تعرض مطار حلب الدولي، ومحيطه في الآونة الأخيرة الى استهداف متكرر من قبل الطائرات الإسرائيلية، ما تسبب بإخراجه عن الخدمة لعدة أيام قبل أن يقوم النظام والميليشيات الموالية له بترميم ما دُمر من مدرجاته والرادارات وإعادته إلى الخدمة مجدداً.
مصدر عسكري مطلع قال لموقع "أورينت"، شحنات الأسلحة والمعدات الواصلة حديثاً، أو المتوقع وصولها لحرم مطاري دمشق وحلب، ليست هي الهدف الوحيد من هذه الضربات العسكرية، إنما للنقاط العسكرية المحيطة بهما أو داخل المطارين والتي أسستها الميليشيات الإيرانية خلال السنوات الماضية النصيب الأكبر من هذه الضربات الإسرائيلية، بهدف إضعافها وإبعادها عن المطارين وشلّ حركتها.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن للميليشيات الإيرانية عدة نقاط انتشار وتمركز داخل وبمحيط مطاري حلب، ودمشق، وتعد من المراكز الأضخم والأكثر تحصيناً من بين مواقعها التي أسستها في محيط العاصمة دمشق وحلب، حيث تمتاز هذه المواقع بوجود أنفاق للتخفي، إضافة لمستودعات ضخمة لاستيعاب الشحنات الواردة حديثاً من المطارين، قبل فرزها ونقلها إلى نقاط انتشارها في مختلف المحافظات السورية.
قاعدة قيادة وتحكم ضمن مطار حلب لميليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وأكد مصدر "أورينت" أن الحرس الثوري الإيراني يمتلك قاعدة تحكم وقيادة ضمن مطار حلب الدولي جرى تأسيسها خلال الأشهر الماضية، بالتنسيق ما بين الحرس الثوري الإيراني والقوات الروسية ومسؤولين عن مطار حلب الدولي من جانب النظام السوري وعلى رأسهم العقيد "سهيل معنا".
ويتم عبر هذه القاعدة استلام شحنات الأسلحة وفرزها للوصول إلى نقاط التمركز في المحافظة ومحيطها. وأبرز المسؤولين عن نقل شحنات الأسلحة ضمن مطار حلب هم ميليشيات الباقر الإيرانية بإشراف من الجانب الروسي، وبالتنسيق مع قوات النظام السوري هناك.
وتلجأ الميليشيات إلى استخدام طائرات شحن مدنية إيرانية، أو عبر رحلات شركة أجنحة الشام السورية لنقل أسلحتها ومعداتها.
ثكنة البحوث العلمية
وأضاف مصدر "أورينت" أنه من بين المراكز المرتبطة بغرفة التحكم داخل مطار حلب الخاصة بميليشيات الحرس الثوري، هو موقع ثكنة البحوث، التي تقع شرق مدينة حلب وجنوب منطقة السفيرة. والتي شهدت توسعاً كبيراً خصوصاً بعد انسحاب القوات الروسية منها بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ويشرف على إدارة الثكنة ضابط من الحرس الثوري الإيراني برتبة عميد ويدعى " شاهرام شيرازي " والمعروف باسم سيد شيرازي بين عناصره. وتتولى ميليشيات حزب الله حراسة الثكنة وتأمينها، والمسؤول المباشر من قبل ميليشيات حزب الله عن تأمينها "حاج ساهر".
وتعتبر ثكنة البحوث، النقطة الأولى التي يتم نقل الأسلحة والمعدات لها بعد وصولها من مطار حلب الدولي، ومن داخل الثكنة يتم الفرز والنقل إلى نقاط أخرى بواسطة ميليشيات حزب الله، وميليشيات فوج صابرين، وميليشيات فاطميون.
ويوجد ضمن مركز البحوث، قادة ومهندسون يتبعون بشكل مباشر إلى قيادة الحرس الثوري الإيراني، عرف من بينهم المهندس الإيراني "بهروز سليمي".
كما وقامت الميليشيات بتجهيز 4 أنفاق طويلة جداً ضمن المركز، وقامت بتمويهها بشكل جيد، تستخدمها بغرض تخزين الأسلحة والذخائر وبهدف الاختباء في حالات الطوارئ والاستهداف المباشر. كما وتم تجهيز ثلاثة مستودعات ضخمة ضمن المركز يصل طول كل واحد منها إلى أكثر من خمسين متراً، وتستخدمها حالياً لتخزين الصواريخ متوسطة وطويلة المدى التي نقلتها عبر المطار، وتلك التي تقوم بتصنيعها ضمن المركز.
ورشة لتصنيع الصواريخ ضمن مركز البحوث
وأكد المصدر أن ميليشيات الحرس الثوري تمتلك ضمن مركز البحوث وحدة خاصة بتصنيع الصواريخ بإشراف مهندسيها، ومهندسين من جانب النظام السوري من بينهم "محمد جنيد". وتضم هذه الوحدة مستودعات متوسطة الحجم أسسها الحرس الثوري حديثاً، وتحتوي هذه المستودعات على قطع خاصة بتصنيع الصواريخ وبعضها يحتوي على مواد أولية لتصنيع الوقود للصواريخ كما يوجد مستودع للأجهزة والمعدات الإلكترونية والكهربائية.
موقع كرم الطراب
ولفت إلى أن ميليشيات الحرس الثوري، كثفت من وجودها ضمن مركز كرم الطراب الواقع على بعد كيلو مترات من مطار حلب الدولي، ويتولى المركز مهمتين، الأولى نقل الأسلحة والمعدات من مطار حلب الدولي إلى داخل المركز ومن ثم فرزها ونقلها إلى نقاط انتشار الميليشيات الإيرانية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها على طول جبهة إدلب وريف حلب. والمهمة الثانية هي تأمين المنطقة جوياً بالتنسيق مع قوات النظام التي لا تزال تحتفظ بنقاط ضمن الموقع.
في فترة الانتشار الإيراني الأولى ضمن الموقع، جرى استخدام "منظومة بيتشورا الروسية" القديمة نسبياً للتمويه، ومن ثم نقل الحرس الثوري الإيراني ثلاث منظومات دفاع جوي إيرانية الصنع وتم تثبيتها في مناطق مختلفة ضمن الموقع، مع وجود رادار إيراني الصنع.
وأسست الميليشيا ضمن الموقع عدداً من المستودعات بهدف تخزين الشحنات الواصلة من مطار حلب قبل فرزها وإيصالها إلى مناطق الانتشار، إضافة إلى حفر عدة أنفاق بهدف التخفي والتخزين. ويشرف على الموقع بشكل مباشر ضابط إيراني برتبة عقيد من الحرس الثوري يدعى "جواد دهقان"، ومن المهندسين العاملين بالموقع المدعو "وحيد ميراني".
التعليقات (1)