3 عوامل تؤثر على سيناريوهات الغزو الإسرائيلي البري لغزة

3 عوامل تؤثر على سيناريوهات الغزو الإسرائيلي البري لغزة

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عُرضت خلال الفترة الماضية مجموعة من السيناريوهات أبرزها غزو واسع النطاق على القطاع، إلا أن هناك 3 عوامل رئيسية وفق ما يرى محللون تلعب دوراً هاماً في التأثير على قرار إسرائيل، في ظل تحذيرات واسعة من مغبة اتخاذ أي خطوة من شأنها تعقيد الأوضاع.

وتوعدت إسرائيل بـ"تدمير" حركة (حماس) في غزة عبر عملية برية رغم المساعي الدولية لمنعها بسبب خطورة المجازفة بإطلاق الأسرى المحتجزين لدى الحركة والدمار الكبير التي قد تلحقه بالقطاع.

وبينما يقول خبراء ومحللون إن هناك حالة من عدم اليقين في "تدمير بنية حماس بالكامل كما تنوي إسرائيل"، فإن هناك  آخرين يرون أن عدة عوامل قد تؤثر على سيناريوهات الغزو المتوقعة.

3 عوامل تؤثر على السيناريو المتوقع

ويرى خبراء ومحللون أن هناك 3 عوامل ستؤثر على السيناريو الذي ستختاره إسرائيل وهي:

1- مستوى المقاومة لدى الفصائل الفلسطينية: فكلما كانت المقاومة الفلسطينية أقوى، زادت صعوبة شن غزو بري إسرائيلي واسع.

وفي هذا الصدد، أوضح تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن النطاق المحدود للتوغل الإسرائيلي الأولي يعكس مزيجاً معقداً من العوامل، لكن قبل كل شيء، أرادت إسرائيل تعظيم ميزة قوتها النارية على حركة حماس وتقليل خسائرها، مع محاولة تجنّب جذب خصوم آخرين إلى الحرب.

2- مستوى الدعم الدولي: إذا تعرضت إسرائيل لضغوط دولية لوقف التصعيد، فقد تختار عدم شن غزو.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، "ضغط"، الجمعة، على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ليأمر بـ "وقف إطلاق نار إنساني" للعملية العسكرية، بحسب الصحيفة، للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى المدنيين ومغادرة المزيد من الأشخاص القطاع المحاصر.

ومع ارتفاع عدد القتلى في هذه الهجمات وغيرها، تزايدت المطالبات بوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم، بحسب "نيويورك تايمز".

3- الأهداف الإسرائيلية: تسعى إسرائيل لتحقيق أهداف محددة من خلال شن الغزو، مثل تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس أو إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.

وفي هذا الشأن، يقول الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه على الرغم من القوة الضاربة، إلا أن الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، لا يسير وفق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أو حتى حجم القوة البرية المتمركزة على طول 65 كيلومتراً من السياج الحدودي للقطاع.

واعتبر الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، أن اجتياح غزة حالياً "يعني مواجهة قتال شوارع بالمسيّرات والأنفاق والألغام والكمائن والكتل الخرسانية التي تعيق تقدم المهاجم وتتيح للمدافع مزايا الدفاع الهجومي على أكثر من محور، فضلاً عن عدم مقدرة نظام التعبئة الإسرائيلي على الصمود في وجه حرب تستمر عدة أشهر".

سيناريوهات التوغل البري الإسرائيلي

وخلال الأيام الماضية، شرعت إسرائيل بحملة قصف مكثفة مع حشد عشرات الآلاف من الجنود والدبابات والمدفعية ونشرها على طول الحدود مع غزة، مع محاولات توغل محدودة لبعض الشوارع والأحياء.

كما إن طائرات الجيش الإسرائيلي كثّفت من ضرباتها الجوية على القطاع، ما تسبب بدمارٍ هائل وبمقتل أعداد كبيرة من المدنيين قارب عددهم 10 آلاف قتيل، ليرسم كل ذلك 3 سيناريوهات للعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

السيناريو الأول: غزو واسع النطاق

في هذا السيناريو، تسعى إسرائيل إلى السيطرة على كامل قطاع غزة، بما في ذلك المناطق الحضرية والحدودية، وسيتطلب هذا الأمر نشر قوات برية كبيرة، بالإضافة إلى استخدام القوة الجوية والبحرية.

ومن المرجّح أن تواجه إسرائيل مقاومة شديدة من حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، والتي تمتلك شبكة واسعة من الأنفاق والحواجز، كما إنه من المتوقع أن يؤدي هذا إلى وقوع خسائر فادحة في الأرواح من الجانبين.

وقد بدا جزء من ملامح هذا السيناريو يتشكل شيئاً فشيئاً، إذ يقدّر خبراء أن الجيش الإسرائيلي أسقط ما يعادل قنبلة نووية في الأيام الأولى من الحرب، ما أحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية والأحياء السكنية.

ويركّز الخبراء وفق تقرير لـ"مونت كارلو الدولية" على أن الهجوم سيمتد من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث ستتقدّم القوات الإسرائيلية عبر ناقلات جند مدرعة ترافقها دبابات من طراز ميركافا وجرافات عسكرية محصنة باتجاه الداخل.

السيناريو الثاني: غزو محدود


في هذا السيناريو، تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهداف محددة، مثل تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس أو إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة.

ومن المرجح أن يكون هذا السيناريو أقل تكلفة بالنسبة لإسرائيل، لكنه قد لا يحقق أهدافها بالكامل.

ويحذر الخبراء من أي عملية برية ستكون صعبة للغاية، ويتوقعون أن تشن إسرائيل عمليتها العسكرية أثناء الليل بسبب تفوقها التقني المتطور على مقاتلي حماس في الظلام.

السيناريو الثالث: التراجع عن الغزو

من الممكن أن تُقرر إسرائيل التراجع عن شن غزو بري، وذلك بسبب المخاوف من الخسائر البشرية والمالية، أو بسبب الضغط الدولي.

وكانت واشنطن قد حذّرت في هذا السياق، تل أبيب من الخسائر الهائلة التي سيتكبّدها الجيش الإسرائيلي في حال توغله بشكل واسع النطاق داخل غزة. 

كما إن أي عملية برّية قد تدوم أشهراً طويلة ستُوقع حتماً عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين، إضافة إلى أن حماس تقاتل في أرضها وتعرف جيداً كل زاوية ومخبأ في القطاع.  

الوضع الحالي

حتى الآن، لم تعلن إسرائيل عن أي خطط محددة لشن غزو بري "واسع النطاق"، ومع ذلك، فإن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن هذا الخيار لا يزال مطروحاً على الطاولة.

وقامت القوات الإسرائيلية بتقسيم قطاع غزة إلى نصفين، وقطعت الطرق الرئيسية الممتدة بين الشمال والجنوب المؤدية إلى مدينة غزة، ما حرم حماس من المعدات والمركبات والتعزيزات الأخرى المنقولة فوق الأرض، لكن العديد من الأنفاق لا تزال سليمة.

العواقب المحتملة

ومن شأن أي غزو بري إسرائيلي أن يؤدي إلى تصعيد كبير للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، فضلاً عن وقوع خسائر فادحة في الأرواح، بالإضافة إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في قطاع غزة.

وحذرت إدارة بايدن وكبار مستشاريه تل أبيب من أن عليها إنهاء عملياتها العسكرية خلال أسابيع وإلا سيصبح من الصعب على واشنطن دعم عمليات الجيش الإسرائيلي لتحقيق أهدافه في غزة مع اشتداد الغضب العالمي بسبب حجم المعاناة الإنسانية هناك.

وقالت قناة "سي إن إن" الأمريكية إنه يعتقد المسؤولون الأمريكيون أيضاً أن هناك وقتاً متاحاً محدوداً لإسرائيل من أجل محاولة تحقيق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حماس قبل أن تصل الضجة حول المعاناة الإنسانية والخسائر في صفوف المدنيين والدعوات إلى وقف إطلاق النار إلى نقطة التحول.

وفيما يلي بعض النتائج الرئيسية للحرب:

مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون، والتسبب في وضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.

مقتل أكثر من 1538 إسرائيلياً وإصابة 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية.

أضرار جسيمة في البنية التحتية في غزة، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي بشكل متعمد مدارس تؤوي نازحين ومستشفيات وقوافل إسعاف لنقل الجرحى، ومساجد ومخابز.

فشل أي من الطرفين في تحقيق أهدافه حتى الآن، إذ ترغب حماس بمبادلة ما لا يقل عن 242 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

استمرار التوترات بين إسرائيل وحماس في المستقبل، في ظل عدم وجود حل نهائي للصراع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات