بعد إطلاق سراحها.. حديث الرهينة الإسرائيلية يشعل الغضب بتل أبيب وينسف دعايتها

بعد إطلاق سراحها.. حديث الرهينة الإسرائيلية يشعل الغضب بتل أبيب وينسف دعايتها

يبدو أن حديث الرهينة الإسرائيلية بعد إطلاق سراحها، وما روته عن المعاملة الجيدة التي تلقتها من حماس، ووصفها لمقاتليها بـ "الودودين والمهذبين" قد نسف بالمجمل جهود المؤسسة الإسرائيلية في تسويق دعايتها لتبرير إبادتها لغزة والمجازر بحق المدنيين.

وأشارت المسنة الإسرائيلية "يوشيفيد ليفشيتز" 85 عامًا، إحدى الرهائن اللواتي أفرجت عنهنّ حماس، والتي كانت تقيم في كيبوتس "نير عوز" بالقرب من غزّة، إلى أنها تلقت "معاملة جيدة" من مقاتلي الحركة واقتيدت في "شبكة عنكبوتية" من الأنفاق، بعدما أن أمضت أكثر من أسبوعين في الأسر.

وخلال مؤتمر صحفي من  مستشفى إيخلوف في تل أبيب، أكدت "ليفشيتز" أنها مرت بأوقات صعبة ولم تكن تعتقد أو تعلم قطّ أنها ستصل إلى هذا الوضع، حيث شنّت الفصائل الفلسطينية حملة في الكيبوتس الخاص بها، وقاموا بأسرها ووضعها على دراجة نارية ثم انطلقوا بها عبر حقول محروثة.

وأضافت، إن عناصر الحركة نزلوا بها تحت الأرض وساروا كيلومترات في أنفاق رطبة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات في شبكة عنكبوتية، ومن هناك تمّ نقلها إلى قاعة مع 25 أسيراً آخر، وبعدها اقتيدت لغرفة منفصلة مع أربعة آخرين حيث وُضعت على فراش، موضحة أنها عوملت بصورة جيدة، وأن طبيباً كان يزورها هي ورهائن آخرين كل يومين أو ثلاثة أيام.

وظهر في مقطع الإفراج وعملية تسليم الأسيرة إلى ممثلين للصليب الأحمر قيام "ليفشيتز" بمدّ يدها لمصافحة أحد مقاتلي القسام، حيث سئلت في المؤتمر الصحفي عن سبب ذلك فقالت: "لقد عاملونا بلطف وقدّموا لنا كلّ ما نحتاج إليه" كما وصفت آسيريها بأنهم "ودودون جدًا ومهذبون جدًا".

وتابعت، أن عناصر القسام بدوا مستعدّين لذلك، حيث أعدّوا لذلك منذ فترة طويلة، وكان لديهم كل ما يحتاجه الرجال والنساء بما فيها مواد غسل الشعر، لافتة إلى أن الأسرى تناولوا الطعام ذاته الذي كان العناصر يتناولونه، أي رغيف خبز مع أنواع من الجبن والخيار.. كانت تلك وجبة ليوم كامل".

وتقدّر إسرائيل عدد الأسرى الذين لدى حماس وبقية الفصائل في غزة بنحو 222 شخصاً يحملون جنسيات مختلفة، ومنهم من يحمل جوازات سفر أمريكية وأوروبية.

حديث الرهينة تعامل أخرق

وبالطبع حديث المسنة الإسرائيلية لم يرق للسياسيين ووسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث تمّ وصف تصريحاتها بالكارثة لإسرائيل والمنصبة في مصلحة حماس، كما انتقد البعض قرار عقد المؤتمر الصحفي ولاسيما بعد رواج حديث  "ليفشيتز" في وسائل الإعلام العالمية عن معاملة عناصر الفصائل الفلسطينية الأسرى معاملة حسنة.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية: إن تصريح الرهينة التي أُطلِق سراحها عن منحها "الرعاية الطبية ومعاملتها بشكل جيد أثناء وجودها في الأسر"، أثار قلق المسؤولين من احتمال أن يضر ذلك بالجهود الدولية لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

ونقلت هيئة البث العامة "كان" عن خبراء العلاقات العامة الإسرائيليين وصفهم لقرار وضع "ليفشيتز" أمام الكاميرات بأنه "خطأ"، وخاصة أن وسائل الإعلام العالمية باتت تتحدث الآن عن لطف حماس في الاهتمام باحتياجات الرهائن.

وفي صحيفة "يسرائيل هيوم"، وصف الكاتب إيدي روثستاين المقابلة بأنها انتصار دعائي لحماس، معلقًا بالقول: "يا له من تعامل أخرق مع الحدث.. الحقيقة هي أنك لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا في العلاقات العامة لتعرف أنه لا يمكنك عقد مؤتمر صحفي مثل هذا على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون".

 

من ناحيتها، قالت دافنا ليل، من القناة 12: إن ما وصفته "ليفشيتز" حول معاملة حماس لها لا تزال صادمة للغاية وأنه يجب على أي شخص عاقل أن يفهم أن الرعاية الطبية التي حصلت عليها كانت تهدف إلى إبقاء أوراق المساومة حية وليس من طيبة قلوبهم (في إشارة لحماس).

أما جيل شورش وهي من قيادات الموساد سابقاً، فأشارت في مقابلة على قناة 12 الإسرائيلية، إلى أن تصريحات الرهينة يجب أن تقال فقط للمخابرات، لا أن تقال للجمهور، مضيفة أنها تتوجه إلى مقر تحرير المخطوفين للانتباه لهذا التصرف بمسؤولية.

في حين، قال مراسل الكنيست "ياكي آدام" في تغريدة له عبر إكس، "منع بث مباشر لأقوال المختطف ليفشيتز، نعم، كان عليهم تسجيله على الفيديو، وقصه، وحذف أقسام منه، وتحريره ثم بثه فقط، نحن في حالة حرب، لذا يجب ألا نردد الرسائل التي لا يمكن للعدو إلا أن يحلم بنشرها في العالم".

تضليل وكذب

وكشفت حالة الاستياء هذه عن خطر إفلاس "تجارة المظلومية" التي تدّعيها إسرائيل، ومزاعمها بأنّها محاصرة "بوحوش بشريّة".. ولاسيما بعد تداول صحف عالمية عديدة صورة الأسيرة الثمانينية وهي تصافح أحد عناصر حماس.

حملة همجية على الأسرى الفلسطينيين

وعلى الضفة الأخرى، وعلى النقيض من تصرف حماس في تعاملها مع الأسرى الإسرائيليين، يتخوّف آلاف أهالي الأسرى الفلسطينيين من إجراءات إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التي قطعت الكهرباء والماء عن بعض السجون وسحبت المواد الغذائية وأدوات الطبخ المحدودة، التي يستخدمها الأسرى في إعداد الطعام،  ورفضت إخراج المرضى منهم للعيادات أو المستشفيات.

وتأتي سياسة التعسف الإسرائيلية ضد الأسرى، بعد أن صادق الكنيست الإسرائيلي في 18 من تشرين أول /أكتوبر الجاري، بالقراءة الثانية والثالثة على مشروع قانون "طوارئ السجون"، الذي يمكّن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، من إعلان حالة طوارئ في السجون تسمح بتغيير ظروف السجن للأسرى الفلسطينيين.

ووفق ما نقلت صحيفة الإندبندنت عربية، فإن هيئة الأسرى تتخوف من احتمالية انتشار الأمراض بين الأسرى لكون إدارة السجون ترفض إخراج النفايات من الزنازين، وقلصت كميات الماء التي تصل إليهم وقطعها لفترات طويلة، بل وصادرت ملابس بعضهم وأبقت على رداء واحد لكل أسير، كما لم تسمح للأسرى في معظم السجون باستخدام المرافق المخصصة للاستحمام.

وتابعت الصحيفة نقلها عن الهيئة أن "مصلحة السجون الإسرائيلية اعتدت على الأسرى بالضرب والشتم خلال عمليات الاقتحام التي تجري للأقسام بمشاركة قوات القمع ومنها وحدات (اليمام)".
 
