كشف مصدر عسكري مطّلع لـ "أورينت" أن الميليشيات الإيرانية بدأت بالآونة الأخيرة برنامجاً جديداً لتجميع وتطوير الطائرات المسيّرة عن بعد ضمن مطار "تي فور" العسكري بالتنسيق مع قيادة المطار والقوات الجوية السورية.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الميليشيات الإيرانية تعمل على تجميع وتطوير مجموعة من أنواع الطائرات المسيّرة، بتوصية من ضباط وخبراء إيرانيين تابعين لفيلق القدس الإيراني، وبإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني وتنسيق كامل مع قائد مطار "تي فور"، العميد محمد العجوز، إضافة للتنسيق مع القوى الجوية عبر الرائد وسيم المحمد، وهو ضابط تابع للوحدة 222 من القوات الجوية التابعة لميليشيا أسد.
وأشار المصدر إلى أن ميليشيات فيلق القدس عملت على تجميع وتطوير أربعة أنواع من الطائرات المسيّرة عن بعد، وتدريب عناصرها وعناصر يتبعون لميليشيات حزب الله عليها، ضمن حامية المطار وهي:
"مهاجر 4 الاستطلاعية"، صالحة للاستخدام العسكري وغير العسكري، قدرتها للبقاء في الجو تزيد عن 7 ساعات، مع ارتفاع يصل الى أكثر 4500م ، تقوم بجمع الصور والفيديوهات وتزويد المحطة بها على مدار الساعة، إضافة الى قدرتها على حمل أوزان مختلفة قد يحوّلها إلى طائرة هجومية عند الحاجة لها.
"أبابيل 3 الانتحارية"، صالحة للاستخدام العسكري، قدرتها على البقاء في الجو تزيد عن 5 ساعات، مع ارتفاع يزيد أكثر من 5000 م ، وهي مسيّرات هجومية انتحارية مخصصة لتنفيذ الهجمات الجوية، وتم تعديلها وتطوير نظامها لحمل أوزان إضافية تزيد من قوتها الهجومية.
"قاصف 1 الإيرانية"، هذا النوع من المسيّرات تم تطويرها ضمن مطار "تي فور" بغرض تنفيذ الهجمات العسكرية، وتم رفع قدرة حمولتها من المواد المتفجرة، ما يزيد من قوتها الهجومية.
"رعد ومرصاد" وهي طائرات مخصصة للرصد متوسط، وواسع المدى، وتم تزويد ميليشيات حزب الله منها بكميات كبيرة.
وتقوم الميليشيات الإيرانية بنقل قطع تصنيع المسيّرات، أو المسيرّات قبل تعديلها إلى مطار تي فور العسكري، عبر اتّباع طرق برية من العراق إلى سوريا بواسطة شاحنات التبريد المغلقة، ومن أبرز هذه الطرق "السكة" الواقع بين البلدين وهو معبر غير شرعي يستخدم في عمليات التهريب، إضافة إلى عدة طرق أخرى، وبعد وصول الشحنات من العراق إلى سوريا، تتولى الميليشيات مهمة نقلها من المنطقة الحدودية إلى داخل المطار عبر طريق "تدمر – دير الزور" بإشراق ومساعدة حامية مطار تي فور، وتنسيق مع القوات الجوية التابعة للنظام.
ووفقاً للمصدر فإن قيادة مطار تي فور العسكري ، بالتنسيق مع الجانب الإيراني قامت بتوسيع مستودعين تابعين للمطار في قسمه الغربي لصالح عمليات تطوير وتصنيع المسيّرات، ويقع المستودعان بجانب مدرجات المطار التي يبلغ طولها أكثر من 350 م وجرت عليها أعمال صيانة في الآونة الأخيرة بالتنسيق ما بين الجانبين.
وكان مصدر إيراني مقرب من الحرس الثوري، أكد في تصريح سابق، أن الاتفاقات العسكرية الإيرانية السورية دخلت حيز التنفيذ، مشيرا إلى أن التعاون في مجال صناعة الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة يمضي على قدم وساق منذ فترة داخل سوريا.
وسبق أن طالبت أوكرانيا حلفاءها الغربيين بقصف موقع في سوريا تصنع فيه إيران طائرات انتحارية تستخدمها روسيا في غزوها لأوكرانيا.
وقالت صحيفة غارديان البريطانية إن الحكومة الأوكرانية قدّمت وثيقة مكوّنة من 47 صفحة لحكومات مجموعة السبع في آب الماضي تؤكد قيام إيران بتنويع إنتاجها من خلال استخدام مصنّع سوري يشحن الطائرات إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي.
يُذكر أن مطار تي فور تعرّض للاستهداف عدة مرات من قبل الطائرات الإسرائيلية، وكان آخرها قبل عامين وتعرضت حينها مستودعات المطار، ومدرجه إلى ضرر كبير، ويُعدّ تاريخ الاستهداف الأخير نقطة تحوّل في إدارة المطار، حيث قامت القوات الروسية حينها بإخلاء قواتها ومعداتها من داخل المطار لصالح القوات الإيرانية.
التعليقات (4)