بهذه التعليقات الساخرة ومثلها الكثير قابل السوريون بيان مجلس الإفتاء السوري الذي دعا إلى الالتحاق بصفوف "الجيش العربي السوري" وعدَّ ذلك فرض عين على كل سوري ومسلم قادرعلى الجهاد .. إلا أن الفضائية السورية – لسان حال النظام الأسدي- أكدت أن الموضوع ليس من قبيل المزاح أو الاستعراض ، فالتقت الشيخ أحمد حسون رئيس مجلس الإفتاء مفتي الجمهورية ليؤكد إعلان الجهاد ، وأتبعت اللقاء بنشيد ما كان السوريون ليحلموا بأنه يُذاع على محطتهم الوطنية ، فهو إلى عهد قريب جدا مرتبطٌ عند النظام بالجهاديين التكفيريين ومجرد سماعه كان كافياً لتغييب إنسان سنين غير معدودة في أقبية المخابرات بتهمة الإرهاب .. نعم ..على الفضائية السورية أنشودة " سنخوض معاركنا معهم " للمنشد أبو عبد الملك !..
جهاد علماني !!
لم ينسَ السوريون ولا العالم كلام رئيس النظام بشار الأسد الذي وجهه للعالم "الحر" مؤكداً فيه أن سوريا تحت قيادته هي معقل العلمانية الأخير في المنطقة ، مرسلاً وقتها رسائل طمأنة وتهديد في آنٍ معاً لكل من يتخوف من قيام دولة إسلامية "جهادية" ،وقد دعم موقفه بخطوة الخارجية الأميركية التي وضعت "جبهة النصرة" المقاتلة في صفوف المعارضة السورية على لائحة الإرهاب . إلا أن النظام لما أفلس من نصرة علمانييه لجأ إلى آخر ما يمكن اللجوء إليه ولم يدرك أنه جاء متأخراً جداً ، فشيوخه لم يعودوا أئمة السوريين وإنما شيوخ المخابرات وما تبقى من مؤيديه ليس إلا .. وحتى هؤلاء اكتفوا بمناصرته من وراء شاشات الحواسيب إذ أن تكلفة المواجهات أصبحت أكبر من أن يستطيعوا معها صبرا .. فالذي لم تستطع أن تأتي به مخابرات الجيش والشرطة العسكرية لأداء "خدمة العلم الإلزامية" ،لن تكفي خطبة الشيخ البوطي – الذي حض في خطبة الجمعة الفائتة على الالتحاق بصفوف الجيش وتمنى لو أنه يستطيع القتال في صفوفه – لن تكفي أبداً لإقناع ذلك الهارب من جحيم الموت وهو يرى أبناء القرى والبلدات المؤيدة يأتون في توابيت مغلقة زُرافاتٍ ووِحدانا .. فحتى أبناء القرداحة تخلفوا !..
العميد أحمد رحال : أبناء القرداحة يفرون من الخدمة !..
العميد البحري المنشق عن النظام أحمد رحال يؤكد أن حالة التمرد على الجندية والموت اليومي وصلت معقل رأس النظام وعاصمة طائفته " القرداحة " .. ويروي " أن مجموعة من عناصر الشرطة العسكرية وبأعداد كبيرة توجهت لمنطقة القرداحة والقرى العلوية المحيطة بها من أجل تبليغ حوالي ( 2500 ) شاب علوي متخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياط وجوبه الأمر بمعارضة الأهالي خوفاً على أبنائهم من القتل .. وحدثت بعض المناوشات مما اضطر فروع الأمن باللاذقية للتدخل وحصلت أيضاً بعض الاشتباكات مما دفع المشايخ للتدخل وتم استدعاء مجلس مشايخ الطائفة حتى مشايخ طرطوس ( الداعمين لبشار بعكس مشايخ اللاذقية العلويين ) ووقعوا عريضة يطالبون بشار الأسد بعدم طلب شباب الساحل العلويين للخدمة ".. ويضيف العميد رحال موضحاً على لسان مشايخ علويين "إن أراد الحفاظ على كرسيه فعليه أن يصمد في دمشق والاعتماد على شباب الطائفة السنية فقط لأن الطائفة العلوية قد أشبعت من القتلى فداء لكرسي بشار .. وأرسلت الرسالة لبشار وهنا تدخل مفتي النظام قبحه الله وأصدر الفتوى اللاشرعية بدعوة الشباب للالتحاق بالجيش الأسدي"..
الداعية القرني : حسون عالمُ سوءٍ دجال ..
الشيخ الداعية عائض القرني قال في تصريحات متلفزة رداً على الفتوى : "حسون كذاب أشر ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) .. العالم بأسره يشهد أن هذا النظام خرج عن قيم الشهامة والمروءة والإنسانية .. وحسون عالم سوء .. وهل هذا الشيخ الذي يطبع قبلة على جبين نجاد الذي عقيدته تقتضي أن يسب أبا بكر وعمر ويقذف عائشة .. هل يمكن أن تؤخذ منه فتوى للجهاد ؟!! وما هو إلا شريك لبشار في القتل".. وطلب الشيخ من الثوار "أن يقودوا عالم السوء هذا إلى محكمة عادلة بعد انتصار الثورة لينال جزاءه العادل" .. ودعا الشيخ القرني دول العالم عامة ودول الخليج خاصة لدعم الشعب السوري الثائر بالسلاح وإغاثته إنسانياً بكل الأشكال المتاحة والوقوف معه ضد المد الشيعي الإيراني .. وطالب الداعية القرني هيئات العلماء في الأزهر والسعودية وروابط المسلمين أن يقولوا قول الحق إزاء القضية السورية ولا ينشغلوا بالفتاوى الفرعية .. داعياً الشباب السوري في الخارج إلى الالتحاق بصفوف الجيش الحر في الداخل لحماية الأرض والعرض .. وأخيرا تساءل الشيخ القرني : كيف يأتي مفتي دجال ( حسون ) بعباءة النظام ويتصدى لهكذا إفتاء وهو يرى مقاتلي "حزب اللات " يبقرون بطون النساء في سوريا وهم يهتفون: يا لثارات الحسين !..
التعليقات (12)