"الرابعة تعيث فساداً في لبنان".. 3 أهداف خبيثة عبر استغلال ورقة اللاجئين

"الرابعة تعيث فساداً في لبنان".. 3 أهداف خبيثة عبر استغلال ورقة اللاجئين

رصد موقع أورينت عن كثب ما يجري في لبنان خلال الشهر الأخير من ازدياد حوادث القتل والخطف والاعتقال للنازحين السوريين في لبنان، ليتوصل عبر العديد من المصادر والمشاهدات الحية لشهود عيان إلى أن ميليشيات الفرقة الرابعة تقف وراء معظم تلك الأعمال لتحقيق 3 أهداف خبيثة، اقتصادية وأمنية وسياسية.

وإن كانت ميليشيا أسد عموماً "تعيث في لبنان فساداً" منذ بدء الثورة، وتتحكم بقراره السياسي عبر ميليشيا حزب الله، إلا أن الشهر الأخير كان فيه الضغط الأكبر على لبنان عبر ملف السوريين، وكانت ميليشيات الرابعة التي يقودها شقيق بشار الأسد هي صاحبة اليد العليا في معظم تلك الحوادث أو الجرائم.

الشهود العيان أكدوا أن حوادث الخطف زادت عند المناطق الحدودية السورية اللبنانية بهدف الابتزاز المالي من قبل عناصر ميليشيا  "الرابعة"، إذ وجد عناصر أسد في هذه الممارسات فرصة لتعويض المداخيل المالية من عمليات النهب والسلب على الحواجز العسكرية والأمنية بعد إزالتها مؤخراً.

وكانت ميليشيا أسد قد أزالت منتصف شهر أيلول الماضي بعض الحواجز على الطرق الرئيسية، من بينها الحواجز المنتشرة في ريف حمص الغربي وأرياف طرطوس والمناطق الحدودية مع لبنان، في خطوة دعائية تصب في خدمة مزاعم النظام عن عودة الاستقرار وانتهاء الحرب.

ويبدو أن خسارة "الفرقة الرابعة" لمصادر التمويل من الحواجز، قد دفع بعناصرها إلى التوجه نحو عمليات الخطف عند الحدود اللبنانية السورية، مستغلة نفوذها (فوق القانون)، وتقاسمها السيطرة مع ميليشيا "حزب الله" على الشريط الحدودي والمناطق المحيطة به.  

ويكشف تحقيق "أورينت نت" الموثق بتسجسلات صوتية لشهود عيان طلبوا عدم نشر تسجيلاتهم، بسبب الرعب الذي يعيشونه من لبنان من ميليشيات الرابعة وحزب الله هماك، عن كيفية قيام ميليشيا الفرقة الرابعة بالإيقاع بالسوريين أثناء دخولهم لبنان أو مغادرتهم نحو سوريا بطريقة التهريب من منطقة وادي خالد الحدودية بريف حمص الغربي الخاضعة لسيطرة الفرقة وميليشيا "حزب الله".

ويستغل عناصر الفرقة التي يقودها ماهر شقيق رأس النظام، تدفق أعداد كبيرة من النازحين السوريين الذين يحاولون دخول لبنان والتوجه منه نحو أوروبا هرباً من الأوضاع الاقتصادية المتردية.

وأوضح المصدر أن ميليشيا الرابعة تتعاون مع مهربين لخطف السوريين، حيث يطلب المهربون (وكلاء الفرقة) مبالغ مالية أقل من المهربين الآخرين (50 دولاراً أمريكياً)، وتحدث عمليات الخطف عند دخول المنطقة، وبعدها يتم التواصل مع أهالي المختطفين بغرض طلب الفدية.

وعن المبالغ التي تطلبها الفرقة، يقول المصدر: إن الميليشيا تطلب مبلغاً يتراوح بين 2000-6000 آلاف دولار، ويتم التفاوض بعد ذلك مع أهل المخطوف الذي يتعرض للتعذيب لإجبار الأهل على الدفع بسرعة.

