سلط تقرير الضوء على تزايد حجم دعم الاتحاد الأوروبي للحكومة التركية من أجل تعزيز برامج دمج اللاجئين السوريين في البلاد، وذلك خوفاً من تنامي ظاهرة اللجوء والهجرة إلى أوروبا في أوساطهم على خلفية تصاعد الخطاب العنصري في البلاد.
وقال موقع euronews في تقرير اليوم الإثنين، إن تركيا تركز على برامج التكامل ودمج اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها والتي يدعمها الاتحاد الأوروبي.
الاندماج مقابل 10 مليارات يورو
وأشار التقرير إلى أن بروكسل زادت منذ عام 2011 دعمها للمدارس والرعاية الصحية والبرامج التعليمية مثل التدريب المهني المقدمة للاجئين السوريين إلى حوالي 10 مليارات يورو.
ولفت أنه رغم وجود أعداد قليلة من المسؤولين الأتراك يرجحون بقاء السوريين في البلاد بشكل دائم، إلا أن الحكومة وبمساعدة الاتحاد الأوروبي، تعمل بهدوء على إنشاء برامج اندماج من خلال دورات التدريب المهني.
ونقل الموقع عن رئيس بلدية منطقة كاراكوبرو في ولاية شانلي أورفا، متين بيديلي، قوله إن "التوظيف يلعب دوراً رئيسياً في ضمان الانسجام بين السكان المحليين والسوريين".
وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى تركيا نيكولاوس ماير لاندروت في تصريحات قبل أيام إن "كلمة الاندماج لا يستخدمها المسؤولون الأتراك. لكن في الواقع، يتم بذل الكثير من أجل الاندماج، على الرغم من أن آمال عودة اللاجئين السوريين لا تزال ضئيلة لأسباب سياسية".
أموال أوروبية مقابل استضافة السوريين
وأوضح الموقع أن هذه السياسة باتت تصطدم بتصاعد خطاب العنصرية والكراهية في تركيا ضد اللاجئين، حيث تزايدت حوادث العنف بين الأتراك والسوريين بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
ووفق الموقع فإن الاتحاد الأوروبي زاد دعمه المالي لتركيا خوفاً من أن يحاول المزيد من السوريين فيها الذهاب إلى أوروبا بسبب هذه البيئة.
وذكر الموقع أنه رغم أنّ استطلاعات الرأي تظهر أن الأغلبية الساحقة من الأتراك تفضل عودة السوريين، وهو ما تسعى الحكومة إليه عبر إنشاء مئات الآلاف من المنازل في شمال سوريا، إلا أن استعداد تركيا المستمر لاستضافة السوريين مقابل الدعم المالي يلقى ترحيباً وأهمية خاصة بالنسبة لبروكسل.
ودفع عدم وجود سياسات لجوء غير واضحة وعدم انطباق المعايير الدولية للّجوء على السوريين في تركيا خاصّةً في مسائل السكن والدعم المالي والاندماج، وكذلك تحوّل الخطاب التركي عموماً إلى خطاب سلبي، الكثير من السوريين في تركيا لمحاولة اللجوء إلى أوروبا.
السوريون في تركيا
ووفق بيانات رئاسة الهجرة التركية التي صدرت منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فإنه يقيم في تركيا 3 ملايين و288 ألفاً و755 لاجئاً سورياً يتوزعون على 81 ولاية.
وأشارت البيانات إلى أن أعداد السوريين في تشرين الأول/ أكتوبر انخفضت بمقدار 19 ألفاً و127 سورياً مقارنة بالشهر الذي سبقه، لافتة إلى أنه انخفض عدد السوريين المسجّلين منذ بداية العالم الحالي بنحو 250 ألفاً إجمالاً، لينخفض بذلك عددهم إلى أدنى مستوى له خلال السنوات السبع الماضية.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الحملات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وسط تأزّم الأوضاع الاقتصادية، حيث فقدان فرص العمل وغلاء المعيشة، إضافة إلى الضغوط الكبيرة التي يعانون منها، في ظل عدم وجود ملامح لحل سياسي أو تحسن اقتصادي يلوح في الأفق.
ومنذ عدة أعوام، لعب قادة المعارضة في تركيا على وتر اللاجئين والأجانب في البلاد، حتى إن الكثير منهم أقحم هذه القضية على رأس الحملات الانتخابية الأخيرة، من بينهم زعيم "حزب الشعب الجمهوري" السابق، كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس حزب النصر المتطرّف أوميت أوزداغ.
التعليقات (0)