أفادت وسائل إعلام قبرصية بأن عام 2023 شهد وصول أكبر نسبة من اللاجئين السوريين إلى قبرص مقارنة بالعامين السابقين، في وقت تواصل السلطات الضغط على أوروبا لإعادة تقييم الوضع الأمني في سوريا، بهدف إعادة المهاجرين السوريين.
ارتفاع عدد السوريين الواصلين إلى قبرص
وذكر موقع "philenews" القبرصي في تقرير أنه خلال هذا العام وصل عدد كبير جداً من اللاجئين السوريين إلى قبرص، حيث إن واحداً من كل اثنين من اللاجئين سوري، في حين كانت النسبة في العام الماضي واحداً من كل 4 لاجئين.
وبحسب بيانات دائرة الأجانب والهجرة التابعة للشرطة القبرصية، فإن السوريين الذين وصلوا إلى قبرص في العام الماضي شكلوا 23 بالمئة من إجمالي المهاجرين، بينما وصلوا هذا العام إلى 53 بالمئة.
وقال نائب رئيس دائرة الهجرة بيتروس زينيو، إن حوالي 12 ألف سوري قدِموا إلى قبرص في السنوات الثلاث الماضية، حيث وصل في عام 2022 وصل 4004 سوريين من إجمالي 17,434 وافداً.
ومنذ بداية عام 2023 وحتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، وصل 9183 مهاجراً إلى قبرص، منهم 4875 سورياً، كما وصل نحو 3 آلاف سوري في عام 2021، بحسب زينيو.
وأوضح أن السوريين على عكس غيرهم من المهاجرين غير الشرعيين، يعيشون الآن في قبرص بشكل دائم بعد منحهم وضع الحماية المؤقتة وهم نشطون اقتصادياً، ويعملون على تطوير مجتمعهم.
إعادة تقييم وضبط الحدود
وتخلق هذه الأرقام بيانات جديدة للجهات المختصة، حيث سيتعيّن عليها إدارة الهجرة بشكل مختلف، نظراً لعدم قدرتها على إعادة السوريين إلى وطنهم بسبب الوضع في سوريا.
وتطالب السلطات القبرصية من المفوضية الأوروبية تقييم المناطق السورية من أجل رفض طلبات لجوء بعض السورييين القادمين من تلك المناطق.
ووفقاً لوزير الداخلية القبرص كونستانتينوس إيوانو، تضاعفت مؤخراً أعداد اللاجئين الوافدين من سوريا ولبنان، وهي حقيقة تعزى إلى النزاع في الشرق الأوسط.
وقال إيوانو إنه نتيجة للزيادة الكبيرة، لا تستطيع جمهورية قبرص خدمة الأشخاص المحتاجين حقاً، لافتاً إلى أن بلاده طلبت من المفوضية الأوروبية إعادة تقييم الوضع فيما يتعلق بالمستويات الأمنية في سوريا.
وذكر أنه في حالة اعتبار بعض المناطق في الدولة المجاورة آمنة، فسيتم فتح الطريق لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى سوريا.
وأكد إيوانو أن بلاده ستطلب من بروكسل أن تقوم الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) بدور نشط في حراسة الحدود، في محاولة للحد من المهاجرين غير الشرعيين عن طريق البحر من سوريا ولبنان.
إعادة اللاجئين السوريين
وكانت قبرص طلبت رسمياً من الاتحاد الأوروبي تحديد مناطق آمنة في سوريا حتى تتمكن من إعادة المهاجرين السوريين، وذلك بعد أن طرح الوزير إيوانو هذه القضية على جدول الأعمال في الاجتماع غير الرسمي لوزراء الداخلية الذي عُقد في إسبانيا في تموز الماضي.
وتدفع قبرص نحو اعتبار سوريا بلداً آمناً بعد أن شهدت الجزيرة ارتفاعاً في أعداد المهاجرين الواصلين إليها بقوارب من لبنان وسوريا.
وبموجب تفاهم مع الحكومة اللبنانية، أعادت قبرص في آب الماضي 109 مهاجرين على دفعتين إلى لبنان، إلا أن بيروت رفضت استقبال الدفعة الثالثة.
وعلى ضوء ذلك، عبّرت مفوضية اللاجئين عن قلقها البالغ تجاه أولئك المهاجرين دون أن يتم فحص ملفاتهم لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى حماية قانونية وما إذا كان سيتم إعادتهم إلى سوريا.
التعليقات (0)