الديك بالأسد يُذكر!
هذه العبارة تحديدا أعادتني من قن الدجاج في كولورادو الأمريكية إلى قصر الشعب بقِمَمْ قاسيون جبل دمشق الشهير... هناك حيث يسكن من لا يدري أنه يعيش اليوم مقطوع الرأس ومن لا يدرك الخطة التي تحاك ضده في مطبخ البيت (الأبيض) الذي حماه وأطعمه ورعاه منذ أن كان كتكوتاً صغيراً، عندما جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت لتبارك تنصيبه وريثاً... وبأن الإدارة الأمريكية تعمل بعقلية استثمارية تشبه عقلية المزارع الأميركي, فالقطارة الأمريكية الصنع تمسكها يد روسية إيرانية تضعف مع مرور الأيام، وتقدم الثوار، بالإضافة إلى كونه استثماراً ممتازاً، وورقة ضغط على الجميع من بينهم الحلفاء والأصدقاء. على عكس الثورة تماما التي لم تستطع كل استخبارات العالم معرفة رأسها والوصول إليه لقطعه، حتى لتبدو كأنها بسبعة أرواح لا تموت بانتهاء مجلس أو تفكك ائتلاف أو استشهاد قائد عسكري. ولأنها ثورة تمثل كل سوري حرّ, منتشرة بشكل أفقي على مساحة سوريا وبشكل عامودي بين أطياف شعبها لم يستطيع أحد إدعاء تمثيلها وحده والتكلم باسمها بشكل مطلق ولم تهدأ بعد أن دخلت عامها الثالث رغم خذلان الجميع لها.
خاتمة الأحزان
عاش مايك، الديك الأعجوبة، بعد تلك الحادثة لسنة ونصف برقبة بدون رأس، يتناول طعامه وشرابه بواسطة القطارة برعاية سيده وجزّاره. وفي ليلة من الليالي نسي اولسن قطارة مايك في عرض الليلة السابقة فحدث أن امتلأت رقبته بلعابه ولم يستطيعوا تفريغها فاختنق ومات. ربما يبدو كلامي هذا غريباً على العقلية النمطية لكن الحقيقة تقول: "الآخرة يا فاخرة".
التعليقات (3)