مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ40، عاودت وسائل إعلام عربية وعالمية نشر تحقيق حول ما يعرف بـ"بنك الجلد" الإسرائيلي، والذي يضم وفق عدة تقارير نحو 170 متراً مربعاً من الجلود البشرية، انتزعتها إسرائيل من جلود القتلى الفلسطينيين والمهاجرين والعمال الأجانب.
ونشر موقع nextstepmalaysia الماليزي، تحقيقاً أثار جدلاً واسعاً حول العالم، كانت قد عرضته القناة العاشرة الإسرائيلية، حول البنك الذي يعتبر الأكبر في العالم.
وكشفت مديرة بنك الجلد الإسرائيلي في التحقيق أن احتياطي إسرائيل من "الجلد البشري" وصل إلى 170 متراً مربعاً في ذلك الوقت، وهو رقم كبير نسبةً إلى عدد الإسرائيليين المتبرعين وسنة إنشائه.
مباركة الحاخامات
وتضمن التحقيق اعترافات من قبل مسؤولين إسرائيليين حول أخذ جلود من جثامين القتلى الفلسطينيين الموجودة فيما يعرف بمقابر الأرقام وفق الأناضول، لاستخدامها في علاج حروق الإسرائيليين خاصة الجنود كون البنك يتبع للجيش الإسرائيلي بشكل مباشر.
وتخزن عينات من جلود القتلى والموتى، حيث يتم استخدامها في عمليات ترقيع أو زراعة الجلد، وذلك بعدما أفتى مجلس من الحاخامات اليهود بشرعية تلك العملية.
وترجع فكرة إنشاء البنك إلى العام 1973 عقب حرب أكتوبر/تشرين الأول، إذ قررت إسرائيل آنذاك تأمين علاج الحروق لجنودها عبر استحداث فكرة البنك، إلا أنه لم يتم إنشاؤه حتى عام 1985، بسبب وجود خلافات إسرائيلية حول أحقية المشروع من الناحية الدينية، ليقوم مجلس الحاخامات الرئيسي بمباركته.
جلود الفلسطينيين
ولعب البنك خلال الانتفاضتين الأولى والثانية دوراً كبيراً في إنقاذ المستوطنين وجنود الجيش الإسرائيلي الذين أُصيبوا بحروقٍ، ليتفوق من حيث قدراته على بنك الجلد الأمريكي الذي أُنشئ قبله بـ40 سنة.
وكان الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب قال في تقرير سابق في موقع "العربي الجديد" إن سرقة أعضاء من جثامين فلسطينية ليست مجرد شكوك، مضيفاً أنه "حتى الإعلام الإسرائيلي يقرّ بأنها عملية انتزاع من دون معرفة ذوي الشهداء".
وتحتفظ إسرائيل باحتياطي من الجلد البشري يعادل 170 متراً مربعاً، لكن وفق رواية أبو عرقوب الذي أكد أن الرقم لا يُعتبر منطقياً، نسبةً إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة الثالثة في رفض سكانها التبرع بالأعضاء، وهذا مردّه إلى معتقدات دينية يهودية، وبالتالي تلجأ لجثامين الفلسطينيين.
View this post on Instagram
سرقة أعضاء
من جانبها، كانت البروفيسورة الإسرائيلية مئيرة فايس قد كشفت عن سرقة أعضاء من جثامين القتلى الفلسطينيين من أجل زرعها في أجساد المرضى الإسرائيليين، واستعمالها في كليات الطب العبرية لإجراء الأبحاث عليها.
كما أوردت بعض الحقائق حول التمييز في التعامل بين جثامين الإسرائيليين والفلسطينيين داخل معهد أبو كبير للطب الشرعي، حيث يُمنع استئصال أعضاء من الجثامين الإسرائيلية ويُسمح باستئصالها فقط من الفلسطينيين، بهدف تخزينها والاستفادة منها للمرضى الإسرائيليين.
وأكدت فايس أن معهد الطب العدلي الإسرائيلي -الذي عملت فيه سابقاً- يزود بنك الجلد الإسرائيلي بأعضاء بشرية، مشيرةً إلى أنه في فترات محددة تم أخذ أعضاء من الفلسطينيين، ثم المهاجرين الجدد، والعمال الأجانب.
وتحتجز إسرائيل أكثر من 370 شهيداً فلسطينياً -من بينهم أطفال- في ثلاجات أو مقابر تحمل أرقاماً منذ عام 2015. ولم يكشف منها إلا القليل، في انتهاك للقيم الإنسانية والقوانين الدولية.
ولليوم الـ40، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و320 قتيلاً فلسطينياً، بينهم 4650 طفلاً و3145 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و200 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الثلاثاء.
التعليقات (0)