لا يزال الناشطون ووسائل الإعلام شمال سوريا يكشفون كل يوم أعمال النهب والسرقة واغتصاب الممتلكات الشخصية، التي تقوم بها بعض ميليشيات الجيش الوطني بمختلف فصائلها وفيالقها، ولا يزال الضحية الكبرى هم المدنيون الذين لا حول لهم ولا قوة تجاه العديد من العناصر الذين تجردوا من إنسانيتهم وامتهنوا أعمال التشبيح والابتزاز تجاه الأهالي.
فبعد سلبها بيتها، أوصت المسنّة السورية "ملك ايبو" 65 عاماً، بأن يطاف بها في منزلها بقرية "علي جارو" الواقعة بريف عفرين في حال وافاها الأجل، وذلك بمسعى منها أن يتحقق حلمها وتراه للمرة الأخيرة حتى وإن كانت جثة هامدة، في وقت لم تستطع فيه الاقتراب منه وهي على قيد الحياة بسبب استيلاء أحد قادة صقور الشمال عليه وطردها منه.
وذكر مراسلنا "مضر الخالد" أن المدعو (أسمر أبو العز) وهو عنصر أمني لدى قائد ميليشيا صقور الشمال التابعة للفيلق الثاني بالجيش الوطني، والمدعو (حسن الخيرية) قاما بالاستيلاء على منزل المسنّة "ملك" قبل عدة أعوام وطرداها منه ومنعاها من دخوله، مضيفاً أنهما لم يكتفيا بذلك بل سلباها أرضها ومُنعت من قطاف ثمار الزيتون المزروعة تحت تهديد السلاح.
وأشار "الخالد" إلى أن الواقعة الأخيرة تسببت بإصابة المسنة السورية بجلطة دماغية نقلت إثرها إلى أحد مشافي مدينة عفرين، حيث فارقت الحياة، لكنها أوصت قبل ذلك بأن يدخلوها منزلها ومن ثم تدفن، وقام أهالي القرية ووجهاء المنطقة بتنفيذ ذلك بالرغم من رفض المدعو "أسمر" الذي وقف يشاهد الجثمان المحمول على الأكتاف بحسب ما أظهره مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهتهم لفت ناشطون إلى أن مسؤولي الفصيل بالقرية رفضوا تسليم البيت للمرأة وكذلك أشجار الزيتون، فيما ذكر البعض أن "ملك" تلقت تهديداً مباشراً من المدعو "أسمر" قبل أيام بعد مطالبتها بالأرض والبيت ما جعل الأخير يهدد جميع المزارعين ويمنعهم من حصاد الزيتون في أرضهم، معلناً أن الميليشيا التابع لها هي من ستقوم بعملية القطاف في القرية.
وأوضحوا أن "أسمر" احتل بيت "ملك" منذ السيطرة على عفرين، ورفض إعادته لصاحبته منذ قدومها للمنطقة قبل عامين، لتسكن بدورها عند أخيها الموجود بالقرية نفسها، لكنها أصيبت في 25 من الشهر الماضي بجلطة ألجأتها لدخول المستشفى حيث قضت أيامها الأخيرة هناك على أمل العودة.
ومن الجدير ذكره أن المدعو "فهيم عيسى" قائد ما يسمى الفيلق الثاني الذي يتبع له (أسمر)، أصدر قبل أشهر قراراً منع فيه عناصره من تحصيل أي ضرائب على محصول الزيتون الذي يملكه الأهالي، كما أمرهم بعدم الاقتراب أو التعرض بسوء للمزارعين، الأمر الذي لم يطبق على أرض الواقع.
التعليقات (7)