لبنان.. اللواء عباس إبراهيم يُكذّب نفسه بشأن اعتقال معارضين سوريين

لبنان.. اللواء عباس إبراهيم يُكذّب نفسه بشأن اعتقال معارضين سوريين

في تناقض واضح، زعم مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء "عباس إبراهيم" أنه لم يقم مطلقاً بتسليم أي معارض سوري موجود في البلاد لميليشيا أسد، وإنما فقط من يتهمون بالإرهاب، بعد التعاون مع استخبارات أسد وميليشيا حزب الله التي أمدتهم بالأسماء والمعلومات عن الشخصيات المطلوبة.

وفي لقاء مصور له نشر على موقع "المجلة" كشف اللواء "عباس"، أن الأمن العام الذي كان تحت قيادته منذ عام 2011 ولغاية آذار العام الحالي، ودون تعين بديل حتى الآن، واصل التنسيق على أعلى مستوى مع أجهزة أسد الأمنية واستخباراته، مدعياً أن تلك الخطوة هدفت لإلقاء القبض على من سماهم "إرهابيين" سواء كانوا في سوريا أو لبنان (في إشارة لثوار والمعارضين لحكم ميليشيا أسد) . 

وحاول رئيس الأمن العام اللبناني  النقرب من ميليشيا حزب الله، بتصريحه الأخير، أن ينفي عنه تهمة تسليم معارضين ومطلوبين للخدمة العسكرية في سوريا لميليشيا أسد، والتي كانت العديد من المنظمات الحقوقية والناشطين قد وثقوها في تقاريرهم بالأسماء والتواريخ والصور، ما جعله يناقض نفسه ويحاول الالتفاف على تلك التقارير بالقول إن أولئك المعتقلين كانوا يخططون لعمليات إرهابية بالمنطقة.

 

وتلك الحجة هي التي اعتاد "بشار أسد" وميليشياته نعت كل من يعارضهم أو يخرج على حكمهم، بها، ولو كان امرأة أو طفلاً أو رجلاً مسناً أو حتى عاجزاً معاقاً جسدياً، فالكل سواء والجميع إرهابي، كما حدث عندما هاجم الغوطة الشرقية عام 2013 بالغاز الكيماوي واصفاً مئات القتلى الأبرياء بالإرهابيين.

وتابع اللواء اللبناني حديثه بالقول: إن التنسيق مع استخبارات أسد وإلقاء القبض على من سماهم الإرهابيين (معارضي أسد) أمر يدعو للفخر، وإذا كانت المنظمات تعتقد أن هؤلاء معارضون فأنا لا أشاركهم هذا الرأي أبداً وفق زعمه، مضيفاً أن الكثير من المعلومات المهمة والحساسة حول عدد من العمليات "الإرهابية" في الداخل اللبناني كان مصدرها حزب الله.

وأردف عباس أن ميليشيا الحزب لم تنسق مع أحد على مستوى الدولة عندما قررت التدخل في سوريا، لكنه في الوقت نفسه أكد أن أغلب المعلومات الاستخباراتية يأخذها بالتنسيق معها (وعلى رأسها بالطبع مسألة معارضي أسد الموجودين بلبنان)، ملمحاً إلى أن سياسة حزب الله صحيحة وذلك لأنهم يؤمنون بأن "أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم والقتال خارج أرض المقاومة".

 

ولتبرير موقفه من عمليات الاعتقال زعم "عباس" أن هناك تحدياً دائماً، حيث قال منذ اللحظة الأولى إن هؤلاء النازحين القادمين من سوريا ربما يكون البعض قد استغل نزوحهم ليخترق الأمن اللبناني، وينفذ أجندات خاصة بالمتطرفين داخل البلاد حسب تعبيره. 

لكن وبحسب مجريات الأحداث التي كشفتها صحف الأخبار والمنظمات الحقوقية فقد وضح أن أغلب اللاجئين السوريين الذين تم القبض عليهم واعتقالهم ومن ثم تسليمهم لميليشيا أسد هم من المدنيين أصحاب العائلات المعارضة أو التي قصفت ميليشيا أسد بيوتهم وطاردت أبناءهم.

 

وقبل شهر أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن لبنان رحّل آلاف السوريين ومن بينهم أطفال، بحجة عدم وجود وضع قانوني لهم، مشيرة إلى أن اللاجئين يعيشون في خوف دائم من إمكانية اعتقالهم وإعادتهم لميليشيا أسد.

وأكدت المنظمة الدولية بحسب مصادرها أنه منذ نيسان العام الحالي نُفّذ أكثر من 100 مداهمة و2200 اعتقال و1800 عملية ترحيل للاجئين السوريين واصفة موجة الترحيل في 2023 بأنها الأشد خطورة، وذلك حيث لم يمنح الجيش المرحّلين فرصة الاعتراض وتجاهل مناشداتهم التي أوضحوا فيها أنهم مسجلون كلاجئين لدى المفوضية السامية ويخشون إعادتهم إلى سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات