بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء حرب إسرائيل على قطاع غزة والتي أودت بحياة أرواح آلاف الفلسطينيين، بات واضحاً أن موقف إيران ووكلائها في المنطقة (محور المقاومة والممانعة) يتجه لعدم الدخول في حرب مع إسرائيل.
ويُستثنى من هذا الموقف المناوشات المحدودة بين إسرائيل وميليشيا حزب الله على حدود جنوب لبنان، والتي سمحت بها إيران للميليشيا وكلّفتها حتى الآن نحو 30 قتيلاً، وفق مزاعم الحزب.
صمت نصر الله
ولم يقتصر خذلان ميليشيا حزب الله لحماس على الامتناع عن الدخول في الحرب، بل إن زعيم الميليشيا حسن نصر الله بقي صامتاً ولم يصدر عنه أي خطاب، قبل أن يلتقي مع قادة من حماس والجهاد الإسلامي.
ودفعت الانتقادات التي طالت ميليشيا حزب الله حتى من حماس نفسها، إلى خروج أبواق حزب الله لمهاجمة قادة حماس وللدفاع عن موقف الميليشيا وتبرير عدم تدخلها بالحرب.
وكان رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، قد قال بوقت سابق إن "حزب الله قام مشكوراً بخطوات لكن تقديري أن المعركة تتطلب أكثر، وما يجري لا بأس به لكنه غير كافٍ".
تبريرات أبواق حزب الله
وأطل الوزير اللبناني السابق وئام وهاب المقرّب من ميليشيا حزب الله في لقاء تلفزيوني، رغم أنه لم يشارك بأي برنامج منذ مدة طويلة وفق قوله، مبرراً عدم تدخل إيران وحزب الله في الحرب إلى جانب حماس.
وهاجم وهاب قادة حماس، قائلاً: "ما حدا بدو حرب بلبنان.. الحرب بالكلام كتير سهلة.. أقصف تل أبيب يا سيد حسن.. إي وبعد أقصف تل أبيب شو بصير.. مين بيعمّر؟ أخونا خالد مشعل قاعد بالأوتيل بقطر ومبسوط.. شو الحرب لعبة؟ بيقعدو بالأوتيلات وبينظروا علينا.. اعملوا حرب!".
وأضاف وهاب الذي لجأ خلال اللقاء أكثر من مرة للقراءة من ورقة، إن "السيد حسن نصر الله يمر في أصعب الساعات لأن عاطفته تقول ربما يجب توسيع الجبهات، وعقله يقول أن المعركة الفاصلة مع الإسرائيلي لم تأتِ بعد لأنه لا نحن ولا الحلفاء مستعدين لهذه المعركة".
مصالح الشيعة أولاً
وتابع: "نصر الله أمام هاد الواقع.. عم يشوف مصالح لبنان واللبنانيين.. وأول الشي عم يشوف مصالح الشيعة، لأنو هني يلي بدن يدفعوا الثمن".
واعتبر وهاب أن لا ضرورة أن يدخل لبنان في الحرب، مشيراً إلى أن "السيد حسن مطمئن لوضع حماس في غزة".
وذكر أن هناك 4 شخصيات يعرفون ما سيحدث في لبنان والمنطقة، وهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن والمرشد الإيراني علي خامنئي وحسن نصر الله.
وربط وهاب عملية "طوفان الأقصى" بإيران بشكل كامل، معتبراً أن العملية إما ترسو على هزيمة إيرانية في المنطقة تخرج حماس من غزة وتقضي على حركات المقاومة في فلسطين، أو تخرج بربح إيراني يؤدي إلى شبه انهيار سياسي في إسرائيل، واستعداد لمرحلة الفصل خلال السنوات المقبلة.
التعليقات (16)