حرصت الميليشيات الإيرانية مع مثيلاتها من قوات أسد وحزب الله والفصائل الفلسطينية الموالية لهم على تخفيف الوجود العسكري في ثكناتهم ومقراتهم في مناطق الجنوب السوري "ريف دمشق والقنيطرة ودرعا"، مع نقل مجموعات من العناصر إلى جبهات أخرى في المنطقة الشرقية والبادية، وهو ما يعد خطوة تكشف زيف إيران وحلفائها في التحضير أو المشاركة في الحرب الدائرة في غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
تخفيف الوجود العسكري
وقال الناشط علي الصمادي من ريف درعا لموقع أورينت نت، إن الواقع الميداني الموجود في ريفي درعا والقنيطرة المواجه للجبهة الشمالية للكيان الإسرائيلي لا يُشير إلى وجود أي تحركات غريبة أو إجراءات تدلّ على استعداد ميليشيا أسد وإيران وحزب الله على الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
وذكر أن بعض القذائف الصاروخية التي أُطلقت قبل أيام من "سرية عابدين" في ريف درعا الغربي باتجاه منطقة تل الفرس في الجولان، وقذائف أخرى خرجت من "سرية المجاحيد" العسكرية القريبة من قرية البكار على الحدود الإدارية بين درعا والقنيطرة كانت عبارة عن قذائف عبثية بلا جدوى سقطت على مناطق فارغة بالجولان المحتل.
وأردف أنه رغم محاولة إعلام ميليشيا أسد الإشارة إلى دور الجبهة الشعبية-القيادة العامة بتنفيذ الهجوم الصاروخي ذلك، إلا أن الفصيل المذكور لا يمتلك مقرات عسكرية هناك، وقد سقطت القذائف في منطقة مكشوفة ولم تُصب أحداً بجروح.
وأضاف أن القادة الميدانيين في الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" في درعا والقنيطرة أشرفوا على تقليل الوجود العسكري في الجنوب وإعادة انتشار القطع في المنطقة ونقل عتاد وعناصر إلى مناطق بريف دمشق الجنوبي وإلى مناطق البادية في ريف السويداء وحمص.
انسحابات من محيط المطار
من جهته، قال الناشط سامر حمدان من ريف دمشق الجنوبي، إن عدة قطع ومقرات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية وقوات أسد أخلت عناصر وعتاد في عدة مواقع منها اللواء 91 التابع للفرقة الأولى بسفح جبل المانع بريف الكسوة، وكذلك سحبت مضادات طيران ودفاعات جوية من "خربة الشياب" بريف دمشق الجنوبي.
وذكر أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني انسحبوا بعد قصف مطار دمشق الدولي من محيط المطار إلى بلدة الغزلانية الواقعة قرب الجسر الخامس، ونقلوا كذلك عناصر إلى بلدة السيدة زينب كل ذلك لتخفيف الخسائر من الجنود والعتاد.
إخلاء مقرات فلسطينية
وبسياق متصل، أخلت حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية الفلسطينية المدعومين من إيران مقراتهم ومواقعهم في ريف دمشق تحسباً لأي ردات فعل إسرائيلية على عملية طوفان الأقصى في غزة بحسب ما نقل موقع "صوت العاصمة"، وأضاف أنّ حركة الجهاد الإسلامي وفصائل وتنظيمات فلسطينية أخرى أخلت مقراتها العسكرية ومنازل قياديين في كامل ريف دمشق الغربي والقنيطرة والمناطق المحاذية للحدود الإسرائيلية.
تعليق الزيارات الدينية
يذكر أن مسؤول منظمة الحج والعمرة الإيراني حميد رضا محمدي أكد لوكالة إيسنا الإيرانية أنه تم إصدار أوامر بتعليق الزيارات الدينية إلى سوريا اعتباراً من يوم الأحد 15 تشرين الأول الحالي.
وأضاف المسؤول الإيراني أنّ المنظمة اتخذت القرار على ضوء الحرب الدائرة في المنطقة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، موضحاً أنّ المنظمة ستعلن عن استئناف الزيارات الدينية عند استقرار الأوضاع.
وذكر أنّ رحلات الزوار الإيرانيين إلى سوريا كانت منتظمة بواقع رحلة واحدة أسبوعياً، وتضم مجموعتين من قرابة 150 زائراً والآن توقفت حتى إشعار آخر والأمر مرتبط بالأوضاع على جبهة غزة.
التعليقات (5)