نيويورك تايمز: 3 مخاطر و5 أخطاء لنتنياهو تهدد مستقبل إسرائيل

نيويورك تايمز: 3 مخاطر و5 أخطاء لنتنياهو تهدد مستقبل إسرائيل

حضرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها بقوة في الصحافة والتحليلات العالمية، وكان منها مقال للكاتب توماس فريدمان بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حيث كشف أن إسرائيل تواجه حالياً 3 مخاطر، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالأسوأ في تاريخ الدولة العبرية.

وقال فريدمان في مقاله الذي حمل عنوان "لم أذهب إلى إسرائيل هذه من قبل" إن "لدى إسرائيل أسوأ زعيم في تاريخها وربما في التاريخ اليهودي كله"، وهي العبارة التي استخدمها الكاتب خلال زيارته إلى تل أبيب.

ويضيف فريدمان أن من بين الخلاصات التي استنتجها هو أنه كلما أسرعت إسرائيل في الاستعاضة عن نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف بحكومة وحدة وطنية كانت الفرصة أفضل أمامها للتماسك في مواجهة ما ستكون حرباً جهنمية.

3 مخاطر

وأشار إلى أنه بعدما سافر حول إسرائيل والضفة الغربية، أدرك أن إسرائيل تواجه خطرًا حقيقيًا لم تواجهه منذ "النكبة" عام 1948. وذلك لثلاثة أسباب رئيسية:

أوّلاً، تواجه إسرائيل تهديدات من مجموعة أعداء يجمعون بين وجهات نظر ثيوقراطية آتية من العصور الوسطى، وبين أسلحة القرن الحادي والعشرين. وما عادوا منظّمين كمجموعات صغيرة من رجال الميليشيات، بل أصبحوا أقرب إلى جيوش حديثة تضمّ ألوية وكتائب وقدرات إلكترونية وصواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيّار ودعم فنّي. 

وقصد الكاتب حركة حماس والميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، حيث ظهروا "معاً مثل التنانين خلال هذا الصراع، وهو ما يهدّد إسرائيل بحرب شاملة في وقت واحد"، على حد تعبيره.

ويرى الكاتب أن تلك القوى لا تسعى إلى تسوية إقليمية مع الدولة اليهودية، إذ إن هدفهم هو انهيار ثقة الإسرائيليين في أن أجهزتهم الدفاعية والاستخباراتية غير قادرة على حمايتهم من الهجمات المفاجئة عبر حدودهم، لذلك سيبتعد الإسرائيليون أولاً عن المناطق الحدودية ثم سيخرجون من البلاد تماماً.

ثانياً: حلّ الدولتين

ويعتقد فريدمان أن الخطر الثاني هو أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن تصوّرها لكي تتمكّن إسرائيل من توليد الشرعية والموارد والوقت والحلفاء لخوض مثل هذه الحرب الصعبة مع هذا العدد الكبير من الأعداء هي أن يكون لديها شركاء لا يتزعزعون في الخارج، بقيادة الولايات المتحدة. 

وأضاف: "لقد حاول الرئيس بايدن، بشكل بطوليّ، مساعدة إسرائيل في تحقيق هدفها الفوري والمشروع المتمثّل في تفكيك نظام حماس الإرهابي في غزّة والذي يشكّل تهديداً لمستقبل إسرائيل بقدر ما يشكّل تهديداً للفلسطينيين الذين يتوقون إلى دولة كريمة لوطنهم في غزّة أو الضفة الغربية" على حد قوله.

لكنّ الرئيس بايدن لا يمكنه تقديم الدعم الذي تحتاجه إسرائيل بشكل مستدام إلا إذا كانت هي مستعدّة للانخراط في مبادرات دبلوماسية في زمن الحرب، تتوجّه إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، وربما في غزّة "ما بعد حماس"، تعلن فيها إسرائيل أنّها ستناقش "نوعاً ما" حلّ الدولتين، إذا تمكّن المسؤولون الفلسطينيون من توحيد بيتهم السياسي وتنظيمه.

ثالثاً: رحيل نتنياهو

ويقول الكاتب إن لدى إسرائيل أسوأ زعيم في تاريخها، وربّما في التاريخ اليهودي كلّه، وليس لديه الإرادة أو القدرة على إنتاج مثل هذه المبادرة.

وقال: "الأسوأ من ذلك أنّني مندهش من الدرجة التي يواصل بها ذلك الزعيم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وضع مصالحه في التمسّك بدعم قاعدته اليمينية المتطرّفة، وإلقاء اللوم بشكل استباقي على أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية في الحرب، قبل أن يلتفت إلى الحفاظ على التضامن الوطني أو القيام ببعض الأشياء الأساسية التي يحتاج إليها الرئيس بايدن من أجل تزويد إسرائيل بالموارد والحلفاء والوقت والشرعية التي تحتاج إليها لهزيمة حماس".

وأضاف: "لا يمكن لبايدن أن يساعد إسرائيل في بناء تحالف من الشركاء الأمريكيين والأوروبيين والعرب المعتدلين لهزيمة حماس إذا ظلّت رسالة نتنياهو إلى العالم: "ساعدونا على هزيمة حماس في غزّة، بينما نعمل على توسيع المستوطنات وضمّ الضفة الغربية وبناء دولة ذات سيادة يهودية هناك".

عودة الإسرائيليين

وتطرق الكاتب خلال زيارته لإسرائيل إلى فرار نحو 200 ألف إسرائيلي من بيوتهم، حيث لجؤوا إلى الأصدقاء أو إلى الفنادق، فيما لم يستغرق الأمر سوى بضعة أسابيع حتى بدأ الإسرائيليون برفع أسعار العقارات في البلدات الإسرائيلية المركزية الأكثر أماناً على ما يبدو، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف، جنباً إلى جنب مع حماس، نجحوا في تقليص حجم إسرائيل.

شعور عميق بالإهانة والذنب

وبيّن الكاتب أن الهجوم الذي وقع يوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,400 إسرائيلي، لم يؤدِّ فقط إلى تصلّب قلوب الإسرائيليين تجاه معاناة المدنيين في غزة. بل تسبّب بشعور عميق بالإهانة والذنب لدى الجيش الإسرائيلي ومؤسسة الدفاع، لفشلهما في مهمّتهما الأساسية المتمثّلة في حماية حدود البلاد.

نتيجة لذلك، هناك قناعة لدى الجيش بأنّه يجب عليهم أن يثبتوا للجيران بأكملهم، لميليشيا حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات في العراق، وحماس والمقاتلين الآخرين في الضفة الغربية، أنهّم لن يردعهم شيء لإعادة إرساء الأمن على حدودهم.

وبينما يصرّ الجيش على أنّه يلتزم قوانين الحرب، فهو يريد أن يُظهر أنّه لا يمكن لأحد أن يتفوّق على إسرائيل المجنونة، تمهيداً لطرد سكّانها، حتى لو كان على الجيش الإسرائيلي أن يتحدّى الولايات المتحدة، وحتى لو لم يكن لديهم أيّ خطة قوية لحكم غزّة في الصباح التالي للحرب.

تهديد نشط

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، للصحفيين يوم الأربعاء: "لا يمكن لإسرائيل أن تقبل مثل هذا التهديد النشط على حدودها. لقد تعرّضت فكرة الناس الذين يعيشون جنباً إلى جنب في الشرق الأوسط للخطر من قبل حماس".

وقد عاد هذا الصراع الآن إلى جذوره الكتابية والبدائية: "العينُ بالعين والسنُّ بالسنّ". لهذا أشعر بقلق شديد بشأن القيادة هنا اليوم. كنت أسافر في أنحاء الضفة الغربية يوم الثلاثاء عندما سمعت أنّ نتنياهو أخبر شبكة ABC News  للتوّ أنّ إسرائيل تخطّط للاحتفاظ "بالمسؤولية الأمنيّة الشاملة" في غزّة "لفترة غير محدّدة" بعد حربها مع حماس.

5 خطايا لنتنياهو

وذكر الكاتب أن نتنياهو ومتعصّبيه اليمينيين المتطرّفين ارتكبوا 5 خطايا من شأنها أن تهدد أمن ومستقبل إسرائيل، وهي: تقسيم البلاد والجيش حول الإصلاح القضائي الاحتيالي.

وكذلك إفلاس مستقبل إسرائيل باستثمارات ضخمة في المدارس الدينية التي لا تدرّس الرياضيات، وبناء المستوطنات في الضفة الغربية، ومساعدة حماس على بناء نفسها، رغم أنّها لن تكون شريكاً للسلام أبداً.

وأخيراً، تمزيق السلطة الفلسطينية، الشريك المحتمل الوحيد للسلام.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات