كيف تصبح إسلاميا في خمسة أيام؟!

كيف تصبح إسلاميا في خمسة أيام؟!
" حيا على الجهاد ... حيا على الجهاد “

فجأة ومن دون سابق إنذار عم النداء أرجاء حمص المدينة.. فاخترق مكبر الصوت الأسماع حتى وصل للريف القريب واستمر يتردد طوال الليل! حالة من الرعب والاندهاش سادت تلك الليلة الطويلة في اعتصام الساعة الشهير في حمص, الغريب وقتها أن أصوات الرصاص كانت كثيفة ورغم ذلك لم ينقطع صوت منادي الجهاد الذي ظهر فجأة وكأنه هبط (بالباراشوت) ليحث المسلمين على قتال الأعداء, والجهاد في سبيل اجتثاثهم!

صراحة استغربت كثيرا يومها من ذلك الشيخ المختل عقليا وكيف سنهب للجهاد؟ و نحن المعتصمون في الساحة نكوّن ذلك الجزء من المواطنين الذي كان مجرد حمل (الموس الكباس) أو السكين خارج حدود المطبخ.. يذهب بهم بحكم ستة أشهرعرفي في غياهب السجون؟! بل كيف – حتى إذا قررنا أن ننسى هذا كله- أن نقف بوجه شبيحة مدججين بما لذ وطاب من الروسيات والكلاشنكوفات والأسلحة التي يمكن أن تحيل الساحة بلحظات إلى ساحة حمراء.

في اليوم التالي وبعد فض بكارة الاعتصام بالقوة، وبعد أن جوبهت المطالب السلمية التي كان يحلم بها الشعب البسيط بأساليب لا تشبهها... علمنا أن سيارة الأمن الجهادية كانت تدخل أحياء حمص المختلطة والأحياء التي يسكنها أغلبية مسيحية وعلوية لبث الخوف والفرقة بين أطياف الشعب السوري وليمارس النظام لعبته التاريخية الوضيعة (فرق تسد) والتي مازال يظن أنه يمكن تكرارها بسيناريو وشائعات الثمانينات نفسها وما تلاها .. وكأننا نعيش عصر الترانستور والشلستون والقناة التلفزيونية الواحدة!

ما أعادني لقصة الإعتصام اليوم بعض من يمارس لعبة النظام نفسها ويحاول زرع مصطلح غريب على السوريين هو مصطلح (إسلامي) ذلك المصطلح الذي وصف به صديقنا كتهمة في إحدى الجلسات الخاصة صديقه الملتحي لأنه كان يدافع عن من ينادي بـ (لا إله إلا الله) و كأن الإسلام هبط علينا فجأة بعد أن قرأنا كتاباً، أو سمعنا خطبة تلفزيونية، أو قرأنا بوستاً على الفيسبوك... ولم يتجذر منذ أكثر من أربعة عشر قرناً في أرضنا وحياتنا وثقافتنا، وليس كذلك فحسب، بل إن أكبر دولة شهدها التاريخ الإسلامي والتي امتدت من غرب الصين إلى حدود فرنسا انطلقت جيوشها من دمشق وكانت تحكم من دمشق!

الإسلام غير متربط بحزب أو جبهة أو هيئة, الإسلام أمة عظيمة تضم أكثر من مليار مسلم لا تستطيع أكبر قوى الشر في العالم معاداتهم (علنا على الأقل).. لكنها للأسف تواجه أعداءها من الداخل، أعداء يجهلون ماذا يعتنق مجمتعهم ولماذا؟ فيصرون أن يجعلوا منه تهمة بدل أن تكون انتماء وثقافة!

التعليقات (4)

    حومصي عتيق

    ·منذ 11 سنة شهرين
    فعلاً .. الناس بدأت تنجر إلى مهاترات سخيفة منحرفين عن الهدف الأسمى وهو إسقاط النظام ومحاكمة الطاغية بشار إبن أنيسة.. والعلمانيون الجدد يتخوفون من أن تكون المحاكمة على الطريقة الإسلامية !! ههه أود لفت نظر الكاتب إلى حادثة مهمة في اعتصام الساعة الشهير و(الشهيد) أيضاً .. حيث تمكن المعتصمون من اكتشاف شبيح علوي من حي عكرمة كان مندساً بين المعتصمين ويتنكر بلباس إمام مسجد .. ويبث شعارات طائفية معادية للعلويين .. وقد نشروا حينها اسمه الحقيقي وهويته مع الفيديو .. كي لا ننسى سفاهة حي عكرمة الوضيع .

    ابو هشام

    ·منذ 11 سنة شهرين
    المشكلة الحقيقية ان بعض المسلمون لم يفهموا الى اليوم عظمة الإسلام و معنى الأية الكريمة ( إنا أرسلناك رحمة للعالمين ) ...... صدق الله العظيم

    بهجت الكيلاني

    ·منذ 11 سنة شهرين
    أستاذ همام بحيي قلمك الأصيل ليش الحماصنة ما بيكتبوا عن وساخات حي عكرمة والنزهة مثل ما أبناء الشام بيكتبوا عن عش الورور والمزة 86 ومساكن الحرس؟ لإيمتى هالطيبة الزايدة وحمص عم تنسرق منكن؟ صحيح المقال ما بحرر أرض محتلة بس بيغرس وعي

    همام البني

    ·منذ 11 سنة شهرين
    تحياتي صديقي العزيز بهجت للفاروق عمر جملة و لا أجمل يقول فيها " اميتوا الباطل بعدم ذكره " الثورة تبني الأخلاق و بنفس الوقت تهدم الخبائث ..... من لم يستطع على مدى 50 سنة و هو بأفضل حالاته التأقلم مع طيبة أهل حمص الذين لم يكونوا يوما طائفيين و لن يكونوا كيف سيستمر بالعيش معهم بعد أن قتلوا اولادهم و دمروا منازلهم و جعلوا من أرزاقهم سوقا للسنة تباع فيها كل القيم الإنسانية ؟!! نعوذ بالله من الخبث و الخبائث ...... وكل إناء بالذي فيه ينضح.
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات