أعلن أحد كبار مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة استقالته من منصبه اليوم الثلاثاء، وذلك احتجاجاً على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، واصفاً ما يجري بـ "الإبادة الجماعية" التي فشلت الأمم المتحدة في إيقافها.
وقال "كريغ مخيبر" مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في نيويورك في رسالة استقالته: "غزة هي حالة مثالية للإبادة الجماعية، لقد عشت وعملت في غزة، لقد عملت في مجال حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في التسعينيات".
وأضاف: "نشهد، مرة أخرى إبادة جماعية تتكشف أمام أعيننا، ويبدو أن المنظمة التي نخدمها عاجزة عن وقفها، ما يحدث بغزة حالة إبادة جماعية، وهيئات رئيسية بالأمم المتحدة استسلمت للولايات المتحدة واللوبي الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن المشروع الاستعماري الأوروبي دخل المرحلة النهائية لتدمير بقايا الحياة الفلسطينية الأصلية.
وتابع: "بالأمس، على بعد بنايات قليلة من هنا، تم ملء محطة غراند سنترال في نيويورك بالكامل من قبل الآلاف من اليهود المدافعين عن حقوق الإنسان الذين وقفوا تضامناً مع الشعب الفلسطيني وطالبوا بوضع حد للطغيان الإسرائيلي (العديد منهم معرضون لخطر الاعتقال في هذه العملية)، لقد تجرد هؤلاء في لحظة من الدعاية الإسرائيلية (ومن الاستعارة القديمة المعادية للسامية) التي تقول إن إسرائيل تمثل الشعب اليهودي".
وذكر: "أجد الأمل أيضاً في تلك الأجزاء من الأمم المتحدة التي رفضت التنازل عن مبادئ حقوق الإنسان، على الرغم من الضغوط الهائلة التي تعرضت لها للقيام بذلك.. لقد واصل مقررونا الخاصون المستقلون، ولجان التحقيق، وخبراء هيئات المعاهدات، إلى جانب معظم موظفينا، الدفاع عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، في الوقت الذي قامت فيه أجزاء أخرى من الأمم المتحدة (حتى على أعلى المستويات) بإحناء رؤوسهم بشكل مخزٍ للسلطة. وباعتبارها الجهة الراعية لقواعد ومعايير حقوق الإنسان، يقع على عاتق المفوضية واجب خاص يتمثل في الدفاع عن تلك المعايير".
واختتم رسالته بالقول: ""أشكرك، حضرة السيد المفوض السامي فولكر تورك، على سماع هذا النداء الأخير من مكتبي سأترك المكتب في أيام قليلة للمرة الأخيرة، بعد أكثر من ثلاثة عقود من الخدمة ولكن من فضلك لا تتردد في التواصل لمعرفة ما إذا كان بإمكاني تقديم المساعدة في المستقبل".
وتأتي استقالة "مخيبر" بعد ساعات قليلة فقط، من إعلان رئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك"، فصل النائب بول بريستو من منصبه كمساعد وزاري بسبب موقفه الداعي إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إنه تم فصل بول بريستو من منصبه كسكرتير برلماني خاص في وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا بعد أن حثّ رئيس الوزراء ريشي سوناك علناً على دعم وقف "دائم" للقتال.
وارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة اليوم الثلاثاء بعد أن قصفت منطقة سكنية بالقرب من مستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات، وقد أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، أن قصفاً إسرائيلياً أوقع 400 ضحية بين قتيل وجريح ودمر حياً سكنياً كاملاً في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لافتة إلى أن مخيم جباليا تعرّض لقصف بـ 6 قنابل تزن كل واحدة طناً من المتفجرات.
التعليقات (1)