الأحداث أنه عفن وأنه إستسلام؟ القرآن واضح وضوح الشمس في ذلك: "فقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل" "فمن إعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم"طبقوا شرع الله ولا تأخذكم رأفة في ذلك، بمثل ما أعتدى عليكم هل هذا واضح، بئس الخنوع والذل لجار لا يراعي حرمة جاره. بئس الجيرة النجسة، ولتذهب إلى الجحيم.

    ADD

    ·منذ 11 سنة 3 أسابيع
    أرجو تصحيح الآية القرآنية الأولى لتقرا "وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَٱلْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلْقَتْلِ " وصدق الله العظيم وأستغفره من كل خطأ وذنب.

    شبل الأسد

    ·منذ 11 سنة 3 أسابيع
    ومجازر الأدالية المتوحشين بحق أهل الفوعة الأبراياء الشرفاء مانها طائفيي ؟!!!
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات