أسد بلا رأس وثورة بسبعة أرواح!

أسد بلا رأس وثورة بسبعة أرواح!
في سبتمبر عام 1945 في كولورادو بالولايات المتحدة الامريكية ذبح أحد أصحاب المزارع ويدعي (لويد اولسن) ديكاً في المزرعة اسمه مايك. لكن الذي أذهل الجميع أن (مايك لم يمت) لأن الفأس أبقى على جزء كبير من المخ الذي تكفل بالإبقاء علي حياة مايك. أصبح مايك الديك حديث الصحف ورمزا من أحد أشهر معالم مدينته إضافة إلى أنه طاف كل الولايات في عروض وصفقات كبيرة. كان مايك يجني 4500 دولار أمريكي شهريا (مايعادل 50000 دولار بقيمة اليوم) وكان يقدر ثمنه ب 10000 دولار أمريكي وقد جاء نجاحه كله، نتيجة أنه لم يعش أي من الديكة مقطوع الرأس مثله أكثر من يومين. بقيّ مارك يتغذى عن طريق قطارة تضع له الطعام و الماء في رقبته وكان ديكاً سميناً لدرجة أن أحد معارف الأسرة قال عنه: (مايك ديك لا يدرك أنه مقطوع الرأس)!

 الديك بالأسد يُذكر!

هذه العبارة تحديدا أعادتني من قن الدجاج في كولورادو الأمريكية إلى قصر الشعب بقِمَمْ قاسيون جبل دمشق الشهير... هناك حيث يسكن من لا يدري أنه يعيش اليوم مقطوع الرأس ومن لا يدرك الخطة التي تحاك ضده في مطبخ البيت (الأبيض) الذي حماه وأطعمه ورعاه منذ أن كان كتكوتاً صغيراً، عندما جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت لتبارك تنصيبه وريثاً... وبأن الإدارة الأمريكية تعمل بعقلية استثمارية تشبه عقلية المزارع الأميركي, فالقطارة الأمريكية الصنع تمسكها يد روسية إيرانية تضعف مع مرور الأيام، وتقدم الثوار، بالإضافة إلى كونه استثماراً ممتازاً، وورقة ضغط على الجميع من بينهم الحلفاء والأصدقاء. على عكس الثورة تماما التي لم تستطع كل استخبارات العالم معرفة رأسها والوصول إليه لقطعه، حتى لتبدو كأنها بسبعة أرواح لا تموت بانتهاء مجلس أو تفكك ائتلاف أو استشهاد قائد عسكري. ولأنها ثورة تمثل كل سوري حرّ, منتشرة بشكل أفقي على مساحة سوريا وبشكل عامودي بين أطياف شعبها لم يستطيع أحد إدعاء تمثيلها وحده والتكلم باسمها بشكل مطلق ولم تهدأ بعد أن دخلت عامها الثالث رغم خذلان الجميع لها.

 خاتمة الأحزان

عاش مايك، الديك الأعجوبة، بعد تلك الحادثة لسنة ونصف برقبة بدون رأس، يتناول طعامه وشرابه بواسطة القطارة برعاية سيده وجزّاره. وفي ليلة من الليالي نسي اولسن قطارة مايك في عرض الليلة السابقة فحدث أن امتلأت رقبته بلعابه ولم يستطيعوا تفريغها فاختنق ومات. ربما يبدو كلامي هذا غريباً على العقلية النمطية لكن الحقيقة تقول: "الآخرة يا فاخرة".

التعليقات (3)

    ابن العرب

    ·منذ 11 سنة شهر
    الله محييك على هالعنوان والقصة كتير حلوة ومعبرة لما فيها من يسير المضحك المبكي لثورتنا

    ابو هشام

    ·منذ 11 سنة شهر
    اميركا عم يبيعووو و يشترووو فينا و معارضتنا الغبية عم تتقاتل بلا حيا.... مقالة بمعنى و مضمون

    ابو خالد

    ·منذ 11 سنة شهر
    مقال رائع .بس المقال يلي قبلو ما كان بنفس المستوى (مقابلة ميشيل كيلو)
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات