أثار الإعلان الإسرائيلي توسيع الهجوم البري في قطاع غزة ردود أفعال واسعة في الأوساط السياسية والإنسانية وسط ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين.
وخلال الساعات القليلة الماضية، عبّر الكثير من القادة السياسيين والمسؤولين الأمميين عن استيائهم من توسيع تل أبيب عملياتها العسكرية في قطاع غزة ضاربة بعرض الحائط جميع الدعوات لوقف إطلاق النار بما في ذلك قرار الجمعية العامة الصادر أمس.
حمزة يوسف: كم طفلاً يجب أن يموت؟
أبرز تلك المواقف جاء على لسان رئيس الوزراء الإسكتلندي حمزة يوسف الذي قال في منشور على موقع إكس إن عزة تتعرض لقصف مكثف وقد تم قطع الاتصالات مضيفاً أنه بات من غير الممكن التواصل مع عائلة زوجته المحاصرة هناك.
وتساءل يوسف في نهاية تغريدته "كم من الأطفال يجب أن يموتوا قبل أن يقول العالم كفى؟"
وفي منشور آخر، كشف يوسف أنه أرسل إلى جميع قادة الأحزاب في جميع أنحاء المملكة المتحدة لحثّهم على الاتحاد في الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار للسماح بفتح ممر إنساني.
وأشار في منشوره إلى رئيس الوزراء البريطاني "ريشي سوناك" وزعيم المعارضة "كير سترامر" داعياً إياهما إلى الدفع نحو دعم وقف فوري لإطلاق النار خشية فقدان المزيد من الأرواح البريئة.
طارق أحمد يدعو لهدنة
وفي دعوة مشابهة، أكد وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، اللورد طارق أحمد على أهمية الهدنة الإنسانية في غزة وسط الصراع الدائر المستمر.
وفي كلمته أمام جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس حثّ أحمد على تقديم المزيد من المساعدات، بما في ذلك الوقود للاستخدام المدني مضيفاً أن "فترات التوقف الإنسانية هذه جزء مهم من ضمان إمكانية حدوث ذلك".
أردوغان: على إسرائيل الخروج من حالة الجنون
من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل للخروج فوراً من "حالة الجنون" ووقف هجماتها على قطاع غزة.
وفي منشور على موقع إكس قال أردوغان اليوم السبت إن تكثيف القصف الإسرائيلي على غزة ليلة أمس واستهدافه النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء مرة أخرى، زاد من الأزمة الإنسانية العميقة بالقطاع.
وأضاف: "على إسرائيل أن تخرج فوراً من حالة الجنون وتوقف هجماتها".
وزيرة إسبانية تحذّر من ارتكاب أبشع الفظائع
وعبر منصة إكس ايضاً، هاجمت وزيرة الشؤون الاجتماعية الإسبانية، إيوني بلارا، إسرائيل لتعمدّها عزل غزة عن العالم الخارجي من أجل ارتكاب فظائع بعيداً عن عدسات الكاميرات.
وقالت الوزيرة في منشورها: "قطعت إسرائيل كافة الاتصالات في قطاع غزة. الهدف واضح. إنهم يريدون المزيد من الإفلات من العقاب لارتكاب أسوأ الفظائع" واضافت "يجب أن تكون استجابة الناس في بلداننا هائلة.. ليس بصمتنا، وليس باسمنا".
إيران تواصل التهديد
أما إيران فواصلت التهديد دون أي خطوات تذكر رداً على التصعيد الإسرائيلي حيث قال وزير الخارجية حسين أمير إنه إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية فإن اتساع دائرة الحرب وفتح جبهات جديدة بالمنطقة أمر وارد.
وخلال مقابلة مع إذاعة "NPR" الأمريكية، أكد عبد اللهيان أن بلاده تدعم أي حلول سياسية لوقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية ومنع تهجير الفلسطينيين.
عربياً حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من آثار كارثية ستمتد لعقود جراء الحرب التي أطلقتها إسرائيل ضد قطاع غزة.
وقال الصفدي في منشور على إكس "شنت للتو حرباً برية على غزة، وستكون النتيجة كارثة إنسانية ذات أبعاد أسطورية لسنوات قادمة".
غوتيرش: التاريخ سيحكم علينا جميعاً
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كرّر في منشور على إكس دعوته إلى وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وتسليم الإمدادات المنقذة للحياة بالحجم المطلوب.
وطالب الجميع بأن يتحملوا مسؤولياتهم معلقاً بالقول "هذه لحظة الحقيقة والتاريخ سيحكم علينا جميعا".
كما أكد في منشور آخر أن النظام الإنساني في غزة يواجه انهياراً كاملاً مع عواقب لا يمكن تصورها على أكثر من مليوني مدني مطالباً بالسماح بوصول الغذاء والماء والدواء والوقود إلى جميع المدنيين بسرعة وأمان وعلى نطاق واسع.
الصحة العالمية تناشد لوقف إطلاق النار
وبالمثل ناشد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس كل من لديه القدرة على الضغط من أجل وقف إطلاق النار أن يتحرك الآن"
وقال غيبرييسوس في منشور عبر منصة "إكس"، إن الأنباء المتعلقة باستمرار القصف الإسرائيلي العنيف على غزة محزنة للغاية، وأضاف: "يبدو أنه من غير الممكن في هذه الحالة نقل المرضى أو العثور على ملجأ آمن، وأن انقطاع الكهرباء يجعل وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين أمراً غير ممكن"، مشيراً إلى استمرار فقدان الاتصال مع موظفي المنظمة ومرافقها الصحية في القطاع.
هاستينغر: غزة فقدت الاتصال
أما المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في فلسطين، لين هاستينغز، فقالت في منشور على ذات المنصة إن غزة فقدت الاتصال بالعالم الخارجي وسط أنباء عن قصف مكثف ترافق مع قطع خطوط الهاتف والإنترنت وشبكات الهاتف المحمول.
وأضافت "لا يمكن للمستشفيات والعمليات الإنسانية أن تستمر بدون الاتصالات والطاقة والغذاء والماء والأدوية. سلامة المدنيين، بما في ذلك العاملين في مجال الصحة والصحفيين وموظفي الأمم المتحدة باتت معرّضة لخطر جسيم"، لافتة إلى أن الحروب لها قواعد ويجب حماية المدنيين.
وكانت منظمة العفو الدولية أكدت أمس أن المدنيين في غزة يتعرضون لخطر غير مسبوق بعد قطع إسرائيل وسائل الاتصالات والإنترنت عن القطاع في ظل استمرار القصف المكثف وتوسّع الهجمات البرية.
التعليقات (5)