وتقف مجموعة الشبيح "شجاع العلي" من قرية بلقسة بريف حمص، التابع للمخابرات العسكرية والمدعوم من ميليشيا حزب الله، وهو جزء من "الرابعة"، وراء غالبية عمليات الخطف، كما إن عمليات الخطف تتم قبل اجتياز الحدود اللبنانية، حيث تستهدف الميليشيا بالدرجة الأولى الأشخاص الذين ينتمون إلى عائلات ميسورة مادياً.

وأكد المصدر أن ميليشيا الرابعة تُزوّد بالمعلومات الكاملة عن الشخص من المهربين، كما أنه تتم أحياناً عمليات الخطف بشكل عشوائي.

عصابات في لبنان

وسجلت مؤخراً أكثر من حادثة خطف للسوريين من قبل شبكات تدّعي أنها تؤمن رحلات إلى أوروبا، وفي هذا الصدد نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مسؤول العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي اللبناني، العميد جوزف مسلّم، تأكيده أن أفراد العصابة يقومون بالترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم مكتب سفر يؤمن رحلات إلى أوروبا وأمريكا الشمالية بطريقة شرعية أو ربما غير شرعية مقابل مبلغ معين.

وتابع أنه "بعدها يتم تحديد نقاط التقاء معروفة وآمنة لنقلهم منها عبر منطقة الهرمل إلى الداخل السوري، حيث ينقطع الاتصال بين المخطوفين وأهلهم وتبدأ عملية إرسال صور تعذيب مهينة للأهل للضغط عليهم من أجل دفع الفدية بسرعة".

وقبل أيام، نشرت صفحات إخبارية في حادثة صادمة، تفاصيل تعذيب شاب سوري في لبنان وابتزاز ذويه لدفع مبالغ مالية كفدية مقابل إطلاق سراحه، مبينة أن تلك العصابات تحاول إقناع السوريين بوجود ممرات آمنة سريعة ومضمونة للانتقال إلى الدول الأوروبية مقابل بدل مالي زهيد قبل أن ينتهي بهم الحال في أتون عمليات خطف معقدة.

وأكدت أن الشاب السوري أيهم عادل الصالح وقع في شباك عصابة خطف سورية لبنانية استدرجته من منزله على طريق المطار، لينتقل مع شخص مجهول بواسطة دراجة نارية إلى جهة مجهولة بعدما أبلغ رفاقه أنه ذاهب إلى أوروبا، ويختفي أي أثر له.

حيل تتبعها الميليشيا 

ولا تقتصر جرائم ميليشيا الرابعة على الخطف فقط، بل تستهدف المخيمات السورية في لبنان أيضاً، على حد تأكيد النازح (باسل. م) من لبنان لـ"أورينت نت".

وأضاف أن عناصر الرابعة يقومون بإدخال السلاح والمخدرات إلى المخيمات، بهدف زيادة التوتر الأمني في لبنان، ودفع السلطات هناك للتضييق على اللاجئين وإجبارهم إما على العودة إلى سوريا - ما يعرضهم للابتزاز من "الفرقة الرابعة" عند اجتيازهم الحدود اللبنانية- أو الهجرة نحو أوروبا بهدف الضغط أكثر على الحكومات الغربية، وتحقيق مكاسب سياسية.

وثمة العديد من الحيل التي يتّبعها عناصر الفرقة، وفق المصدر، مبيناً أن العناصر يقومون مثلاً بالطلب من بعض اللاجئين تأمين السلاح أو المخدرات لفترة وجيزة مقابل غض النظر عن عمله في تهريب المواد على جانبي الحدود، ويقومون على الفور بإبلاغ الأمن اللبناني عن وجود أسلحة أو مخدرات مخبأة في المخيم، وهنا تحقق هدفا أمنياً خبيثا، وهو تشويه سمعة اللاجئين وأنهم يسببون في زعزعة أمن واستقرار الدول التي يلجؤون إليها.

وفي السياق، أقر مدير التخطيط والتواصل الاستراتيجي في الجيش اللبناني، العميد "إلياس عاد" أن عدد عناصر الجيش غير كافٍ لإيقاف اللجوء السوري غير النظامي إلى البلاد وضبط الحدود، لافتاً إلى حاجة الجيش اللبناني إلى معدات وتجهيزات إضافية للقيام بالمهام على أكمل وجه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات