بعد 20 يوماً على حرب غزة.. انقسام أوروبي وإدانة عربية وانتقاد تركي

بعد 20 يوماً على حرب غزة.. انقسام أوروبي وإدانة عربية وانتقاد تركي

في وقت يتواصل فيه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم العشرين على التوالي، يبحث القادة الأوروبيون في بروكسل الدعوة إلى "هدنة إنسانية" لوقف الحرب والسماح بمرور المساعدات، فيما صدر بيان عربي مشترك يؤكد رفض أي محاولات لتصفية قضية فلسطين.

واجتمع قادة الدول الأوروبية الـ27 في بروكسل في مسعى للتوصل إلى موقف موحّد حيال الحرب على قطاع غزة، وسط انقسام بين الدول الأكثر دعمًاً للفلسطينيين مثل أيرلندا وإسبانيا، والداعمين الثابتين لإسرائيل مثل ألمانيا والنمسا والتشيك.

انقسام أوروبي

وبعد أيام من المفاوضات بين الدول الأعضاء، تدعو أحدث مسوّدة إعلان للقمة إلى إنشاء "ممرات إنسانية وهدن إنسانية" للتمكن من إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين في قطاع غزة. وكانت النسخة السابقة تشير إلى "هدنة إنسانية" بصيغة المفرد.

ولا يتضمن البيان الذي قد تدخل عليه تعديلات دعوة إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" على غرار ما طالبت به الأمم المتحدة.

وطالبت الحكومة الألمانية الأربعاء بفتح "نوافذ إنسانية" أو "هدنات إنسانية" تسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة معتبرةً أن الدعوة إلى وقف لإطلاق النار غير مناسبة في هذه المرحلة.

وقال مسؤول أوروبي كبير "الأحرف والفواصل واللغة مهمة، هكذا يتم التوصل إلى اتفاقيات".

لكن مسؤولين دبلوماسيين من بعض دول الاتحاد الأوروبي يحذّرون من أن المماطلة في التوصل إلى بيان فيما يتزايد عدد القتلى، يضر بالمكانة العالمية للكتلة الأوروبية ويمنعها من اتخاذ موقف حاسم في مواجهة التطورات.

 

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن الزعماء الأوروبيين سيستغلون قمة في بروكسل لإرسال إشارة واضحة على دعمهم لإسرائيل في جهودها للدفاع عن نفسها.

وتابع شولتس في تعليقات للصحفيين قبيل اجتماع رؤساء حكومات الاتحاد: "من المهم أن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية (إلى غزة)"، مضيفاً أن السكان المدنيين في غزة "هم أيضاً ضحايا حماس".

فيما قال رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها والعمل على منع أي هجمات مستقبلية لحركة حماس لكن هذا لا يمكن أن يبرر أي حصار كامل لغزة أو منع القوافل الإنسانية.

وأضاف دي كرو "اليوم، لديها (حماس) نوعان من الرهائن: 222 رهينة من إسرائيل لكنهم أيضاً يتخذون سكان غزة رهائن".

وأردف: "إسرائيل لها الحق في التصرف ومنع الهجمات المستقبلية لكن هذا لا يبرر أبدً حصار منطقة بأكملها، وحجب المساعدات الإنسانية. هذا ليس عذراً لتجويع شعب".

بدوره، دعا رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إسرائيل، إلى السماح بوصول فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

استنكار عربي

في السياق، أصدر وزراء خارجية كل من الإمارات والأردن والبحرين والسعودية وقطر والكويت ومصر والمغرب بياناً ندد باستهداف المدنيين وانتهاك القانون الدولي الإنساني في غزة.

وتضمّن البيان إدانة ورفض استهداف المدنيين، وكافة أعمال العنف والإرهاب ضدهم، وجميع الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل أي طرف.

وأكد البيان المشترك أن حق الدفاع عن النفس لا يبرر انتهاك القانون وإغفال حقوق الفلسطينيين.

وأضاف البيان أن وزراء الخارجية العرب ينددون أيضاً بالتهجير القسري والعقاب الجماعي في غزة.

تغيير طفيف في اللهجة الأمريكية

من ناحيتها، أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية تغيّراً طفيفاً في حدة لهجتها تجاه قصف قطاع غزة، وأعلن البيت الأبيض تأييد هدنة لمدة غير محددة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع ومساعدة الراغبين في الخروج الآمن منه، حسب وسائل إعلام أمريكية.

وقال مسؤول أمريكي لشبكة "إن بي. سي نيوز"، الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن "تسير على حبل مشدود، فهي تسعى للموازنة بين ضرورة دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم المباغت الذي تعرضت له وضرورة إفساح المجال لتوصيل المساعدات الإنسانية" لغزة.

أردوغان يهاجم أوروبا

من ناحيته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس إنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع أن تظل تركيا صامتة إزاء العنف في غزة.

وفي كلمة ألقاها في أنقرة قال أردوغان إنه لا فارق بين أطفال غزة وفلسطين وإسرائيل وسوريا في أعين تركيا، مضيفاً أنه يتعين أن تكثف تركيا جهودها مع مصر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

واستنكر أردوغان الرفض الأوروبي لدعوة وقف إطلاق النار في غزة، متسائلاً: "كم طفلاً يجب أن يموت حتى تطالب المفوضية الأوروبية بوقف إطلاق النار؟".

وقال أردوغان إن "الهجمات على غزة تجاوزت بالفعل حد الدفاع عن النفس وتحولت إلى وحشية وقسوة ومذبحة وهمجية مكشوفة".

وأضاف "المؤسف أن الذين يدعون التحضر يكتفون فقط بمشاهدة هذه الوحشية، فالمفوضية الأوروبية خرجت علينا أمس بأنه لا يمكن لها الدعوة إلى وقف إطلاق النار".

وأردف: "كم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا حتى تدعو المفوضية الأوروبية إلى وقف إطلاق النار؟ وكم من القنابل يجب أن تسقط على غزة حتى يتدخل مجلس الأمن الدولي؟".

الفاتيكان

في سياق متصل، قال متحدث باسم الفاتيكان في مذكرة إن "البابا عبّر عن ألمه لما يحدث، وأعاد التأكيد على موقف الكرسي الرسولي، وعبّر عن أمله في التوصل إلى حل الدولتين والاعتراف بوضع خاص لمدينة القدس".

مصر

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقد اعتبر أن المخرج الوحيد للوضع المتأزم في غزة هو العمل على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

وخلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، أشار السيسي إلى أهمية الدفع في الوقت الحالي نحو وقف كافة الأعمال العسكرية، التي تستهدف المدنيين في غزة.

إيران

من ناحيته، حذّر قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الخميس، إسرائيل من تنفيذ هجوم بري على غزة، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي إذا أقدم عليه "سيُدفن فيها".

وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، قال سلامي موجهاً الكلام لإسرائيل: "نقول لهم أوقفوا نيران هذه الجريمة في أسرع وقت قبل أن تلتهمكم".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في رسالة موجهة إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، إن الهجمات الإسرائيلية "وصلت إلى حد يُظهر أن الهدف هو القتل الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة".

روسيا

وفي روسيا، قال الكرملين الخميس إن الجهود للاتفاق على ما وصفه بقرار متوازن للأمم المتحدة بشأن الوضع في غزة يجب أن تستمر.

وجاء التصريح الروسي بعد يوم من استخدام موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد دعوة أمريكية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحرك بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس من خلال الدعوة إلى وقف القتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

اليابان

أما اليابان فقد حثت إسرائيل على وقف هجومها على غزة خلال اجتماع بين وزير الدولة الياباني للشؤون الخارجية وسفير إسرائيل لديها.

وذكرت صحيفة أساهي شيمبون اليابانية اليومية أن الحكومة اليابانية تقوم بالترتيبات النهائية لإرسال وزيرة الخارجية يوكو كاميكاوا إلى إسرائيل والأردن في الفترة من 2-5 من نوفمبر/ تشرين الثاني في إطار جهود طوكيو لتهدئة الصراع في الشرق الأوسط.

"دلائل" للجنائية الدولية

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان أن الوزير رياض المالكي التقى في لاهاي  المدعي العام كريم خان وأعضاء مكتبه ونائبته، والمسؤولين عن الحالة في فلسطين.

وأفادت أن المالكي "قدّم دلائل الجرائم الأخيرة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة التي تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية والتحقيق المفتوح بالحالة في فلسطين".

وأطلع المالكي المدعي، وفق البيان، على "حجم الدمار، والقتل للأطفال والنساء والمدنيين الذي تتسبب به إسرائيل دون مساءلة أو محاسبة".

وطالب الوزير الفلسطيني بجلب "مجرمي الحرب الإسرائيليين للعدالة الدولية، بسبب سياساتهم الممنهجة وواسعة النطاق"، وشدد على "ضرورة أن ينجز التحقيق الجنائي بشكل عاجل".

بدوره أكد المدعي العام أن "الحالة في فلسطين، بما فيها الأحداث في قطاع غزة تحت التحقيق الجنائي لمكتبه، وأن دورهم المستقل وشفافية التحقيق أساس لإنجاز العدالة"، بحسب ذات البيان.

حصيلة الحرب في غزة

ولليوم الـ20 يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين.

وقتل الجيش الإسرائيلي إجمالاً 7028 فلسطينياً، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات و397 مسنّاً، كما أصاب 18484 بجروح، بالإضافة إلى أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض، بحسب سلطات القطاع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات