تربية حلب تعاقب 2100 معلم بقطع رواتبهم وتكافئ المخبرين

تستعيد الحياة عافيتها شيئاً فشيئاً في المناطق المحررة بريف حلب , رغم الدمار والقصف المستمر ورغم عدم توفر أية مقومات لذلك , سوى إرادة شعبية لا تنكسر , وشباب سوري يصر على زرع بذور الحياة في تربة أصبحت مكوناتها الأنقاض , وفي وطن يحاول نظام الأسد أن يجعله يباباً .

مدارس ريف حلب الشمالي كما مدارس الكثير من المناطق السورية , معظمها تم تدميره بالقصف وأغلق بسبب استمرار تدفق القذائف وصواريخ الراجمات ومؤخراً الــ سكود , إلا أن ثلة من المعلمين الشباب الذين نذروا أنفسهم لبلدهم ولأبنائه أبوا إلا أن يستمروا في متابعة العملية التعليمية في معظم قرى وبلدات ومدن ريف حلب , تم افتتاح المدارس وإعادة تاهيلها ببعض الإمكانات البسيطة , وتمت دعوة الأهالي لإرسال أبنائهم إلى المدارس من خلال الجوامع والجولات الاجتماعية التي أجراها المعلمون المناضلون أولئك.

قامت مديرية التربية بحلب مؤخراً بإيقاف رواتب هؤلاء المعلمين الذين أصروا على افتتاح المدارس وتعليم التلاميذ , والسبب في ذلك يعود إلى أنهم قاموا باقتتاح المدارس التي أغلقها النظام وأصلحوا ما دمر منها , دون العودة إلى مديرية التربية بحلب , فاعتبروا خارجين عن القانون (الأسدي) وعوقبوا بإيقاف رواتبهم التي كانوا يقبضونها في الفترة التي أغلقت فيها المدارس إغلاقاً تاماً , والجدير بالذكر هنا أن المعلمين الذين لم يتدخلوا لا من قريب ولا من بعيد بهذا الموضوع ووقفوا موقف المتفرج بل ورفضوا أن يقوموا بمتابعة تعليم أبناء بلداتهم وقراهم , مازالوا يقبضون أجورهم كاملة .

وحسب المعلم محمد.ق : فإن أكثر من ألفين ومئة معلم في ريف حلب تم إيقاف رواتبهم , لأنهم مازالوا يمارسون مهنة التعليم داخل المدارس الحكومية التي أغلقت بقرارات رسمية , يقول محمد : "تم إغلاق المدارس بحجة الحفاظ على سلامة الطلاب , ألم يكن الأجدر بمن تهمه سلامة الطلاب أن يتوقف عن قصفهم اليومي , وعن جرائمه ضد الطفولة في سورية , إتهم يكذبون والهدف من وراء إغلاق المدارس هو الإبقاء على الفكر الذي تم زرعه بعقول طلابنا , يخشون من عملية تربوية تعليمية حقيقية كما يخشون من فكر حر بدأ يبزغ في عقول الجيل الجديد , جيل الحرية والكرامة".

أحد المعلمين ويدعي حسن.ش قال لـ أورينت نت : "نحن لم نقم بافتتاح المدارس ومتابعة العملية التعليمية لأجل راتب نحصل عليه , بل قمنا بذلك حرصاً على تلاميذنا من الانقطاع الطويل الذي يسبب فقدان ما اكتسب من معلومات سابقة , ثم إن الطلاب وأهاليهم يقصفون بشكل مستمر سواء في المدارس أو في المنازل , ولو كنا نستطيع تحديد زمن تنتهي فيه هذه الجرائم بحق الشعب السوري العظيم لانتظرنا ولكن قد يطول هذا الوضع خصوصاً في ظل التخاذل العربي والدولي الذي نشهده , لذا لا بد لنا من مواصلة التعليم بل وغيره من نشاطات الحياة الاعتيادية والطبيعية , سنعيش وسنستمر رغماً عنهم , ولن تثنينا صواريخهم عن متابعة شؤوننا الحياتية والمعيشية بكافة أشكالها" .

وفي سؤال عن توفر بديل مادي لهؤلاء المعلمين المناضلين , قال عبد الله.ك وهو مدير إحدى المدارس لــ أورينت نت:

"تدرس حالياً فكرة تأمين رواتب للمعلمين الذين حرموا من حقوقهم , وتعد بعض مجالس الإدارة المحلية والمدنية أن تخصص جزء من وارداتها لهذا الموضوع , كما أعلن الكثير من الأهالي ميسوري الحال أنهم سيقدمون المساعدة في ذلك , وأعتقد أن هذه المشكلة ستحل خلال أيام , لقد قام المواطنون في ريف حلب الشمالي بإدارة بلداتهم ومدنهم في مختلف الأصعدة منها الصحية والاجتماعية والإغاثية ولن يعجزوا عن أمر كهذا , فالمؤسسة التعليمية من أهم المؤسسات التي تستحق أن تدعم من قبل الجميع" .

هذا وقد أصدر المكتب التعليمي في مدينة عندان والتي تعتبر من أنجح مدن الريف الشمالي على صعيد الإدارة المحلية والمدنية بياناً بخصوص ذلك جاء فيه:

نحن رئيس وأعضاء المكتب التعليمي في مدينة عندان ومعنا معظم المعلمين الشرفاء في هذه المدينة الصامدة خصوصاً وكافة أرجاء سورية عموما.

نستنكر وبشدة قيام مديرية التربية التابعة للنظام الإجرامي الأسدي البائد بقطع رواتب أعداد كبيرة من المعلمين وصلت الى(2100)معلم ومدرس من حلب وريفها، منهم (7) معلمين من عندان الأبية التي عاهدت الأحرار بأنها لن تبيع القضية ، وكل ذنب هؤلاء المعلمين أنهم قاموا بافتتاح المدارس عندما أغلقها النظام وإصلاحها بعد أن قصفها ودمرها، وكان هؤلاء المعلمون من أوائل المعلمين في أداء واجبهم ورسالتهم في زمن تقاعس فيه البعض، فبدل الشكر والمكافأة تقطع رواتبهم ويحاربوا في لقمة عيش أبنائهم.

لكننا نقول لوزير التربية الساقط باذن الله إنك زائل مع زوال هذا النظام إن شاء الله، وإنّ رزقنا على الله وحده، وافعلوا ما شئتم فإنكم راحلون ، ونحن سوف نبقى هنا في عندان الأبية مستمرون في أداء رسالتنا التربوية في بناء جيل المستقبل جيل الحرية والكرامة والعدالة وماضون في ثورتنا ثورة الحرية والكرامة، ولن يثنينا عن ثوابتنا وأهدافنا تهديد أو وعيد أو إجرام.

عاشت سورية حرّة أبية والنصر لثورتنا المباركة ..