ممارسات إسرائيل الأشد منذ عقود لا يمكن اعتبارها إلا في إطار الأعمال الانتقامية والعقاب الجماعي الممنهج، إذ إن الأمن الإسرائيلي إلى جانب ممارساته في الاحتجاز غير القانوني والاعتقال التعسفي يحتجز 4 آلاف عامل من غزة في "منشأة أمنية" بادعاء التحقيق بشبهة مساعدة "حماس" في التخطيط لهجوم الحركة الأخير والمفاجئ. 

وهو ما يضع ملفاً جديداً أمام حماس مغايرًا لملف أسرى المقاتلين المنتمين لحماس في سجون إسرائيل والتي ألمحت حماس إلى ضرورة مبادلتهم منذ بداية عمليتها.

التعليقات (7)

    الخبير رياض الهريسي

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    صمت الأسد بشار حالياً و خطابات الرئيس المقتضبة دليل على انشغال الرئيس بالحرب في غزة و قيادات حماس تلقت رسالة واضحة عبر صمته لقلب الحكم الديكتاتوري في الكيان المحتل و قصف المطارات لجر الجيش العربي السوري للجنوب و اشغاله عن العدو الارهابي بالشمال الذي يضم قذارات الغرب التي تم تهريبها للشمال بعد اطالة اللحى و لكن هيهات لن يمروا

    يزن فتحاوي ادريسي

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    و الله جراثيم حماس تعمل بروباغندا اعلامية طبعا جراثيم و لازم إبادتها و تخليص المجتمع العربي و العالمي و الفلسطيني منها و ان نسي العالم نذكر باحداث ما بعد اوسلو و حل الدولتين بقبول القانون الدولي و ترسيخ الدولة العربية الفلسطينية لولا جراثيم حماس و الجهاد الذين ارتكبوا أبشع إبادة جماعية ضد فلسطين بقتل القضاة و الضباط الذين تم رميهم من الطابق ١٣ و هل نسي العالم كيف بدات الحرب من جديد بعد السلام أبيدوا حماس نصرة لضحايا الشعب الفلسطيني في غزة حماس ارهاب و امتداد لمشروع سياسي جديد ايراني ملالي صفوي

    جولانية حرة

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    يوم يومهم ينزلون همج و رعاع الهيب و الوهيب من فلسطين يعفشون بيوت القبائل العربية و يسبون النسا و يخطفون البنات القصر بنات البدو و يسرقون ليرات ذهب من بيوت شيوخ و عرب القبائل و يغزون القوافل على طريق لبنان الشام و يحرقون حلال العرب و الله سلط عليهم يهود الغرب و هي الاحداث ما نسيناها و بسببهم راحت بنات من السركس و الموحدين كانت العادة اهل البنت يقتلونها بدافع غسل الشرف علما ان البنت ضحية حادثة خطف و اليوم يطلبون فزعة العرب الخونة بياعين الارض و العرض

    بثار الاثد

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    لا ثمت و لا توجيهات لاحد انا مشغول بمضاجعة لونا الثبر و دانا بثكور و فتاة عثرينية ابنة ثديق لي و على عينك يا اثماء و بالقثر الجمهوري و لا يهمني لا حماث وًلا فلثطين و لا ثوريا فقط يهمني المضاجعة و كرثي الرئاثة اقثد المال و ليس الثياثة فجميع جينات والدتي الثبقة انيثة مخلوف ورثتها بالثبق و ثكرررا

    محدين شعبو

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    صدق إلي قال الحيوان يبقى حيوان

    رامي

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    اللى الحمير رياض الهريسي لك انا شفت حمير بس متلك لاء...عن جد لك بشار الفارسي الارهابي هو كلب الصهاينة و حامي أراضيها..أما جيش ابو شحاطة تبعك هو بس شاطر على الشعب الاعزل و بحماية الروس و كلاب يا خوسييين مدد يا مهري مدد

    محمد المسالمة

    ·منذ 11 شهر أسبوعين
    الفلسطيزية عقد ما يتوتروا و يفسبكوا و يقردوا و يعربدوا إعلاميا من جميع أنحاء العالم و يطالبون العرب بفتح الحدود و الهجوم على العدو لو يروحوا يشتغلوا و يتبرعون لغزة اهل غزة ينبسطوا منهم اكثر خيو تعرف طريق تل ابيب بوجهك فلسطيز ليست قضيتي
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات