رغم حظرها عالمياً.. نظام أسد يجدّد استخدام السلاح المحرّم دولياً في إدلب

رغم حظرها عالمياً.. نظام أسد يجدّد استخدام السلاح المحرّم دولياً في إدلب

لا تزال حملة ميليشيا أسد مستعرة على مناطق شمال غرب سوريا منذ اليومين الفائتين، مسستخدماً أسلحة محرمة طالت الأحياء السكنية في مدن وبلدات إدلب ومنطقة جسر الشغور وأريحا وترمانين والأتارب.

ووفق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، فقد جدّد نظام أسد استهدافه بلدة ترمانين شمال إدلب بصواريخ محمّلة بذخائر عنقودية محرمة دولياً، وهو الاستهداف الثاني من نوعه على البلدة، كان قد سبقه استهداف لبلدة دارة عزة بريف حلب الغربي بنفس الصواريخ، منتصف ليل أمس الجمعة.

ونشر "الدفاع المدني" عبر صفحته في فيسبوك، صوراً لبقايا حاضنة القنابل العنقودية الصاروخية نوع 9m55k  والتي تحمل قنابل عنقودية شديدة الانفجار مضادة للأفراد من نوع 9 n210 و 9n235، إذ قصفت قوات النظام بعد منتصف الليل السبت 7 تشرين الأول، أحياء سكنية في بلدة ترمانين شمال إدلب بصاروخين من هذا النوع يحملان ذخائر عنقودية محرمة دولياً.

يشير "حميد قطيني" (متطوع في الدفاع المدني بإدلب)، أن "شمال غرب سوريا مقبل على كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الهجمات من قبل قوات النظام وروسيا واستخدام أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً، ما يهدد حياة المدنيين، ويوقع المزيد من الضحايا، ويفرض حالة من عدم الاستقرار، فضلاً عن تهجير جديد يزيد مأساة متأصلة لأكثر من 12 عاماً".

مضيفاً في حديثه لأورينت، أن قصف قوات النظام الجمعة 6 تشرين الأول الجاري، بصواريخ منها عنقودية محرمة دولياً، لبلدة ترمانين شمال إدلب وقرية التوامة بالقرب منها، أدى لمقتل 5 مدنيين بينهم طفل، وإصابة 30 مدنياً بينهم 5 أطفال وامرأتان، في حصيلة غير نهائية.

 كما اندلعت حرائق إثر القصف بنفس الصواريخ المحملة بذخائر حارقة في الأحياء السكنية لمدينة جسر الشغور بريف إدلب، وأطراف مدينة دارة عزة غرب حلب، دون وقوع إصابات بشرية. 

واعتبر قطيني أن استخدام الأسلحة المحرمة هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية مطالبون بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين وتحمّل مسؤولياتهم ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.

حملة مرعبة

تؤكد المشاهدات القادمة من إدلب وريفها أن تصعيد نظام أسد والاحتلال الروسي عنيف للغاية، ويستهدف البنية التحتية والتجمعات البشرية، وهو ما دفع بالسكان القاطنين في المناطق المتاخمة لخطوط التماس مع النظام للنزوح عن مناطقهم باتجاه المدينة إدلب وأرياف حلب الشمالية والشمالية الشرقية.

يشير "مازن أبو راشد"، أحد القاطنين في المدينة إدلب، إلى أن المنطقة تشهد حملة مرعبة بالقذائف الصاروخية والطيران الروسي، ولا سيما أنها تستهدف المشافي والأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة المحرمة بهدف إحداث أضرار أوسع.

لافتاً في حديثه لأورينت، إلى أن هناك حالة خوف شديد من المدنيين كون فرق الإسعاف والدفاع المدني لا تتوقف عن التوجه لمكان الاستهدافات ونقل المصابين، هذا غير النداءات المتكررة للتبرع بالدم.

وتُعيد الحملة الهمجية، "أبو راشد" -المهجّر من الغوطة الشرقية بريف دمشق- إلى حملة النظام في الغوطة الشرقية شتاء 2018، "يومها استخدم النظام القنابل العنقودية والنابالم والسلاح الكيماوي ما أدى لمجازر كبيرة، حسب حديثه.

متوقعاً أن يلجأ النظام لاستخدام أي سلاح آخر محرم كون محاسبته غائبة، ما يعني مزيداً من الضحايا، واستمرار حركات نزوح أكبر في بقعة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وكانت المراصد العسكرية في إدلب قد حذّرت عبر "القبضات اللاسلكية" من تصعيد بشكل أعنف، مطالبة  بفض التجمعات والالتزام بالأقبية وعدم الخروج إلا لطارئ، كما دعت المساجد عبر مكبرات الصوت المصلين لعدم القدوم إلى صلاة أمس الجمعة، بسبب اشتداد الحملة الهمجية التي تنتهجها قوات النظام وروسيا على مناطق شمال غرب سوريا، فيما علّقت "حكومة الإنقاذ" الجناح المدني لميليشيا الجولاني، الدوام في المدارس العامة والخاصة لمدة يومين.

"القنابل العنقودية" تهديد مفتوح

في مطلع العام الجاري، نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا عن استخدام الذخائر العنقودية ففي سوريا والمعروفة باسم قنبلة داخل قنبلة والمحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، إذ أعلنت أن مخلفات الذخائر العنقودية تهديد مفتوح لحياة الأجيال القادمة في سوريا، فيما عرضت خرائط لمناطق انتشار مخلفات الذخائر العنقودية في العديد من المحافظات السورية، لافتة أن 1435 مواطناً سورياً بينهم 518 طفلاً قد قُتلوا بالذخائر العنقودية ومخلفاتها التي استخدمها نظام أسد وروسيا في سوريا.

وأوضح التقرير أن خطورة القنابل العنقودية تكمن في الآثار المترتبة عليها، والتي تتجاوز حقبة الحروب والنزاعات، فإلى جانب الضحايا الذين يُقتلون بفعل انفجار الذخائر العنقودية وقت الهجوم، فإنَّ هناك قرابة 10 – 40 % من هذه الذخائر لا تنفجر، ما يعني أن هناك المئات من الذخائر العنقودية في سوريا قد تحولت إلى ما يُشبه الألغام الأرضية، التي تؤدي إلى قتل أو تشويه المدنيين وتحقيق إصابات بليغة في صفوفهم.

بالمقابل، وحسب تقريره السنوي الرابع عشر، قال التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام (ICBL-CMC)" "، أيلول/ سبتمبر الفائت، إن قوات نظام أسد استخدمت الذخائر العنقودية على نطاق واسع في الفترة من 2012 إلى 2020، قبل أن تنخفض التقارير عن الاستخدام الجديد في عام 2021 وتم استخدام الذخائر العنقودية مرة أخرى في تشرين الثاني 2022، في هجمات وثقتها الأمم المتحدة والتي أدت حينذاك لمقتل ثمانية مدنيين وإصابة ما لا يقل عن 75 آخرين في هجمات على مخيم مرام للنازحين بالقرب من كفر جالس، ومخيمات أخرى للنازحين في إدلب.

مشيراً أن الذخائر العنقودية المستخدمة عبارة عن صواريخ أوراغان من سلسلة 9 M27K عيار 220 ملم تحتوي على ذخائر صغيرة من نوع 9N235 أو 9N210. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات