أبرزها تعدد الجبهات والرهائن.. 5 تحديات تعترض العملية البرية الإسرائيلية بغزة

أبرزها تعدد الجبهات والرهائن.. 5 تحديات تعترض العملية البرية الإسرائيلية بغزة

تلقت إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية ما لم تحلم به من الدعم السياسي والعسكري والإعلامي لتنفيذ عملية اجتياح قطاع غزة، حسب يوسي يهوا شوا في يديعوت أحرونوت، وكانت إسرائيل قد أجرت عملية تعبئة غير مسبوقة لأجل عملية اجتياح غزة، تم خلالها تعبئة 350 ألفاً من جنود الاحتياط، مع ذلك، يُشير كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين للعملية بأنها "ليست مجرد جولة قصيرة أخرى".

وحسب اللواء صفوت الزيات فإن "الجيش الإسرائيلي غير معتاد على حرب المدن، وينتظر مساعدات أمريكية وغربية تساعده في القتال في المناطق السكنية وفي الأنفاق"، لذا تحتاج إسرائيل لـ "معدات الاستشعار والرادارات البشرية وأجهزة التصوير الحراري، وطائرات مسيرة دقيقة الحجم، وأسلحة تساعدها في القتال داخل المنازل، خوفاً من وقوع مفاجآت مثل حرب يوليو/تموز 2007 مع حزب الله".

وحتى يحين وقت العملية البرية، سيعمل سلاح الجو الإسرائيلي على تشويش النظم الدفاعية والقيادية لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، بغرض التقليل من الخسائر في القوات الإسرائيلية، حسب رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وكان المسؤولون الإسرائيليون قد هددوا بـ"محو حماس من على وجه الأرض"، بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي نفّذتها "حماس" في مستوطنات غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وحينها صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "كل عضو في حماس هو رجل ميت".

عليه، يرى الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية، حسين آقايي، إنه "إستراتيجياً وعسكرياً، ليس أمام إسرائيل خيار سوى شن هجوم بري لضرب حماس وإحياء ردعها"، لكن "الأمر ليس سهلاً على إسرائيل، ولكن يبدو أن لديها تصميماً قوياً على شن هذا الهجوم حتى لا تتمكن حماس وأي جماعة "إرهابية" أخرى من تنفيذ مثل هذه الأعمال "الإرهابية" ضد إسرائيل في المستقبل".

فيما يُشير منسق "تجمع مصير" الفلسطيني، أيمن أبو هاشم إلى حالة من الارتباك في الموقف الإسرائيلي بخصوص الاجتياح البري. مشيراً إلى حديث إسرائيلي أعقب عملية "طوفان الأقصى" مباشرةً، تمحور حول اجتياح بري في طور الجهوزية، إلا أنه بعد مرور قرابة الأسبوعين، بدأت أصوات من أبناء وقيادات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحذر من الأثمان المرتفعة لهذا الاجتياح. 

مقاتلة الأشباح 

يحدد العمق الجغرافي للغزو البري الإسرائيلي بمعيارين أساسيين، يولد ثانيهما، المتمثل بفقدان إسرائيل للشرعية الدولية لعمليتها، من أولهما القائم، صعوبة التمييز بين المدنيين والمقاومين في أحياء غزة المعقدة، ما يؤدي لقتل العديد من الفلسطينيين، وخروج التنديد الدولي، وضيق الفترة الزمنية الممنوحة للعملية الإسرائيلية، وفقاً للجزيرة نت، مستشهدةً بحديث لجندي إسرائيلي أصيب خلال اجتياح القوات الإسرائيلية لغزة عام 2014، "لم نرَ أياً من مقاتلي حماس الذين اشتبكنا معهم، وكأننا نقاتل أشباحاً... لأن مقاتلي حماس لا يزالون مختفين، ويخرجون للقتال عند تقدم القوات لوقت قليل، فهم لا يخوضون قتالاً مستمراً أمام الجنود". 

خلال حديثه لموقع أورينت، أضاف أبو هاشم، بعد أن كان الحديث الإسرائيلي عن معركة "خاطفة وحاسمة"، أصبح الحديث أن المعركة قد تطول أشهراً أو سنوات، ما يُشير لتعقيدات وتحديات أمام العملية الإسرائيلية البرية، لا سيما بعد فشل مشروع أو محاولات تهجير أهالي غزة إلى سيناء، من خلال موقف مصري حازم، وإصرار الأهالي على التشبث بأرضهم رغم حرب الإبادة التي يتعرضون لها، وعليه، هناك مشكلة حقيقية أو موانع حقيقية أمام تنفيذ هذا المخطط، الذي يشكل أحد هدفي إسرائيل، تهجير الفلسطينيين وتقويض حماس، من العملية البرية.

أما فيما يتعلق بتقويض "حماس"، تكمن المشكلة الإسرائيلية في طبيعة المواجهة على الأرض في حال حدوث الاجتياح البري، وهو ما يرتبط بالتطورات الميدانية القادمة، مشيراً لإمكانية مشاهدة مفاجآت تتعلق بطبيعة الرد الفلسطيني أيضاً على أي محاولة إسرائيلية للتوغل. مشيراً لتداخل العوامل السياسية/الإنسانية في تأطير أو تحجيم العملية البرية، من خلال تصاعد الأصوات الشعبية العربية والدولية للمطالبة بوقف الحرب ووقف الكارثة الإنسانية في غزة، وكيفية استجابة هذه الدول لهذا الأصوات.

يُشير المونيتور، عن مصدر إسرائيلي طمس هويته، إلى أن قدوم رئيس ووزيري خارجية ودفاع الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن للمساعدة، وتقديم الدعم فقط "لكن أيضاً للمراقبة عن كثب"، ما يذكر حسب الموقع، بالجهود الدبلوماسية الأمريكية المكثفة عامي 2011-2012، لردع إسرائيل عن تنفيذ ضربة على المنشآت النووية الإيرانية.

وإلى ذلك، أشار رون بن يشاي، إلى أن المساعدة الأمريكية ليست مجانية، بل يطلبون ألا تتصرف إسرائيل عسكرياً بشكل يتنافى مع قوانين الحرب الدولية، لا سيما ضد المدنيين، موضحاً أن الإنذار الإسرائيلي بإخلاء سكان شمال غزة إلى الجنوب صبّ في مجرى الإثبات بأن إسرائيل تتصرف في الإطار الدولي للحروب.

لا مجال للمقارنة بينما مقدرات الجيش الإسرائيلي ومقدرات "حماس" و"الجهاد الإسلامية" معاً لكن فارق القوة لا يعني السحق والاستسلام، حسب المحلل العسكري والإستراتيجي، العميد الركن أحمد رحال، بل يعني أن حماس وشريكتها ستطوعان ما لديهما لمحاولة التغلب على فارق القوة المحسوم لصالح إسرائيل.

ووفق إفادة رحال لموقع أورينت، فالمقاتل الفلسطيني ابن غزة أو ابن فلسطين يدرك أدق تفاصيل مسرح العمليات القتالية، وعليه، حتى لو استخدمت إسرائيل كل وسائط السطع، سيكون لديها مجاهيل ونقاط غير معروفة داخل غزة، يستفيد منا مقاتلو "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، هذا بالإضافة إلى الكمائن وعمليات التلغيم والقنص والعمليات الانتحارية/الاستشهادية وعمليات المواجهة التي سيقومون بها، والتي ستجعل الكلفة الإسرائيلية للعملية البرية باهظة الثمن.

تحديات العملية البرية

آفاق العملية البرية الإسرائيلية في غزة، قاتمة للغاية، وفقاً ديفيد أوتاوي في ويلسون سينتر، فمع ترجيحه لتعرض "حماس" لهزيمة عسكرية في نهايتها، إلا أنها ستلحق تكلفة باهظة بقوات الاحتلال الإسرائيلية في هذه العملية.

ورغم صعوبة إحصاء التحديات التي تعترض العملية البرية الإسرائيلية صعبة الإحصاء، حاول راديو فردا إحصائها بالتالي: 1- تعدد جبهات الحرب، 2- خوض حرب صعبة وطويلة ودموية، 3- حماية أرواح الرهائن/الأسرى الإسرائيليين، 4- الضحايا المدنيون والاستجابات الدولية، 5- السيطرة على غزة، والتي وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إعادة احتلالها بأنه "خطأ كبير".

 فيما يشير أوتاوي لفشل مسبق لأي محاولة إسرائيل لتثبيت السلطة الفلسطينية، "الأكثر اعتدالاً" بالشراكة مع قوات الأمن الإسرائيلية في غزة، كون السلطة الفلسطينية ضعيفة عسكرياً، وقيادتها متهالكة، وسمعتها ملطخة بشدة في غزة. مشيراً إلى أن استمرار القتال لعدة أشهر، يعرّض القادة العرب لضغوط متزايدة من الشارع، لإظهار الدعم لحماس. 

أعدت إسرائيل إجراءين لعملية الاجتياح، حسب العميد رحال، الأول، عملية تمهيد ناري غير معهود أدى لتقسيم قطاع غزة إلى قسمين، شمالي وجنوبي، وتقسيم الشمالي منه إلى قواطع أفقية وقواطع عمودية، في إطار عملية فصل تسعى من خلالها الوصول إلى تدمير البنية التحتية لمدينة تحت الأرض تسميها إسرائيل "مترو غزة"، والتي تحتوي كل المقدرات العسكرية وأدوات التصنيع الحربي لـ "حماس".

أما الإجراء الثاني، فيتمثل، بحشد إسرائيل لقوة عسكرية هائلة للعملية البرية، من قوات بحرية تحكم بها الحصار على غزة مع اشتراكها في عملية التمهيد والمساندة والدعم الناري، إلى خمس فرق عسكرية ما بين مشاة ما بين مدرعة ما بين قوات تدخل سريع ومظليين، إلى مدافع الهاون وراجمات الصواريخ مع صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى والمتوسطة، إلى جانب التغطية الجوية.

توسعة رقعة القتال، مثل انضمام "حزب الله" والفلسطينيين في مخيمات اللجوء في لبنان والضفة الغربية، إحدى وسائل دفاع "حماس"، حسب رون بن يشاي، تهدف من خلالها الحركة تخفيف الضغط على غزة وتشتيت الجهد العسكري الإسرائيلي.

المحلل في شركة سيبيل لاين البريطانية لاستشارات المخاطر الدولية، جاستن كرامب، يرى أن " "حزب الله" ليس في حالة حرب بعد. لكنهم قالوا إنهم سينظرون إلى الحادث على أنه شرارة إذا تصاعد القتال البري في غزة، وهي خطوة قد تحظى بدعم الولايات المتحدة لاستهداف قوات "حزب الله" في لبنان وسوريا". معتقداً "أن حماس تريد جر إسرائيل إلى معركة عنيفة في المناطق الحضرية حتى تتمكن من جذب الكثير من الاهتمام إلى القضية الفلسطينية".

ووفقاً لأبي هاشم، أكبر التحديات التي ستواجه الاجتياح الإسرائيلي البري، كيفية رد فصائل المقاومة على هذا الاجتياح، والتي يبدو أنها تمتلك إمكانيات وقدرات كبيرة قادرة على إيقاع خسائر كبيرة في القوات الإسرائيلية، في حال إقدامها على العملية البرية، إلى جانب تحد آخر، متعلق بمشكلة داخل الجيش الإسرائيلي نفسه، عبّر عنها بعض القادة العسكريين، السابقين، بأن الجيش غير مدرب، وغير مؤهل لخوض معركة برية، ويحتاج إلى وقت إضافي للجهوزية لهذه المعركة.

حل سياسي من رحم المدافع

يتوقف المسار السياسي فعلياً على نتيجة الاجتياح البري في حال حدوثه، حسب أبي هاشم، ففي حال تلقت إسرائيل ضربات وخسائر كبيرة جراء المقاومة، وعدم تمكنها فعلياً من انجاز خطة التهجير، من الطبيعي إعادة فتح الملف السياسي والعودة للمفاوضات، وحينها لن يكون ميزان القوة ليس لصالح إسرائيل.

كما إن المواقف العربية والدولية من هذا العدوان، وتزايد الضغط على دولة الاحتلال وحكومته اليمنية المتطرفة لوقف هذه الحرب، سيكون له نتائجه على المسار السياسي، وفي جميع الأحول، عدم تمكن إسرائيل من القضاء على "حماس" والمقاومة الفلسطينية، عندما يذهبون باتجاه الحل السياسي، ستكون هذه الورقة بيد الفلسطينيين ولصالح الفلسطينيين. لذا فإن أي مسار سياسي قادم يتوقف فعلياً على كيفية انتهاء مسار الأعمال العسكرية وعلى موازين القوى للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، التي سيعاد فرزها من جديد.

التعليقات (2)

    بثار الاثد

    ·منذ 6 أشهر 5 أيام
    حاملة الطائرات انيثة واحد و فرقة بثرى المجوقلة و مثيرات اثماء الاخرث الاثد و فرقة بثار الانتحارية و اثياء ثرية ثتكون عنثر مفاجئ للعدو الاثرائيلي و ثكرا

    مصري حر

    ·منذ 6 أشهر 4 أيام
    الدور الثاني سيكون لمصر فان تدخل مصر قد يضطر إسرائيل لتاجيل الاجتياح البري كل شيء ممكن الشيء الاكيد لم تعد شعوب العالم تصدق أكاذيب الصهاينة الخنازير
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات